غزة و لبنان
تستمر آلة القتل الصهيونية في حصد أرواح المدينين و إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 43 ألفا و 259 شهيدا و 101 ألفا و ,827 مصابا. (هذه أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة)..
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ الثامن من أكتوبر إلى 2867 شهيدا و 13047 مصابا.( حصيلة يوم أمس 45 شهيدا و 110 جرحى ).
رسالة حول “الهولوكوست” تصل إلى أولياء الأمور في وندسور
تواصل العديد من أولياء الأمور في مدينة وندسور مع جريدة الفرقان بعدما تفاجئ معظمهم من رسالة وصلتهم من مدارس المدينة المختلفة, منها ما كان عبارة عن رسالة مطبوعة أو مرسلة عبر البريد الإلكتروني, لكن في كلا الحالتين المضمون واحد و هو “الهولوكوست”.
و جاء في الرسالة الصادرة عن مجلس إدارة المدارس العامة و الموجهة إلى أولياء أمور الطلبة في الصف السادس تحديدا ” أعزائنا أولياء الأمور أو الأوصياء، في شهر سبتمبر 2023، بدأت وزارة التعليم في أونتاريو بتنفيذ إلزامية التعليم حول الهولوكوست ضمن منهج الصف السادس في المدارس الابتدائية، و ذلك لمساعدة الطلاب الأصغر سنًا على اكتساب فهم أعمق لأهمية الهولوكوست.
و تتابع الرسالة :” يتضمن منهج الدراسات الاجتماعية المحدث للصف السادس الآن درسا جديدًا عن الهولوكوست، بالإضافة إلى تجارب ومساهمات المجتمعات اليهودية، وتأثيرات معاداة السامية”.
“تم إجراء المراجعات بالشراكة مع المنظمات اليهودي في المجتمع والخبراء في تعليم الهولوكوست لضمان التعليم المتناسب مع الفئات العمرية و المرحلة الدراسية “.
وأكد الرسالة مرة أخرى :” فرصة التعلم المقدمة من خلال هذا المنهج مناسبة للفئة العمرية للطلاب”.
“سيعمل المعلمون على دمج المنهج الجديد مع دروس الطلاب خلال الأشهر المقبلة”.
وختمت الرسالة :” إذا كان لديكم أي أسئلة، يرجى التواصل مع إدارة مدرستك”.
رسالة لم تفاجئ “الفرقان”
هذه الرسالة لم تفاجئنا في جريدة الفرقان حين أننا نشرنا في شهر نوفمبر من العام الماضي قرار حكومة أنتاريو بمدَّ المنظمات الصهيونية في كندا بالأموال وتوسيعَ المناهج التعليمية لتشمل دروساً جديدة بشأن ما أسمته “مناهضة السّاميّة المتنامية”.
كما أن وزير التعليم في المقاطعة ستيفن ليتشي قال في وقت سابق إن “الدروس الإلزامية بشأن الهولوكوست “المحرقة” في المدارس الابتدائية والثانوية “ستضمن أن لا يكتفي الطلاب بمشاهدة الكُرهِ والتقسيم من بعيد” وأن “لا يُسمَح بتكرار ما جرى”، وهذا عبر “ضمان وتعزيز القيَم الجوهرية الكندية المتمثلة بالعدل الاجتماعي والحرية والمدنية والاحترام”.
كما أعلنت الحكومة في حينه أنها ستبدأ في أيلول عامَ 2025 وذلك بحسب شرحها “بتوضيح علاقة العقائد السياسية المتطرفة، والفاشية، ومناهضة السّاميّة في الثلاثنيات والأربعينات من القرن الماضي في كندا بالمحرقة، بالإضافة إلى آثار مناهضة السّاميّة الحالية” من خلال دروس التاريخ المخصصة للصف العاشر. كما سيتضمن المنهاج تأثيرَ “المحرقة” على المجتمع الكندي و”مواقف الكنديين من حقوق الإنسان”.
وقالت الحكومة أنها ستُلزم طلاب الصف السادس بتلقي دروس مرتبطة “بالمحرقة”، تشمل رد الحكومة الكندية على “انتهاك الحقوق الإنسانية في فترة المحرقة”.
كما قال الوزير ليتشي إن الحكومة خصصت 650,000 دولار هذا العام للمنظمات اليهودية مثل “مركز أصدقاء سايمن فيزنثل للدراسات المرتبطة بالمحرقة” و”مركز الشؤون الإسرائيلية واليهودية” لتأمين “الموارد” لمكافحة “مناهضة السّاميّة” وتثقيف الآخرين بشأن “المحرقة”.
ردود أفعال غاضبة
إعلان ليتشي لاقى ردود أفعال غاضبة لدى العديد من الجمعيات الإنسانية و الحقوقية و خاصة تلك المؤيدة لفلسطين، و طلب العديد من منظمي الإحتجاجات المؤيدة لفلسطين أن تقوم أونتاريو بإدراج الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة في المناهج الدراسية أسوة بالمحرقة بالإضافة إلى إدراج مجازر البوسنة و الهرسك و ما يتعرض له مسلمي الإيغور أو الأقليات الدينية في الهند.
و رداً على وزير التعليم أعربت الناشطة غادة سعسع عن غضبها “بسبب التضليل الإعلامي في كندا، وبثِّ العنصرية، والتحريض على الفلسطينيين”، مضيفةً أن هذا يستوجب الغضب كما تستوجب “مناهضة السّاميّة” الغضب.
