يقرأ نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي تداعيات الرسالة الرئاسية إلى مجلس النواب، بعيني الخبير السياسي والدستوري، ويوافق على أنها كانت لزوم ما لا يلزم، مفضلا أن يحدد الشعب اللبناني من هو الخاسر الاكبر منها، وأي فريق إستطاع أن يسجل نقاطا أكثر في خانة خصمه السياسي.
يصف ل”جنوبية” أن جلسة السبت في مجلس النواب حدثت ضمن السقف المطلوب، فالرسالة الموجهة من رئيس الجمهورية تحمل في طياتها إلى حد ما، مضبطة إتهام للرئيس المكلف سعد الحريري بالتقصير وقد رد الاخير بكلمته، ولكن المجلس كان له موقف بالتأكيد على ضرورة الذهاب نحو تشكيل حكومة والتأكيد على أن تكليفه لا يزال قائما بالثقة نفسها”.
لا يتخوف الفرزلي من تداعيات جلسة السبت، يقول :”هذه الجلسة يجب أن لا يكون لها أي تداعيات على الاطلاق، بل نتيجة واحدة هي ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة وفقا لمواصفات، كان قد سبق وتم الاتفاق عليها بعد زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون، أي وفقا للمبادرة الفرنسية وإنطلاقا من منطق الاختصاص الذي تحدثت عنه”، نافيا “إمتعاض رئيس المجلس نبيه بري من كلام الحريري العالي النبرة خلال الجلسة”، ويشدد على أن “هذا الكلام لا أساس له من الصحة، والرئيس بري لا ينزعج من كلام أي نائب من النواب في البرلمان على الاطلاق، فكيف إذا كان الشخص الذي منحه ثقته بالتكليف”.
عندما يُسأل الفرزلي إلى أين ذاهبة الأوضاع، يجيب:” الرسالة أكدت المؤكد والوضع راوح مكانك، ولا يمكن التنبؤ بأي شيء عندما يكون هناك مسألة نوايا مبيتة، وأتمنى أن تُفتح محاولات إيجابية لحل الازمة السياسية في لبنان، لكن لا أستطيع التحدث لا بالتفاؤل ولا بالتشاؤم بإنتظار الخطوات العملية التي قد يقدم عليها هذا الفريق او ذاك”. يضيف:” لا يمكن التعويل على أن خطاب رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل كان منخفض اللهجة، لأنه أكمل في المجلس النيابي مضبطة الاتهام التي بدأها الرئيس عون في رسالته بإتجاه الرئيس الحريري، الذي ردّ بدوره على مضبطة إتهام هو مستهدف فيها”.
في المقابل يؤكد الفرزلي أن “الرئيس بري لم ينكفئ بأي مرحلة من المراحل عن محاولات إعطاء قوة دفع إيجابية لتأليف حكومة، لكنه لا يمكن تحقيق أي شي إذا لم يكن هناك نوايا حسنة لدى الاطراف المعنية، ودائما يقول لهم أعطونا أساس لكي نبني عليه”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن الجزم بأي شيء وكل الدول الخارجية المهتمة بالملف اللبناني لها مشاكلها الخاصة، لكن الخارج قدم لنا يد العون، بدءا من فرنسا ومبادرتها وصولا إلى الامم المتحدة و مصر والامارات اللتان هم على إستعداد دائم للمساعدة”.
ويختم:” الكل ينصح ويُبدي رأيه والجميع يدور حول نقطة مركزية واحدة هي ألفوا حكومة لكن العقدة داخلية وليست في مكان آخر”.