طالب نواب الكتلة البرلمانية الليبرالية الكيبيكية في مجلس العموم باستقالة رئيس الحكومة جوستان ترودو، حسب ما ذكرته النائبة الليبرالية ألكسندرا مينديز.
وجاء هذا التصريح في مقابلة خلال البرنامج الإذاعي ’’ميدي أنفو‘‘ (Midi Info) على أمواج إذاعة راديو كندا من مونتريال.
وأكّدت عضو مجلس العموم عن دائرة بروسار- سان لامبير أنّ ’’مما سمعته، [يمثّلون] أغلبية نواب كيبيك، ولكن ليس بالضرورة بالإجماع.‘‘
وأكّد أربعة نواب لِراديو كندا أنهم يطالبون جوستان ترودو بالاستقالة. وقد أعرب هؤلاء عن وجهة النظر هذه منذ بداية الأزمة الناجمة عن استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند في منتصف الشهر الجاري.
وردًا على أسئلة راديو كندا، أوضح رئيس الكتلة، ستيفان لوزون، أنه ’’لم يتم تسليم أي خطاب إلى رئيس الحكومة من الكتلة الليبرالية في كيبيك.‘‘
وبالنسبة للسيدة مينديز، فإن هذه يشكّل إجماعاً ’’لِأكبر كتلتين برلمانيتين ليبراليتين، في أونتاريو وكيبيك. هذه رسالة قوية للغاية إلى رئيس الحكومة : لم يعد يحظى بدعمهم.‘‘
وبهذا الإعلان، يضم نواب كيبيك أصواتهم إلى أصوات النواب من أونتاريو ومقاطعات المحيط الأطلسي، الذين دعوا رئيس الحكومة إلى الاستقالة.
2025، سنة حاسمة
ومن جانبه كتب، محافظ بنك كندا السابق مارك كارني، الذي اتصل به جوستان ترودو مؤخراً لتولي منصب وزير المالية، عمودا وصف فيه عام 2025 بأنه ’’لحظة حاسمة في تاريخنا‘‘ وحثّ الكنديين على ’’تبني التغيير.‘‘
وكتب كارني الذي رفض عرض ترودو :” في عام 2025 سيصوت الكنديون لتحديد الطريقة التي ينبغي بها إدارة بلادنا. يرغب العديد من الأشخاص في التغيير، وهم يستحقون أن يكون لديهم خيار حقيقي لأفضل نهج، والذي يلبي احتياجاتهم واحتياجات البلاد.
هذا ما قاله ترودو مستقبلا العام الجديد
في مقابلة صورت قبل استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند من مجلس الوزراء، وصف الكوميدي مارك كريتش العام المنصرم لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنه عام مليء بالمشكلات.
وجاءت المقابلة، كجزء من العرض الكوميدي الخاص لقناة CBC برأس السنة الجديدة، وعرضت في تمام الساعة 8 مساء ET، وتضمنت المقابلة مجموعة من المزاح والحوارات الساخرة، حيث حاول ترودو تقديم رؤيته للاستمرار في قيادة الحزب الليبرالي إلى الانتخابات المقبلة.
وصُورت المقابلة قبل 10 أيام من استقالة كريستيا فريلاند، وألغى مكتب رئيس الوزراء جميع مقابلات ترودو المجدولة بعدها.
وتحدث ترودو عن التحديات التي تواجه كندا، منتقدا زعيم حزب المحافظين بيير بوليفر، وقال: “نحن الآن في لحظة حيث كل شيء صعب، ويحاول بوليفر إقناع الكنديين بعدم الإيمان بأنفسهم، ولا بقضايا مثل تغير المناخ، والسيطرة على الأسلحة، وحقوق المرأة”.
وأضاف: “أنا بالتأكيد لن أتوقف عن القتال في هذه اللحظة المهمة للغاية”.
“الانفصال المدمر” لترودو
في سياق ساخر، تحدث كريتش عن “انفصال مدمر”، ليس عن زوجة ترودو السابقة صوفي غريغوار، بل عن فقدان دعم زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ.
وقال ترودو: “حققنا أشياء جيدة معا كتقدميين، وسنحاول الاستمرار في جذبهم لدعم القضايا التقدمية التي نعمل عليها”.
ومع ذلك، تعهد سينغ بعد تسجيل المقابلة بإسقاط حكومة ترودو في التصويت على الثقة.
الولاية 51
خلال حديثه عن زيارته لمنتجع في مار إيه لاغو في فلوريدا، قلل رئيس الوزراء من أهمية تعليقات ترامب حول تحول كندا إلى “الولاية 51” ووصفه لترودو بأنه “حاكم كندا”.
وقال ترودو: “كان ذلك تعليقا عفويا، ولم يكن جادا حتى من جانبه”.
