أعلن الجيش الليبي أن قواته باتت على بعد كيلومترات فقط من مدينة سرت وأن استعادتها من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر “مسألة وقت”. يتزامن ذلك مع تكثيف المساعي الدبلوماسية من أجل الوصول لحل سلمي للأزمة، وإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حفتر بات فعليا “خارج المعادلة الليبية”.
فقد قال العميد إبراهيم بيت المال آمر غرفة عمليات تحرير سرت-الجفرة، في تصريح لقناة ليبية خاصة “نحن على بعد كيلومترات من سرت، وتحريرها مسألة وقت، ونتمنى تجنيب أهلها ويلات الحروب”.
وكانت قوات حكومة الوفاق الوطني قد أعلنت السبت الماضي إطلاق عملية “دروب النصر” لاستعادة مدن وبلدات وسط وشرق البلاد، وفي مقدمتها سرت والجفرة. ولاحقا، أعلنت استرجاع عدة مناطق محيطة بسرت، بينها الوشكة وجارف والقبيبة.
من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري إن قوات الوفاق أعادت تمركزها في منطقة مفرق النخلة (غرب سرت) لتفادي قصف من قوات حفتر بالمدفعية الثقيلة موجهة بالليزر.
كما أكد المصدر ذاته أن مرتزقة شركة فاغنر الروسية يشاركون في العمليات العسكرية ضد قوات الوفاق.
وقد قٌـتل ثلاثة من قوات الوفاق وسبعة من المدنيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، في قصف جوي بطائرة حربية تابعة لحفتر. واستهدف القصف موقعا سكنيا بمنطقة وادي جارف جنوب غربي سرت.
وتستمر قوات الوفاق في المحافظة على مواقعها المتقدمة داخل الحدود الإدارية لسرت، وتحديدا عند منطقة الكيلو ثلاثين.
وكانت هذه القوات أكدت في وقت سابق أنها ستواصل التقدم نحو سرت إلى أن تستعيد السيطرة عليها.
في المقابل، أعلن أحمد المسماري، الناطق باسم قوات حفتر، أمس، أنهم سيستمرون في عملياتهم حتى الالتزام (من قبل حكومة الوفاق) بالمبادرة المصرية أو القضاء على ما وصفها بالمدن المارقة.
على صعيد آخر، جدّدت 28 كتيبة وسرية تابعة للمنطقة العسكرية في سبها (جنوبي البلاد) تأييدها وتمسكها بحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
كما أعلن أعيان وحكماء من الطوارق بمدينة أوباري جنوبي البلاد تأييدهم لحكومة الوفاق، مؤكدين ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية للدولة، ومطالبين الفريق علي كنة (آمر المنطقة العسكرية في سبها التابعة للحكومة) بأخذ زمام الأمور في الجنوب.
تصريحات أردوغان
سياسيا، ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى (قرب) استبعاد حفتر من المعادلة السياسية في ليبيا، على ضوء الجهود الدبلوماسية التي تجريها أنقرة مع واشنطن وموسكو.
جاء ذلك في حديث مطول لشبكة “تي آر تي” التركية مساء أمس، تناول العديد من الملفات أبرزها التطورات في ليبيا.
وذكر أردوغان أنه أكد لنظيره الأميركي دونالد ترامب -خلال اتصال هاتفي بينهما- أن بلاده ماضية في دعم الشرعية بليبيا، مشيرا إلى أن ترامب تحدث معه بشأن “النجاح” الذي حققته أنقرة هناك.
وأشار الرئيس التركي إلى أن سيطرة حكومة فايز السراج على المناطق الحيوية أزعجت روسيا، وأن حفتر شخص انقلابي يستمد قوته من روسيا على حد وصفه.
وقال أيضا “إن تركيا أحزنها مشاركة عدة دول في قمة القاهرة خصوصاً روسيا”.
في المقابل، ذكرت الخارجية الروسية في بيان أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو أكدا من جديد التزامهما المتبادل للمساعدة في تهيئة الظروف للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في ليبيا.
وقال البيان الروسي إن الطرفين شددا على أهمية إيجاد الظروف الملائمة لتسوية سياسية ودبلوماسية ليبية تحت رعاية أممية. كما اتفقا على ضرورة التعيين العاجل لممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا.
في غضون ذلك، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لمبادرة القاهرة حول التسوية في ليبيا، وبحث أثناء مكالمة هاتفية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تطورات الوضع بشكل مفصل، بحسب بيان للكرملين.
وأضاف البيان أن السيسي أبلغ بوتين بمضمون محادثات القاهرة مع حفتر يوم 6 يونيو/حزيران الجاري. كما تم التأكيد على الالتزام المتبادل بمواصلة التنسيق من أجل ضمان وقف الأعمال القتالية، وبدء المفاوضات بين الأطراف الليبية تحت رعاية أممية.
كما أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالا هاتفيا مع السيسي بشأن الوضع السياسي والعسكري الراهن في ليبيا، أعربت فيه عن دعمها لجهود وقف إطلاق النار، بحسب بيان للمتحدث باسم حكومة برلين.
وأشار البيان الألماني إلى أن ميركل أكدت للسيسي أن المفاوضات بإشراف أممي يجب أن تظل النقطة المرجعية المركزية لعملية سلام ليبيا. كما حثت المستشارة والرئيس المصري جميع أطراف النزاع على العودة إلى طاولة المفاوضات.