غزة و لبنان
تستمر آلة القتل الصهيونية في حصد أرواح المدينين و إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 43 ألفا و 712 شهيدا و 103 ألفا و ,258 مصابا. (هذه أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة)..
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ الثامن من أكتوبر إلى 3287 شهيدا و 14222 مصابا.( حصيلة يوم أمس 44 شهيدا و 88 جريحا ).
طبيب كندي “بطل” مؤيد لفلسطين يكشف المستور داخل الجسم الطبي و يعري شعار حرية التعبير !
نقلا عن صدى اونلاين : علَّق يي بَنغ جي (Yipeng Ge) الطبيب المختص بطب العائلة والرعاية الأولية وصحة اللاجئين على امتناع المعنيين في الجسم الطبي الكندي عن إبداءِ الاهتمام بما يتعرض له نظراؤهم الرعايئون الصحيون في فلسطين ولبنان وعن التضامنِ معهم.
ورأى جي أن السبب يتمثل بطبيعة المؤسسات الطبية في كندا، مضيفاً أن “الجوائز والمنح والترقيات تحني أعناق الناس للنظام المؤسَّس على الاستعمار والإمبريالية”.
النائبة نيكي آشتون من الحزب الديمقراطي الجديد
نِكي آشتن التي تنوب عن الحزب الديمقراطي الجديد في دائرة “Churchill—Keewatinook Aski” الإنتخابية أشادت عبر منصة “X” بأعمال جي، قائلةً: “سافر إلى غزة التي يتعرض شعبها للإبادة، متطوعاً بمهاراته الطبية لإنقاذ الأرواح، ومن يعمل عمله فهو بطل.
لقد عاقبته أوتَوا وأجحفت في حقه بسبب نشاطه لأجل فلسطين، ولهذا علينا أن نحمي حرية تعبيرِ الجميع”.
جي ارتدى ربطة عنق بلون الكوفية الفلسطينية، مقدِّماً شهادته في جلسة عقدتها في الثلاثين من تشرين الأول في مجلس العموم اللجنةُ المعنية بالتراث الكندي لتقييم مستوى حماية حرية التعبير : “.. كَوني باحثاً وطبيباً مختصاً بمكافحة العنصرية وبالمساواة في تقديم الخدمات الصحية، كنت أحد المعنيين في اللجنة الاستشارية لمكافحة العنصرية، التابعة للمعاهد الكندية للأبحاث الصحية (Canadian Institutes of Health Research)، وساهمتُ في وضع منهاج لمكافحة العنصرية في قسم طب العائلة في جامعة أوتَوا.
وفي الفترة التي تابعت فيها دراستي في جامعة هارفرد، زرت فلسطين للمرة الأولى، فتعمقت في اطّلاعي على ماهية الاستعمار الاستيطاني وشهدت على تأثير العنصرية والاحتلال على صحة الفلسطينيين، بعد أن تمحورت دراستي هنا في “Turtle Island” (أي كندا) حول صحة السكان الأصليين.
عملت طبيباً مقيماً في مجال الصحة العامة والطب الوقائي في كلية الطب في جامعة أوتَوا (University of Ottawa’s Faculty of Medicine)، وكنت من أعضاء مجلس الكلية، الذي يشكل اللجنة العُليا فيها. كما كنت من أعضاء مجلس إدارة “الجمعية الطبية الكندية” (Canadian Medical Association) العامَ الماضي.
أيقنت العامَ الماضي أن حرية التعبير في كندا مقيدة بقيود وثيقة عندما يكون الحديث عن فلسطين وصحة الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية.
معاينتي للعنصرية المتمثلة بالكره لِلفلسطينيين في أوساط المؤسسات وللقيود التي تقيد حرية تعبيرنا تتشابه مع المعاينات التي نقلها كُثُر بشأن التعدي على حقوق الإنسان في فلسطين..
