*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا
لم ينسى المواطن العربي حين جاء الغرب إلى الشرق مدعيا إحلال الديمقراطية و تحرير الشعوب من الدكتاتوريات والأنظمة القمعية ، بينما الحقيقة أن هدفهم كان سرقة خيرات الشعوب بالتواطؤ مع معظم هذه الدكتاتوريات !
هذا الكذب و النفاق من المسئولين الغربيين إعتدنا عليه ، فالدول الغربية لطالما احترفت إستخدام سياسة الكيل بمكيالين أو إزدواجية المعايير و خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، ناهيك عن إستخدام مصطلح الإرهاب في جريمة دون أخرى رغم تشابه الفعل إلا أن إختلاف الفاعل يحدد ما إذا كان العمل إرهابيا أو مجرد قتلا تقنيا !
سياسة الكذب و النفاق هذه نشاهدها اليوم أيضا في مونديال قطر. فالغرب حين تعيش في كنفه يجب أن تحترم قوانينه و ثقافته وإلا فأنت معرض لأن تفقد أغلى ما تملك بدءا بحريتك أو حتى عائلتك و أحبائك.
لكن حين قرر هذا الغرب الذهاب إلى قطر قرر أن لا يحترم قوانينها و ثقافتها ومارس بحقها إبتزازا سياسيا أفضى إلى فرض ثقافة شاذة على أبنائها بحجة مناصرته “لحقوق الإنسان” و “حقوق العاملين” ! و تناسى هذا الغرب قرونا من الإستعباد الذي إرتكبه بحق أبناء شعوب الأرض قاطبة.
هذا النفاق الغربي لم يعد ينطلي على أحد و بخاصة المواطن الغربي نفسه الذي بدأت تتكشف أمام أعينه الحقائق و بدأ يعي حجم كذب حكوماته عليه …. يقول بيرس مورغان الصحفي والإعلامي البريطاني الشهير:” الجـدل بشـأن قطـر مبنـي علـى تناقضـات مـن الـنـفـاق الدولـي المتأصـل والازدواجية في المعايير، وإذا قررنا عدم تنظيـم كأس العالم في قطر فأين نقيمه؟ هل في بلادنا بريطانيا التي قامت بغزو العراق بشكل غير قانوني؟”.
إنتهاك الغرب لحقوق الإنسان و إستخدامه سياسة الكيل بمكيالين بدأ منذ آلاف السنين و لم يتوقف حتى هذه الساعة و مثال على ذلك حين طالب ساسة كنديون بمقاطعة المونديال دعما “للمثليين” و إحتجاجا على “أوضاع العمال الأجانب” في قطر في وقت تصدرت فيه عناوين الصحف الكندية فضيحة إستخدام كبرى محلات التجزئة الكندية هؤلاء العمال الأجانب أنفسهم بأجور بخسة و بظروف عمل تشبه الإستعباد.
و في كندا أيضا و تحديدا في مقاطعة كيبيك التي تتغنى “بحقوق الإنسان” تُمنع المرأة من العمل في الدوائر الحكومية و المؤسسات التابعة لها فقط لأنها محجبة ! و في أوروبا منعت سويسرا مؤخرا النساء من إرتداء النقاب و بذلك تنضم إلى دول أخرى ضمن الإتحاد الأوروبي “لحقوق الإنسان” حيث تُمنع المرأة فيه من الاحتشام و تقوم الدنيا إذا مُنع رفع شعار تعارضه الأديان !!
إذا أردنا سرد الأمثلة على إزدواجية المعايير التي تمارسها الحكومات الغربية لاحتجنا إلى مجلدات و مطولات ، لذلك لا لن نقبل أن تحاضر هذه الحكومات الغربية بالعفة و فيها ما فيها من فجور.
لا تنغصوا علينا فرحتنا في هذا العرس الكروي و الذي يحسب لقطر حسن تنظيمه و يحسب عليها عدم ثباتها على مواقفها لكن دعونا نتابع أحداث كأس العالم دون سياسة و دعو الروح الرياضية تطغى وتعم الشرق و الغرب لعلها تكون ترياقا لأرواحكم المنافقة !
رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here