الناشطة غادة سعسع ردَّت على إعلان ليتشي بالقول إن “مقاطعة أنتاريو الاستعمارية الاستيطانية تسعى للظهور بمظهر مقاوِمَةِ “مناهضة السّاميّة” كي تضيء الضوء الأخضر لإسرائيل لتُكمِل المحرقة/ النكبة التي ترتكبها الآن بحق الفلسطينيين. وإنما قد لا ينجو منا أحدٌ، فشعبنا ما زال يُباد”.
وحول إدراج المحرقة في المناهج الجديدة قال وزير التعليم ستيفن ليتشي إن ذلك سيساعد في مكافحة تزايد الكراهية.
وقال: “سنعمل على تعزيز التعليم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأيديولوجيات المتطرفة لإنكار النازية (والهولوكوست).
و قال : “سنقوم بالتدريس عن المجتمعات الأخرى التي تأثرت بالمحرقة، بما في ذلك مجتمع LGBT (الشذوذ)، والأفراد ذوي الإعاقة”.
و أكمل :” هذه معرفة مهمة وأساسية، وإذا تمكنا من تعزيز التعلم عن القيم الكندية للديمقراطية والحرية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، أعتقد حقًا أننا سنقطع شوطًا طويلًا لخلق المزيد من التماسك الاجتماعي في عالم منقسم بشكل متزايد.”
وكما ذكرنا بدءًا من سبتمبر من عام 2025، ستدخل المحرقة في منهج مادة التاريخ للصف العاشرو و سيدخل إلى المناهج أيضا ما يتم تعريفه بالأيديولوجيات السياسية المتطرفة – بما في ذلك الفاشية ومعاداة السامية في كندا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، والتأثيرات المعاصرة لتصاعد معاداة السامية.
ييذكر أن منهج التاريخ الحالي للصف العاشر تضمن التعرف على كيفية تأثير الهولوكوست على المجتمع الكندي ومواقف الناس في كندا تجاه حقوق الإنسان.
كذلك فإن التعلم الإلزامي حول المحرقة في الصف السادس، يتضمن ردود الحكومة الكندية على انتهاكات حقوق الإنسان أثناء المحرقة.
العلاقات الكندية الإسرائيلية متوترة
قال سفير دولة الإحتلال الإسرائيلية في كندا إن الحرب التي بدأت قبل عام أدت إلى توتر العلاقات القوية التي تربط إسرائيل بكندا منذ فترة طويلة.
وفي مقابلة أجريت مؤخرا مع The Canadian Press، قال عيدو مويد إن الحرب وحدت الإسرائيليين، لكنها تسببت في ارتباك حول موقف كندا من الحرب.
وأضاف مويد: “نريد استعادة رهائننا بأي ثمن”.
كما ذكر: “لقد أصيبنا بصدمة بسبب السابع من أكتوبر، وما زلنا نحاول التكيف مع ما حدث هناك، مع التعبير عن الكراهية العنيفة والهمجية”.
من جهتها، أعربت كندا عن مخاوفها من أن إسرائيل قد تتجاوز حقها في الدفاع عن النفس وقد تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهو ادعاء ترفضه إسرائيل.
وقال مويد إن المجتمع الإسرائيلي اجتمع على نطاق واسع حول الحاجة إلى هزيمة حماس، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر انقساما عميقا في إسرائيل حول ما إذا كانت الحرب تستحق الاستمرار أم لا.
كما أشار السفير إلى أن إسرائيل تواجه ليس فقط حماس، بل وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وإيران، وقال: “تمر إسرائيل بأصعب فترة منذ إنشائها”.
ولا تزال المستوطنات الإسرائيلية بالقرب من غزة ولبنان خالية، حيث تعيش العائلات في الفنادق التي كانت مليئة بالسياح، ويواصل البنك المركزي الإسرائيلي تقليص توقعاته للنمو الاقتصادي.
وفي كندا، صوت البرلمان في مارس على وقف الموافقة على تصاريح التصدير العسكرية الجديدة إلى إسرائيل، ومراجعة الحكومة للتصاريح السابقة بسبب “المخاوف الإنسانية بشأن الحرب في غزة”، ولا تفرض كندا حظرا عسكريا على إسرائيل، لكنها منعت استخدام الأسلحة الكندية في غزة.
ودفعت نفس المخاوف كندا إلى الامتناع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة التي تنتقد إسرائيل، بعد عقود من التصويت ضد اقتراحات قالت كندا إنها غير متوازنة.
وقال مويد: “هذا الانحراف في موقف كندا أمر مخيب للآمال للغاية بالنسبة لنا”، مجادلا بأن هذه القرارات لا تسعى إلى السلام بل تهدف بدلا من ذلك إلى “إضعاف إسرائيل دبلوماسيا وسياسيا قدر الإمكان”.
كما أشار إلى استعادة كندا للتمويل لوكالة الأمم المتحدة للفلسطينيين “الأونروا”، والتي تقول الحكومة الكندية إنها لا غنى عنها لتقديم المساعدات المنقذة للحياة في غزة.
وتزعم إسرائيل أن “مئات المسلحين الفلسطينيين يعملون لصالح الأونروا”، دون تقديم أدلة.
لكن مويد أشاد بكندا لإدراج الحرس الثوري الإسلامي، كمنظمة إرهابية في يونيو بعد سنوات من الضغوط من قبل حزب المحافظين.
وبشكل عام، اقترح مويد أن مواقف كندا بشأن الشرق الأوسط ستكون أكثر وضوحا للإسرائيليين إذا عرضت “حلولا لمشاكل حقيقية”، واقترح على سبيل المثال برامج إزالة التطرف ونزع السلاح في غزة عندما تنتهي الحرب.
وقالت كندا مرارا وتكرارا إن السلام الطويل الأمد لن يكون ممكنا إلا إذا كانت هناك دولة فلسطينية.
AF,GN