في مثل هذا الوقت من العام الماضي، نقلَ طبيب عائلي هو عضو في الكلية أيضاً منشوراتي عن منصات التواصل إلى الجامعة و”الجمعية الطبية الكندية”، وأخطأ في توصيفها بالمنشورات “الاستفزازية المناهضة للسّاميّة”، وهو لم يكُن من المرضى الذين أعاينهم، ولا زميلاً قريباً، ولا مشرفاً على عملي”.
الطبيب جي أوضح للجنة أن منشوراته لا تمثل أي جهة يعمل معها أو يرتبط بها، وقد وُصِّفَت “بالعنصرية والمناهضة للسّاميّة” لأنها تحضّ على حفظ حقوق الفلسطينيين الإنسانية كما تُحفَظ حقوق غيرهم، أي بالتوافق مع القانون الدولي.
بعد ذلك التقى جي بمسؤولين بارزين من “الجمعية الطبية الكندية”، فانتقدوا منشوراته وضغطوا عليه كي يعتذر علناً ويعتذر شخصياً إلى نافذين مؤثرين في الجمعية.
ثم هاتفته إدارة الجامعة لإعلامه بتعليقه عن العمل فوراً من دون تحديد المدة بذريعة “خرقه معايير الاحترافية” عبر منشوراته. هذا بالرغم من أن هذا الخرق عادة يكون عند تقصير الطبيب في تقديم الخدمات العيادية أو في رداءة خدماته.
اللجنة الفرعية الناظرة في الشؤون الاحترافية في الجامعة أوصت بعد مراجعةِ قضية جي بتعيينه من جديد فوراً من دون اتخاذ أي إجراء تأديبي. كما اقترحت على الجامعة أن تقدِّم اعتذارها له، ولكن هذا لم يحصل. جي أضاف: “لقد تأذيتُ بشدة بسبب أفعال الجامعة، وقد غيَّرت مسار مهنتي في مجال الصحة العامة إلى الأبد”.
الطبيب جي قال إنه عاين في أثناء مشاركته في مجلس الكلية العامَ الماضي حالات مشابهة اعتُبِرت فيها منشورات طلاب الطب عبر منصات التواصل “متناقضة مع الاحترافية”، واتَّضح له أن الجامعة لم تتعامل بعدل معهم، وأن الكلام الذي قيلَ في تلك الاجتماعات نمَّ عن الكره للفلسطينين وللمسلمين وللعرب، ولم يكن هناك من يُسائِل الجامعة عما يجري.
“كلية أطباء وجرّاحي تورنتو” (College of Physicians and Surgeons of Ontario) أيضاً أعلمت جي بوجود عدد من الشكاوى بشأنه في الإطار نفسه، أي بالنسبة لمنشوراته، لا بالنسبة لكفاءته العيادية أو سلوكه العيادي. وقال جي: “هذا يسلب الوقت والموارد مني، ومن مُستشاريَ القانوني، ومن الكلية نفسها في النهاية..
هدفي اليوم هو أن أطلب من اللجنة (النيابية) الناظرة الدعمَ لمساءلة المؤسسات عن تخطيها حدودها في التعامل مع حق الناس في حرية التعبير، وأن أطلبَ منها الإقرارَ بأن العنصرية المُشينة بحق الفلسطينيين باتت أمراً مُعتاداً في المؤسسات التعليمية وأماكن التوظيف، مثل “جامعة أوتَوا” و”الجمعية الطبية الكندية””..
جي أشار ختاماً إلى أن وجود بعض الحلول مقترَحة، منها إعلان رئيسة حكومة ألبرتا ووزير العدل في المقاطعة أن حكومتهما ستعيد النظر في صلاحيات الهيئات التنظيمية مثل “كلية الأطباء والجرّاحين” (College of Physicians and Surgeons)، التي تلعب دوراً مهماً في تنظيم الكفاءات والسلوك في المجال المهني، على أن تشرِّع الحكومة قانوناً جديداً العامَ المقبل للتخفيف من سيطرة الهيئة على حرية تعبير المنتسبين إليها..
