تستمر آلة القتل الصهيونية في حصد أرواح المدينين و إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 39 ألفا و 480 شهيدا و 91 ألفا و 128 مصابا. (هذه أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة)..
وزيرة الخارجية توجه رسالة إلى 21 ألف كندي في لبنان
غردت وزيرة الخارجية الكندية على موقع X يوم أمس قائلة :” من ميلاني جولي إلى الكنديين في لبنان
إلى المواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين، إذا كنت في كندا وتفكر في زيارة لبنان، فلا تفعل .
وإذا كنت في لبنان، عد إلى وطنك.
إذا تصاعدت التوترات، فقد لا يسمح لنا الوضع على الأرض بمساعدتك ولن تتمكن من المغادرة.
خطط وفقًا لذلك”.
هذا و حذّرت وزارة الشؤون العالمية الكندية أكثر من 21 ألف كندي في لبنان من أنّهم لا يستطيعون الاعتماد على رحلات إجلاء تنظمها لهم الحكومة الكندية إذا ما اجتاحت الحربُ هذا البلد الصغير على الساحل الشرقي للبحر المتوسط.
وتقول هذه الوزارة التي تشكل وزارة الخارجية أحد مكوّناتها إنّ 21.399 كندياً مسجّلون رسمياً على أنهم موجودون في لبنان، لكنها تقدّر أنّ العدد الفعلي للكنديين الموجودين حالياً في وطن الأرز يفوق ذلك بكثير.
وتحثّ كندا منذ أشهر مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان وعلى مغادرته إذا ما كانوا فيه.
ومع ذلك، تقول مجموعات من الجالية اللبنانية في كندا إنّ العديد من الكنديين اللبنانيين أبقوا على خطط سفرهم إلى لبنان على الرغم من القصف المتبادَل بين ’’حزب الله‘‘ اللبناني و الكيان الصهيوني منذ نحو عشرة أشهر، لاسيما لزيارة أقاربهم.
و تذكّر الحكومة الكندية مواطنيها في لبنان في زاوية نصائح السفر على موقعها الإلكتروني بالقول ” يجب ألّا تعتمدوا على الحكومة الكندية للمساعدة في المغادرة أو في عملية إجلاء”
’’منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023 والحكومة الكندية توصي الكنديين بمغادرة لبنان بينما لا تزال الخيارات التجارية متاحة‘‘، تضيف النصيحة الحكومية.
يُشار إلى أنّ دولاً نظيرة لم تكن قد طلبت بعد من مواطنيها في لبنان مغادرته فعلت ذلك في الأسابيع الأخيرة مع تصاعد التوترات وتخطط كندا منذ تشرين الأول (أكتوبر) الفائت لإجلاء محتمل لرعاياها من لبنان، وأرسلت عسكريين إلى لبنان وقبرص للاستعداد لعملية من هذا النوع.
ومع ذلك، تحذّر كندا من أنّ عمليات الإجلاء هذه ليست ممكنة دائماً في حالات الطوارئ.
وارتفعت المخاوف من اتساع رقعة الحرب بين ’’حزب الله‘‘ وإسرائيل يوم الثلاثاء عقب شنّ الكيان الصهيوني غارة نادرة على ضاحية العاصمة اللبنانية بيروت مستهدفةً القيادي العسكري في ’’حزب الله‘‘ فؤاد شكر الذي يُعدّ كبير المستشارين العسكريين للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.
و إستشهد في الغارة أيضاً خمسة مدنيين، بينهم طفلان، وعشرات الجرحى.
و أمس قال نصرالله إنّ الردّ على الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال شكر هو ’’أمر محسوم‘‘ وإنّ على إسرائيل أن تنتظر ’’ردّنا القاسي‘‘، مضيفاً متوجهاً للإسرائيليين: ’’ستبكون كثيراً لأنكم لا تعلمون أيّ خطوط حمراء قد تجاوزتم‘‘.
الكنديون في بيروت يجيبون
من جهتهم، أكد الكنديون اللبنانيون بأنهم يعون تماما خوف وقلق السلطات الكندية. ومع ذلك لا يزمع عدد كبير منهم قطع إجازاتهم هذا الصيف في لبنان، كما أكدوا في اتصالات هاتفية معهم من بيروت.
دافع هؤلاء عن قرارهم بالبقاء في بيروت على الرغم من التحذيرات المتكررة للسلطات الكندية بتجنب السفر إلى لبنان منذ إندلاع حرب غزة.
لم تتغير آراء اللبنانيين حتى بعد اغتيال قيادي لحزب الله في الضاحية الجنوبية واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران مطلع الأسبوع، مع العلم أن الحادثتين أربكتا مطار بيروت الدولي وتأثرت حركته.
