
*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا
1-اليوم في سورية، يشهد العالم خزايا وموبقات عناصر الحكم العنصري البائد، الذين انسلخوا من كل صفة إنسانية، ومارسوا على رجال سورية ونساءها وأطفالها، الاعتقال والتعذيب والتنكيل، الذي لم يحصل من الوحوش في عالم الحيوان. أنذال في صورة رجال لا يحيط بخزاياهم وصف ولا مقال.
2-غسل الأموال، عملية يجري بها شراء بضائع بأموال تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة، كي تباع فيكون ثمنها مشروعاً، مثلها في ذلك مثل الثوب النجس، يغسل بالماء الطاهر فيكون غسيلاً طاهراً، وغسيل بمعنى مغسول، كقتيل بمعنى مقتول، هو الثوب المغسول، والعملية هي غسل الثوب.
وعلى طريقة غسل الأموال، جرى في سورية، في العهد البائد، غسل الأنذال، والنذل هو الساقط الخسيس، تطوى صفحته السوداء لتفتح له صفحة جديدة، تجعله مقبولاً لدى الناس.
3-ذكر لي صديق، أنه ذهب إلى لقاء زميل له في نقابة المعلمين، فلما دخل الصالة، سمع جلبةً في آخرها، ورأى رجالاً يدورون في حلقة، يطاردهم نقيب المعلمين، فيفرون منه يضع الواحد منهم يديه خلفه على مؤخرته، وهم في هرج ومرج ليس من المناسب أن يحدث في مكان تر بوي، فاختصر اللقاء وأسرع بالخروج يتملكه شعور مأساوي، على ما آلت إليه الأحوال في مجتمعنا التربوي، الذي توكل إليه تربية الأجيال.
4- نقيب المعلمين هذا، بعد أيام تقلد منصب مدير التربية والتعليم في المحافظة، وبعدما قضى وطره منها، وافتضح أمره، خلفه في الإدارة أحد الذين كانوا يدورون في الحلقة.!! هكذا كان حال الذين ينخرطون في صفوف الحزب طلباً للمنافع، كان الحزب يقتنصهم من الأنذال، والنذل هو الساقط المحتقر، يحتضنهم ويبالغ في إذلالهم حتى إذا أصبحوا عبيداً له، شرع في تقديمهم إلى المجتمع بصورة مسؤولين أصحاب سلطة ونفوذ، فإذا بالغوا في السقوط تخلص منهم، كما يفعل الطبيب الجراح حين يلقي بقفازه الملوث في صندوق القمامة، بعد عملية جراحية.
5-من الذين تخلص منهم الحزب قديماً بعدما رتعوا في الحرام، رئيس مخابرات أعلنوا أنه انتحر، ووزير داخلية كان ينوي أن ينفرد بالسلطة، ومنهم رئيس وزارة أعلن أنه انتحر في سجنه، ومنهم مجموعة وزراء جرت تصفيتهم مرة واحدة في عملية نسبت للمعارضة! ومنهم من لم يستأهل رصاصة في رأسه، فأسدل عليه الستار فلم يعد له ذكر بعدما كان نائباً للرئيس أو كانت نائبة له.
6-حزب البعث الذي خرج إلى العلن بلباس عربي اشتراكي، وتسلل إلى السلطة بانقلابات عسكرية مشبوهة دمرت البلاد، أمسى بطاقة منتهية الصلاحية بعدما أكل بعضه بعضاً كما تأكل القطة أبناءها، وبعدما آل أمره إلى حاكم فرد كان يغطي المؤامرة الكبرى على سورية، ريثما تتوافق عليها أطراف الصراع ، بين روسيا التي تمركزت في الساحل السوري بقواعد بحرية وجوية، بما يمكن أن يؤول إلى دويلة علوية نصيرية، وأمريكا التي تمركزت في الشرق بما يمكن أن يؤول إلى دويلة كردية، وإسرائيل التي اقتطعت مرتفعات الجولان وهي تغري الدروز بدويلة درزية، وإيران التي يأتي منها الحجاج إلى مقام السيدة زينب قرب دمشق، فلا يعودون إلى بلادهم، ويتملكون العقارات في دمشق وحولها، طمعاً في إقامة دويلة شيعية.
7-تحية حب وإجلال، لرجالنا الأبطال في هيئة تحرير الشام، الذين أجهضوا المؤامرة وأعادوا لسورية كرامتها، والذين يعيدون بناءها من جديد، وهنيئاً لشعبنا السوري ولادته الجديدة.