لعل الأرتال والحشود العسكرية التركية التي تدخل إلى إدلب وريفها بشكل يومي ولا تكاد تتوقف منذ الاتفاق الروسي التركي الأخير وحتى يومنا هذا، إنما تنذر بشيء مختلف عما سبقه تماماً، وبعيداً عن الآلاف من الجنود الأتراك ومئات العربات المصفحة والدبابات والمعدات العسكرية الأخرى، فإن تركيا قد أدخلت ولأول مرة ثلاثة أسلحة نوعية قاتلة إلى داخل الأراضي السورية، بعض هذه الأسلحة لا يتم إدخالها إلا في سياق الحساب لمواجهات عسكرية كبرى وشاملة، كما تقول مصادر عسكرية.
ووفق شبكة “زمان الوصل” فإن الأسلحة الجديدة التي أدخلتها تركيا للمرة الأولى إلى داخل الأراضي السورية، متحفظين عن أمكنة انتشارها وتموضعها داخل الأراضي السورية وهي كالتالي:
1- إدخال عدة منظومات دفاع جوي متطورة أولها المنظومة الأمريكية المتوسطة “MIMi-23 Hawk”، حيث تم رصد دخول أكثر من بطارية من هذه المنظومة وعلى فترات متقاربة، كما تم رصد دخول منظومة الدفاع الجوي القريب “أتيلغان ATILGAN” أيضاً، وقد رصدت أيضاً داخل أحد الأرتال، هذا عدا عن نشر عدة بطاريات “حصار ايه” على الجبال المشرفة قرب الحدود السورية التركية.
وتقول المصادر العسكرية نفسها إن دخول هذا السلاح الهام لأول مرة من شأنه أن يحدث شللاً تاماً في الأجواء السورية لكافة أنواع الطيران، مشيرة إلى أن “تركيا تدرك تماماً أن من قام بقصف جنودها هي الطائرات الروسية وليست الطائرات السورية، وهي الآن بصدد منع تكرار حدوث مثل ذلك في المستقبل، فالطائرة التي تعتدي لن تعود سالمة إلى قاعدتها مرة أخرى بغض النظر عن تابعيتها، وهذه الرسالة قد وصلت للروس دون أي مواربة”.
2- كما تم إدخال منظومات تشويش وحرب إلكترونية من شأنها الكشف والتشويش على كافة الاتصالات اللاسلكية المعادية في منطقة العمليات وبقطر يتجاوز 50 كيلومترا.
وتؤكد المصادر لـ”زمان الوصل” أن اختراقا استهدف اتصالات الأسد وتم توجيه رسالة الإنذار لمقاتليه في حال قاموا بالاعتداء على منطقة خفض التصعيد، وأحد هذه المنظومات التي تم نشرها هي منظومة “كورال” التركية المستخدمة للتشويش على رادارات الطيران ورادارات الدفاع الجوي المعادي، كما تم إدخال منظومات تشويش أخرى خاصة بالاتصالات.
3-السلاح الثالث الذي دخل إلى الأراضي السورية، حسب المصادر نفسها، كان بطاريات مدفعية المحمولة المسماة (الإعصار) وراجمات الصواريخ أرض -أرض المسماة (سكاريا)، حيث رصدت منها عدة بطاريات وفي عدة أماكن مختلفة، وهي المرة الأولى التي تدخل هذه المدفعية وراجمات الصواريخ إلى داخل الأراضي السورية، حيث كانت فيما سبق تقصف أهدافها من داخل الأراضي التركية.
ورجحت المصادر العسكرية أن يكون الروس ونظام الأسد وميليشيات إيران الطائفية قد أدركوا مدى جدية الأتراك “لخوض معركة مصيرية كبرى” فيما يخص منطقة خفض التصعيد التي اتفق عليها مؤخراً.
ويشير محللون عسكريون إلى أن تركيا مستعدة لفتح جبهات واسعة تمتد من “منبج” والفرات شرقاً وحتى البحر المتوسط غرباً، فيما لو اندلعت الحرب هذه المرة، والتي من شأنها أن تنهي وجود النظام الأسدي وميليشياته في الشمال السوري وإلى الأبد.