وأشار إلى أهمية التعاون بين كندا والولايات المتحدة، موضحا: “أي شيء يضر بنا سيضرهم أيضا، وهذا أمر لا يرغبون في حدوثه”.
وقبل أربعين عاما، قام والد ترودو ورئيس الوزراء آنذاك بيير إليوت ترودو بنزهة مسائية في عاصفة ثلجية في أوتاوا، وفي اليوم التالي، أخبر الرجل البالغ من العمر 64 عاما كبار موظفيه أنه سيتقاعد.
وتساءل كريتش ما إذا كان جاستن ترودو سيأخذ خطوة مشابهة.
ورد ترودو: “عندما كان والدي في مثل عمري، كان لا يزال أمامه اثني عشر عاما من رئاسة الوزراء”.
وعندما سُئل عما إذا كان بإمكانه أن يمضي اثني عشر عاما أخرى، قال ترودو، “يا إلهي، لا!”.
المحافظون يحققون تقدما قياسيا في استطلاعات الرأي!
إختتم حزب المحافظين بقيادة بيير بواليفر عام 2024 بتحقيق تقدم قياسي طويل الأمد في استطلاعات الرأي، حيث تفوق بفارق 26 نقطة على الليبراليين وسط تصاعد الدعوات لاستقالة رئيس الوزراء جاستن ترودو.
وبحسب أحدث استطلاع لـ Nanos، يحظى حزب المحافظين الفيدرالي بدعم 47% من الناخبين، مقارنة بـ21% فقط للحزب الليبرالي، بينما حصل الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة جاغميت سينغ على نسبة 17% من الدعم.
من جانبه، قال نيك نانوس، كبير علماء البيانات في Nanos للأبحاث: “ما يعنيه هذا هو أن الفائز الأكبر في عام 2025 سيكون بيير بواليفر وحزب المحافظين، والخاسران الأكبران هما جاستن ترودو وجاغميت سينغ، لأن نسب الدعم لهما ولأحزابهما انخفضت مع نهاية 2024”.
كما يأتي هذا في وقت يترقب فيه الكنديون رد ترودو على الدعوات المتزايدة لاستقالته أو الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في 2025.
وشهد خريف 2024 اضطرابات كبيرة داخل الحزب الليبرالي، خاصة بعد الاستقالة المفاجئة لكريستيا فريلاند، وأعلن سينغ استعداد حزبه لسحب دعمه لحكومة الأقلية الليبرالية في العام الجديد، فيما يدفع بواليفر لإجراء تصويت بحجب الثقة بمجرد استئناف البرلمان.
وخلال فترة العطلات، جاءت دعوات من الكتلتين البرلمانية في أونتاريو والأطلسي تطالب ترودو بالاستقالة، ويبدو الآن أن كتلة كيبيك تتبنى نفس الموقف، واعتبر نيك نانوس أن هذه الاضطرابات داخل الحزب الليبرالي تؤثر “بالتأكيد” على موقف الكنديين.
وبحسب الاستطلاع، يُعتبر بواليفر الخيار المفضل لرئاسة الوزراء لدى 40% من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع، يليه ترودو بنسبة 17.4%، ثم سينغ بنسبة 13.9%. بينما أعرب 18% من الناخبين عن عدم تأكدهم من تفضيلهم.
وفيما يتعلق بإمكانية استعادة الليبراليين مكانتهم في الانتخابات المقبلة، قال نانوس إنه يمكنهم تحسين أدائهم، لكن “التغلب على المحافظين يمثل تحديا مختلفا تماما”.
وأضاف: “سيحتاج الليبراليون إلى وقوع خطأ كبير من جانب بواليفر والمحافظين، لأن الانتخابات الآن هي لخسارتهم، وليست لكسبها، والليبراليون يواجهون معركة ليست فقط داخلية، بل معركة مع عامل الوقت والتغيير”.
كما أظهر الاستطلاع أن الاقتصاد والوظائف ستكون قضايا رئيسية لجميع الأحزاب في عام 2025، حيث زادت نسبة القلق بين الكنديين حول هذه القضايا بشكل كبير في الشهر الماضي لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال أربع سنوات.
وقال نانوس: “الكنديون يريدون سماع مواقف قادة الأحزاب الفيدرالية حول الازدهار الاقتصادي، وكيف ستُخلق الوظائف، في ظل سياق دولي يتضمن عودة دونالد ترامب كرئيس منتخب، والذي سيتولى منصبه في 20 يناير، وما قد يترتب على ذلك من سياسات تجارية ورسوم جمركية”.
وأضاف: “الكنديون يريدون إجابات واضحة حول كيفية إدارة العلاقة مع ترامب وما هي استراتيجيتنا كدولة لتعزيز الاقتصاد وخلق وظائف جديدة”.
RCI,CN24
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : رشوة إنتخابية لكن لماذا؟ .. (صدر العدد الجديد)!