أفادت وكالة الإحصاء الكندية بأن البطالة في كندا حافظت على معدلها في شهر تموز /يوليو المنصرم، للشهر الثالث على التوالي.
وظلّ معدل البطالة الشهر الماضي من دون تغيير مسجلا 6.4%، كما نشرت الوكالة الفدرالية في بياناتها صباح اليوم الجمعة.
فقد الاقتصاد الكندي الشهر المنصرم 2800 وظيفة في حصيلة صافية. وكانت القطاعات الرئيسية المتضررة هي تجارة الجملة والتجزئة (-44000)، والتمويل والتأمين والخدمات العقارية وخدمات الإيجار (-15000).
أما القطاعات التي نشأ فيها أكبر قدر من فرص العمل فهي الإدارة العامة (+20,000)، والنقل والتخزين (+15,000) والمرافق العامة (+6200).
وقد انخفض التوظيف بين النساء (-41000) والرجال (-15000) في الفئة العمرية 55 و64 عاما.
كما انخفض التوظيف عند الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما (-20000)، بينما ارتفع بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاما (+48000)، كما تشير الوكالة الحكومية الفدرالية.
انخفض معدل النشاط عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما، ممن يعملون أو يبحثون عن عمل، بنسبة 0.3 نقطة مئوية ليصل إلى 65.0% في تموز /يوليو، أي أقل بمقدار 0.6 نقطة مئوية بالمقارنة مع العام الماضي.
الصورة: RADIO-CANADA / IVANOH DEMERSهذا وواجه الطلاب سوق عمل صعبة بشكل خاص هذا الصيف، وفقًا لوكالة الإحصاء الكندية.
وفي الشهر الماضي، بلغ معدل البطالة بين الطلاب العائدين إلى الدراسة 17.2%، وهو أعلى مستوى له للشهر السابع من العام منذ عام 2009 (باستثناء يوليو 2020)، حسبما أشارت الوكالة الفدرالية.
ويتأثر المهاجرون الجدد أيضا بشكل غير متناسب بتباطؤ سوق العمل. خلال العام الماضي، قفز معدل البطالة عند المهاجرين الذين يعيشون في البلاد منذ أقل من خمس سنوات بنسبة 3.1٪ ليصل إلى 12.6٪.
وكانت الزيادة ملحوظة بشكل خاص بين الشباب من المهاجرين الجدد، حيث بلغ معدل البطالة لهذه المجموعة 22.8٪ الشهر المنصرم، بزيادة 8.6 نقطة مئوية عن العام السابق، وفقا لما ذكرته وكالة الإحصاء الكندية.
في مقاطعة كيبيك، بقي التوظيف أيضا دون تغيير يذكر وظل معدل البطالة عند 5.7%. كما ظلت معدلات البطالة مستقرة في ألبرتا (7.1%) والأقاليم الشمالية الغربية (6.5%).
في المقابل، ارتفعت معدلات البطالة في بريتيش كولومبيا (+0.3)، ونيوفاوندلاند واللابرادور (+0.4)، وجزيرة الأمير إدوارد (+0.9)، ونوفا سكوشا (+0.4)، وكذلك في إقليم نونافوت (+0.6).
أما مقاطعات أونتاريو ونيو برونزويك و ساسكاتشوان وإقليم يوكون فقد سجلت زيادة متفاوتة في التوظيف الشهر المنصرم.
العنصرية والأحكام المسبقة عوائق في قطاع خدمات الطعام
تُظهر دراسة بحثية جديدة أنّ لدى العديد من مديري التوظيف في قطاع خدمات الطعام في مقاطعتيْ ساسكاتشِوان وأونتاريو أحكاماً مسبقة وصوراً نمطية بشأن طلبات التوظيف التي تأتيهم من أشخاص لا ينتمون للعرق الأبيض.
ويُعَدّ العرق والبلد الأصلي ووضع الهجرة والانتماء للسكان الأصليين والانتماء الجندري والمظهر الجسدي من بين العوامل التي تؤثر على حصول المتقدّم على وظيفة أم لا وففاً لهذه الدراسة التي ستصدر في مجلة شؤون الاقتصاد والعمل (The Economic and Labour Affairs Review).
ويُعِدّ الدراسة البروفيسور أندرو ستيفنز، وهو أستاذ مشارك في قسم إدارة الأعمال في جامعة ريجاينا في ساسكاتشِوان، والبروفيسورة كاثرين إي كونيلي، وهي أستاذة باحثة في مجال الأعمال والسلوك التنظيمي في جامعة ماكماستر في مدينة هاميلتون في أونتاريو.
يقول ستيفنز إنه لاحظ آثار هذا التحيز في التوظيف لأول مرة بين طلابه في الجامعة، فيشير إلى أنّ الطلاب الذين يحملون أسماء ’’لا تبدو أنها لأشخاص بيض‘‘ كانت طلباتهم إلى وظائف المبتدئين ’’تُرفض بشكل متكرّر‘‘. الصورة: RADIO-CANADA / OLIVIER JODOUIN
وتستند الدراسة إلى 92 مقابلة تمّ إجراؤها في عاميْ 2021 و2022 وشملت أصحاب أعمال وممثلي وكالات توظيف وممثلي نقابات ومديري توظيف وعمّالاً سابقين في خدمات الطعام في ساسكاتشِوان وأونتاريو.
وتظهر الدراسة أنّ الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء هم الأكثر تفضيلاً لدى أصحاب الأعمال في قطاع خدمات الطعام.
’’لاحظنا فرقاً كبيراً بين عدد الردود على الاتصالات التي يحصل عليها متقدّم من السكان الأصليين ومتقدّم أبيض من ساسكاتشِوان يتمتّعان بالمؤهلات نفسها‘‘، قال ستيفنز، مضيفاً أنّ هذا الفارق الذي هو لصالح المتقدّم من ذوي البشرة البيضاء عائد إلى الصور النمطية والتحيزات التي من شأنها أن تقلّل من حظوظ المتقدّم الآخر، المنتمي للسكان الأصليين في هذه الحالة، بسبب عرقه.
ووجدت الدراسة أنّ هذا السلوك العنصري بحقّ السكان الأصليين هو أكثر رسوخاً في ساسكاتشوان منه في أونتاريو.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أنّ للنساء حظوظاً أفضل من الرجال في الحصول على وظيفة في قطاع خدمات الطعام، لكنهن يتقاضيْن عموماً أجوراً أدنى من زملائهنّ الذكور.
ويضيف ستيفنز أنّ بعض النساء لا يحصلن على الوظيفة التي تقدّمن إليها إذا اعتبر المدير أنّ مظهرهنّ الجسدي هو ’’أقلّ جاذبية بالنسبة له‘‘.
ويرى الأستاذ الجامعي أنه يجب التخلّص من هذه الأحكام المسبقة والصور النمطية من خلال التوعية بالمشكلة وتحسين التعليم والتربية.
ويضيف أنّ على السلطات في ساسكاشِوان، المقاطعة التي يدرّس فيها والمشمولة بالدراسة، أن تضاعف الجهود في مكافحة العنصرية.