في مونتريال، خيمت أجواء الترقب والتوتر في نفوس المغادرين إلى بيروت، قال البعض إنه تلقى إخطارا بتأجيل رحلته في اليومين الماضيين. ولكن شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية لم تلغ أيا من رحلاتها أقله تلك التي كانت متعاقدة مع شركة الطيران الكندية Air Canada، كما أكد الطالب في جامعة مونتريال جو جرمانوس الذي غادر مونتريال الثلاثاء 30 تموز /يوليو ووصل إلى بيروت في اليوم التالي، من دون أي تأخير يذكر.
حياتي ليست أغلى من حياة أحبتي
في عكار في لبنان الشمالي، يقول نيكولا شلهوب جازما: ’’لن أقطع إجازتي وحياتي ليست أهم من حياة والدي وشقيقتي وأولادي وعائلاتهم الذين يعيشون في لبنان‘‘. أما ما يجري في لبنان والخوف من احتدام الصراع بين إسرائيل وحزب الله، فيقول ابن الخامسة والسبعين حولا: ’’إنه أمر بتنا متعودين عليه، وعلى أبواب كل إجازة صيف يعود ويتكرر السيناريو ذاته مع تكرار الأسئلة المحيرة هل نسافر أم لا نسافر‘‘.
علما أن نيكولا شلهوب قطع إجازته إلى لبنان الخريف الماضي بعد بدء حرب غزة ولكنه لن يكرر ذلك هذه المرة، على حد تعبيره. هذا وقد سارع إلى تسجيل اسمه واسم زوجته في السفارة الكندية في بيروت ليبقوا على تواصل مع كل جديد يصدر عن السلطات الكندية.
وديع عقل: سيناريو الحرب مستبعد
يمضي وديع عقل في كل سنة إجازة الصيف مع زوجته وأولاده الثلاثة في بلدة الزعرور في قضاء المتن التابع لجبل لبنان. ملّم بالسياسة متابعا كافة التطورات، محللا معقبا، يساور عقل يقين بأن الوضع لن يتأزم أكثر ’’على الأقل لن تشهد مناطقنا حربا‘‘ كما يقول . ويتابع ’’لو كنت من سكان الضاحية والجنوب اللبناني، لكنت نزحت على الفور إلى المناطق الشرقية… في أي حال من الأحوال لست مستعدا لقطع إجازتي، خصوصا أنني أسعى إلى أن أكون قدر المستطاع بجانب والدي ووالدتي، أشبع عينيّ برؤيتهما‘‘.
ولكن ماذا لو استحال أخذ الطائرة في الموعد المحدد للعودة إلى عمله وعودة أولاده إلى المدارس والجامعات؟
البواخر الراسية في خليج جونية على بعد نحو 20 كلم شمال مدينة بيروت على أهبة الاستعداد للإبحار إلى قبرص ولن تنقطع بنا السبل…لا نعتمد على الحكومة الكندية لإجلائنا ونتحمل تبعات قرارنا.
نقلا عن وديع عقل، مهندس زراعي
شعب يعشق الحياة ويرقص على جراحه
الشابة ماري بيل الأشقر وصلت إلى بيروت مطلع شهر تموز /يوليو المنصرم لزيارة أهلها، ما تفعله في إجازتَي الشتاء والصيف من كل عام، منذ التحاقها بجامعة مونتريال قبل ثلاث سنوات لتحصيل الماجستير في الهندسة المدنية.
تعمل ماري بيل كباحثة في جامعة مونتريال وقد تلقت مؤخرا إخطارا بمنحها الإقامة الدائمة من حكومة كيبيك. وعلى الرغم من ذلك تقول إنها لن تستعجل العودة المقررة نهاية شهر آب /أغسطس الحالي ولا زال هناك وقت قبل ذلك التاريخ آملة في ألا ينفجر الوضع الأمني ويقفل المطار.
’’شواطىء بيروت تعجّ بالمصطافين، مهرجانات الصيف مستمرة في كل المناطق، حجوزات المطاعم من بيروت إلى البترون باستيعاب أقصى، زحمة سير، بهجة وصخب، لا شيء هنا يعكس الأخبار السياسية والأمنية التي تتصدر المانشيتات في وسائل الإعلام الكندية والدولية‘‘، على حد تعبيرها.
بيروت أشبهها بامرأة أنهكها التعب وعلى جسدها كدمات وجروح …صافحت الموت أكثر من مرة…ولكن بيروت كما رأيتها اليوم إمرأة جبارة تزداد رونقا وأنوثة وجمالا، ويتقن أبناؤها صناعة الفرح.
AF,RCI
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : إلى المثبطين إنظروا ماذا فعل طلاب وندسور دعما لفلسطين .. صدر العدد الجديد !