*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا
صودف وجودي خارج البلاد و كنت أرى كيف أن بلدان كبرى بدأت تتعايش مع الوباء عندما حاصر المتظاهرون مبنى البرلمان الكندي و قام البعض الآخر بإغلاق جسر وندسور ديترويت و معابر حدودية أخرى ما أدى إلى أن يقوم رئيس الوزراء بإعلان حالة الطوارئ لأول مرة في تاريخ كندا بسبب سياسة إلزامية التلقيح !
و طبعا كما توقعنا منذ بداية الأزمة ( ووفقا لرئيس الوزراء نفسه في وقتها ) فإن التدابير الوقائية و بخاصة سياسة إلزامية التلقيح ستقسم المجتمع بين مؤيد و معارض حتى رأينا أن هناك مواطن يتمتع بكافة حقوق المواطنة و آخر سلبت منه حقوقه الدستورية حتى وصل الأمر إلى تجميد أرصدته البنكية !!!
إن كان الخوف من وباء كورونا يبرر مثل هذه التصرفات عند بداية الوباء فلا مبرر على الإطلاق لهذه التدابير في وقت رفعت فيه أهم الدول الأوروبية و العالمية جميع الإجراءات بحسب منظمة حقوقية كندية .
يقول البعض بأن المتظاهرين يتبعون لليمين المتطرف ، نعم رأينا بعضهم يرفع شعارات نرفضها و كذلك ندين أعمال التخريب التي صدرت عن بعض هؤلاء … لكن دولة عظمة مثل كندا لديها من الأساليب الكثير للتعامل مع هؤلاء المتطرفين دون الحاجة إلى إعلان حالة الطوارئ على مستوى كندا على غرار الأنظمة القمعية و كأن هناك مسلحين يحاصرون البرلمان أو كأن هناك حرب شوارع دائرة بين المتظاهرين و رجال الشرطة !
تعودنا على الكثير من الحرية في هذا البلد فكان الملاذ الأمن لعائلتنا الهاربة من جحيم أوطان حُكمت بالحديد و النار و شعرنا في هذا البلد بإنسانيتنا مرة أخرى حتى جاء الوباء وبسببه فقدنا الكثير من حقوقنا الدستورية ولانريد لبلدنا أن يتحول من بلد الحريات إلى بلد الإضطهاد و نريد كندا كما يصفها النشيد الوطني بـ (البلد الشمال الحقيقي القوي و الحر ) لا بـ كندا الشمالية .
رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here