النائب نِكي آشتن علَّقت على كلام جي بالقول إن ما رواه “يُظهِر مستوى محدودية حرية التعبير في المجتمع، خصوصاً عندَ ذِكر فلسطين والفظائع التي تتسبب بها إسرائيل في عدوانها على أهل غزة”..
وسألت آشتن الطبيب عن تداعياتِ تعليقه من منصبه على عمله المهم في مجال الرعاية الصحية، خصوصاً الصحة العامة في كندا.
وجاء في كلام جي أن “المؤسسات الطبية بررت تاريخياً وما زالت تبرر أشياءَ مثل العبودية والتسبب لِلنساء الكنديات الأصليات بالعقم، وإجراء التجارب الغذائية على أبناء الشعوب الأصلية. هذا هو الواقع الذي نواجهه بينما نحاول كسب ثقة مرضانا الحساسة أوضاعُهم والممنهَج اضطهادُهم. ونواجه نحن الأطباء والعاملون في القطاع الرعائي تحدياً فعلياً عندما نُقابَل بالتحقيق معنا وبالإجراءات التأديبية المتخذة بحقنا”..
جي أضاف أن تعليقه أثّر على زملائه في العمل وغيرهم من المتعلمين في الكلية وفي أرجاء كندا، مشيراً إلى أن “طبيبة مختصة بالجراحة التجميلية عملت مع منظمة “أطباء بلا حدود” (MSF) في غزة في كانون الأول من العام الماضي، ثم عادت لتُكمِلَ عملها في أوتَوا وأرادت أن تتحدث عن معايناتها في غزة، لكنها بعد أن علمت بتعليق جي وتداعيات ذلك عليه وعلى غيره ورأت كيف تُكمّ الأفواه والآثار المخيفة للعنصرية بحق الفلسطينيين، تراجعت عن إقامة الجلسات الطبية التثقيفية مع زملائها”..
النائب آشتن قالت للطبيب تعليقاً على ما يتعرض له إن “حرية التعبير ضرورية لأي دولة ديمقراطية سليمة، وهي حق أساسي هنا في كندا. ولكن تجربتك تثبِت أن الكنديين مثلك يُستَهدَفون عند حديثهم لتأييد حقوق الإنسان والسلام والقانون الدولي”.
وسألت آشتن جي عمّا سمعه من زملائه في المجال الطبي ومن غيرهم بالنسبة لتداعيات نشاطهم لأجل فلسطين عليهم، فقال جي إن أصحابه في المجال الطبي ومجالات أخرى قد لجأوا إليه “للحديث عن كمِّ الأفواه والإجراءات التأديبية التي يواجهونها، وبعضهم يعمل في مجال الخدمة المدنية وفي المجال الدبلوماسي. هؤلاء لا يشعرون أن بإمكانهم إبداء أي معارضة أو انتقاد للسياسات الكندية المرتبطة بما يجري في غزة، وعندما يحدث هذا يستحيل أن يوجَد سبيل لإحقاق السلام والعدل لأجل الفلسطينيين في المنطقة”. كما أشار جي إلى تعرضه وزملائه “للمضايقة والترهيب بسبب زملاء آخرين يريدون أن يقمعوا حقوق الفلسطينيين الإنسانية وكرامتهم”.
يُذكَر أن تاريخ جي الطبي حافلٌ بالإنجازات والمَهام كتأسيس المؤتمرات الطبية وترؤُّسها، والمشاركة في البعثات الطبية إلى الخارج، وقد قدَّم استقالته من كلية الطب في جامعة أوتَوا في السابع من حزيران من العام الحالي كونَ الجامعة “بيئة للمضايقة والترهيب والعنصرية الممنهَجة بحق الفلسطينيين”، وهذا بعد تعليقه من العمل بسبب نضاله لأجل فلسطين.
SO,X
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : أهلا بالمستوطنين .. لكن إلى متى سياسة الكيل بمكيالين ؟ صدر العدد الجديد !