*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا
مُنحت كندا في تاريخها الحديث أوسمة رفيعة المستوى و خاصة فيما يتعلق بدفاعها عن حقوق الإنسان.
الأمر الذي أدى إلى أن تكون هذا الدولة مرشحة لنيل مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة. للفترة الممتدة من عام 2028 إلى عام 2030 (من المقرر إجراء انتخابات لعضوية المجلس في عام 2026).
و رأينا المواقف المشرفة لكندا فيما يتعلق بالمضطهدين في سوريا و البوسنة و في إقليم شينج يانغ الصيني (ذي الغالبية الإيغورية المسلمة) و في أكرانيا و في العديد من الدول العربية و الإفريقية .
حتى بات حلم كل مظلوم أن يلجأ إلى هذه الدولة ليعيش في كنفها و بين أحضانها …
إلى أن بدأت الحرب الأخيرة على غزة فرأينا كيف سارع رؤساء الأحزاب و على رأسهم رئيس الحكومة جاستين ترودو إلى إدانة حركة حماس و نعتها بأبشع الأوصاف ولسنا هنا بمعرض الدفاع عن حماس المصنفة إرهابيا.
لكن ما آثار غضب الجاليات الإسلامية و العربية و الشرق أوسطية هو عدم إدانة كندا للكيان الصهيوني الذي أمعن في دماء المدنيين من أطفال و نساء و شيوخ .
و رغم إستهداف هذا الكيان للصحفيين و قتله أكثر من 23 صحفيا إلا أن العالم كله رأى المجازر التي ترتكب كل يوم في غزة. لكن تلك المشاهد التي تدمي القلب لم تكن كافية لإيقاظ ضمير حكومتنا التي أكدت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولو على حساب هؤلاء المدينين.
و رغم المظاهرات الضخمة التي خرجت في كل المدن الكندية و رغم الدعوات المتزايدة من سياسين و نواب ظل رئيس الحكومة الكندية على موقفه الرافض للمطالبة بوقف لإطلاق النار.
هذا الموقف الرسمي أفقد كندا إنسانيتها تجاه سكان فلسطين الأصليين كما فعلت بالسابق مع سكان كندا الأصليين!
و رغم أن كندا الحديثة اعتذرت عن ما اقترفته حكومتها في ذلك العهد المظلم إلا أننا لا يمكن أن ننتظر عقود طويلة لكي تعتذر كندا عن دعمها للحرب على غزة.
و لذلك يجب على كل كندي من كافة أطياف المجتمع أن يرفع صوته كل يوم و في كل مناسبة في وجه هذه الحكومة علها تستعيد إنسانيتها.
رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here