أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية صباح اليوم الخميس أن قواتها أصبحت تسيطر على كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، بعدما طردت آخر من بقي فيها من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
جاء ذلك في بيان مقتضب نشره المتحدث باسم قوات الحكومة العقيد محمد قنونو عبر فيسبوك، بعيد الإعلان عن طرد بقايا قوات حفتر من منطقتي عين زارة ووادي الربيع جنوبي العاصمة واستعادتهما بالكامل.
وأعلنت قوات الوفاق السيطرة -أثناء تقدمها- على آليات عسكرية ومدرعات ودبابات ومخازن للذخيرة.
وأوضحت أنها تتقدم حاليا في منطقة قصر بن غشير وسوق الخميس امسيحل وصولا إلى الحدود الإدارية لمدينة ترهونة، آخر مركز رئيسي لقوات حفتر في الغرب الليبي.
وقال مصدر للجزيرة إن قوات الوفاق تطارد بقايا المقاتلين من قوات حفتر في هذه المناطق.
وكان وكيل وزارة الدفاع العميد صلاح النمروش قد صرح خلال اتصال مع الجزيرة بأن قوات الوفاق تطارد بقايا قوات حفتر جنوب منطقة قصر بن غشير.
ودعا النمروش بقية المدن التي لا تزال تؤوي قوات حفتر إلى طردها خارج حدودها حرصا على السلم.
وقال مراسل الجزيرة ناصر شديد إن قوات الوفاق تقوم حاليا بعمليات تمشيط في الشوارع الفرعية بمنطقتي عين زارة ووادي الربيع، كما تتأكد من عدم اختباء مقاتلين في المزارع الكثيرة التي توجد هناك.
وتجول المراسل داخل مطار طرابلس الذي أعلنت قوات الوفاق سيطرتها الكاملة عليه أمس الأربعاء، في سياق تقدمها المتسارع خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد عام من سيطرة قوات حفتر عليه.
وقالت قوات الوفاق إن قوات حفتر التي كانت متحصنة بالمطار، فرّت باتجاه منطقة قصر بن غشير جنوبي طرابلس، لكي تتجه لاحقا إلى مدينة ترهونة.
وخرج المطار من الخدمة عام 2014، وتعتمد العاصمة على مطار معيتيقة الدولي في رحلات الطيران المدني.
وتواصل قوات حفتر تكبد خسائر فادحة على مدى الأسابيع الماضية جراء تلقيها ضربات قاسية، حيث تراجعت جنوبي طرابلس وخسرت مدن الساحل الغربي وقاعدة “الوطية” الإستراتيجية.
وساهم الدعم التركي لحكومة الوفاق في تغيير موازين القوى على الأرض في مواجهة قوات حفتر المدعومة من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، التي شنت هجوما متعثرا منذ أبريل/نيسان 2019 للسيطرة على العاصمة.
معركة ترهونة
وتعد مدينة ترهونة الوجهة التالية لقوات الوفاق، وكانت قد بدأت التقدم نحوها في الآونة الأخيرة، وحاولت شل منظومة الدفاع الجوية الروسية التي تستخدمها قوات حفتر هناك.
وقال مراسل الجزيرة إن الهجوم الموازي على ترهونة في الأيام الأخيرة أدى إلى إضعاف قوات حفتر، وحدّ من قدرتها على مواجهة الهجمات التي شنتها قوات الوفاق على قصر بن غشير جنوبي طرابلس.
ونقل المراسل عن مصدر عسكري قوله في وقت سابق إن قوات الوفاق فتحت خمسة محاور من شمال مدينة ترهونة الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس، وتقدمت في محور الشريدات بعد قصف مدفعي وجوي مكثف.
وأكد المصدر استمرار الاشتباكات في محاور الشعافين والقره بوللي والقويعة، مشيرا إلى رصد قوات الوفاق مرتزقة أفارقة يقاتلون إلى جانب قوات حفتر هناك.
السراج إلى تركيا
سياسيا، أفادت أنباء بأن قادة من طرفي الصراع في ليبيا سافروا إلى الخارج أمس الأربعاء لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار. وكانت الأمم المتحدة أعلنت الاثنين الماضي أن الجانبين وافقا على استئناف محادثات وقف إطلاق النار.
وتوجه رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج إلى تركيا حيث يُتوقع أن يلتقي بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية أمس الأربعاء “بعدما أصبح للحكومة الشرعية اليد العليا الآن، فإنه يجب اعتبار ذلك فرصة للتوصل إلى حل سياسي”.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن وجود سجناء روس في العاصمة الليبية طرابلس يمثل العقبة الرئيسية أمام التعاون بين البلدين.
وأدلى لافروف بهذه التصريحات بعد محادثات في موسكو مع أحمد معيتيق نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. وكان معيتيق ووزير الخارجية محمد سيالة قد وصلا في وقت سابق إلى العاصمة الروسية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن الجانب الروسي شدد خلال المحادثات على أهمية إطلاق حوار بناء وشامل، بمشاركة جميع القوى السياسية والحركات الاجتماعية الفاعلة على الأرض في ليبيا.
حفتر في القاهرة
وأفادت مصادر إعلام مصرية بأن اللواء المتقاعد خليفة حفتر وصل إلى القاهرة أمس الأربعاء للتباحث بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا.
وقالت تلك المصادر إنه من المقرر أن يلتقي حفتر عددا من المسؤولين المصريين للتنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع الراهنة في بلاده.
ولم تعلن السلطات المصرية رسميا عن زيارة حفتر إلى القاهرة، أو تفاصيل بشأن اللقاءات وملفات المباحثات.