غزة و لبنان
تستمر آلة القتل الصهيونية في حصد أرواح المدينين و إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 43 ألفا و 469 شهيدا و 102 ألفا و ,561 مصابا. (هذه أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة)..
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ الثامن من أكتوبر إلى 3102 شهيدا و 13819 مصابا.( حصيلة يوم أمس 52 شهيدا و 161 جريحا ).
بلبلة في الجمعية الوطنية في كيبك بسبب فلسطين
دعت النائب الفلسطينية الأصل رُبى غزال من حزب كيبك سوليدير في اقتراح قدّمته إلى الجمعية الوطنية في مقاطعة كيبيك إلى أخذ أعضاء الجمعية بالاعتبار ما قالته مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، عن أنّ الشعب الفلسطيني هو ضحية ’’أول إبادة جماعية استعمارية تُبث على الهواء مباشرةً‘‘.
أثار هذا الاقتراح للنائب من حزب التضامن الكيبيكي (QS) بشأن قطاع غزة الفلسطيني ضجة كبيرة، خاصة أنّ حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبك (CAQ) برئاسة فرانسوا ليغو رفضت الموافقة على مناقشة الاقتراح، ما أثار حفيظة النائب هارون بوعزّي من حزب كيبك سوليدير الذي صرخ بصوت عالٍ ’’سيحكم عليكم التاريخ‘‘.
ليسارع الزعيم البرلماني لحزب التحالف من أجل كيبك، النائب ووزير العدل سيمون جولان باريت، إلى إدانة كلام النائب بوعزّي ويشير إلى أنّ قواعد الجمعية التشريعية قد تم انتهاكها من قبل هذا الأخير.
وخلال توقفها في مجلس العموم في أوتاوا كانت ألبانيز قد دعت دول العالم، ومن ضمنها كندا، إلى احترام ’’التزاماتها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لـ منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها‘‘. وقالت إنها ’’صُدمت‘‘ عندما علمت أنّ حكومة كيبك افتتحت مكتباً تمثيلياً لها في تل أبيب في حزيران/يونيو الماضي فيما كانت اعتداءات الجيش الإسرائيلي وغاراته قد أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
كندا تتشاور مع حلفائها بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية !
صرح مسؤول حكومي للجنة برلمانية تدرس أسرع طريق نحو مثل هذا الإعلان بعد ظهر يوم الخميس أن الحكومة الكندية تتشاور مع دول ذات تفكير مماثل بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال ألكسندر ليفيك، نائب مساعد الوزير لأوروبا والشرق الأوسط وفرع القطب الشمالي: “نحن نسجل الملاحظات، ونتشاور مع بعضنا البعض، ونزن الاعتبارات كمجموعة من الدول ذات التفكير المماثل للغاية”.
ولم يذكر ليفيك أيا من الدول المعنية، مشيرا إلى الطبيعة السرية للمحادثات الدبلوماسية..
وقال: “إن عددا من الدول ذات التفكير المماثل لدينا تكافح مع نفس المفاهيم، وتفكر في الوقت المناسب للاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
وكان الاقتراح الذي درسته اللجنة، والذي اقترحه نواب الحزب الليبرالي في سبتمبر، مثيرا للجدل، وقد جرت مناقشته في البداية خلف الأبواب المغلقة فقط، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، استمع البرلمانيون إلى مجموعات مجتمعية ذات وجهات نظر متعارضة تماما حول ما إذا كان ينبغي لكندا المضي قدما في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الفور.
الليبراليون يكسرون التقاليد الكندية
على مدى عقود من الزمن، قالت الحكومات الكندية المتعاقبة إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي فقط بعد اتفاق سلام تفاوضي بين حكومة إسرائيل والقيادة الفلسطينية.
وفي مايو الماضي، كسر الليبراليون هذا التقليد عندما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو أن كندا يمكن أن تعترف بفلسطين قبل انتهاء مفاوضات السلام، من أجل تشجيع حل الدولتين، بعد أن وصف إغلاق إسرائيل الباب أمامها بأنه “غير مقبول”.
كما واصل الحزب الديمقراطي الجديد الضغط من أجل الاعتراف الفوري، بينما قال المحافظون إن التغيير في السياسة من شأنه أن يكافئ حماس على هجومها في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.
وأشار الناقد المحافظ للشؤون الخارجية مايكل تشونج إلى أن الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الأعضاء في مجموعة الدول السبع لم تعترف بفلسطين بعد.
وسأل تشونج، “ما هي العواقب؟”، إذا ما تقدمت كندا بالاعتراف دون انتظار الدول الحليفة الأخرى.
وحذر مركز إسرائيل والشؤون اليهودية وبني بريث كندا، وهما مجموعتان للدفاع عن الجالية اليهودية، يوم الثلاثاء، اللجنة من الاعتراف الكندي.
في حين أشارت مجموعات أخرى – مثل الأصوات اليهودية المستقلة، والكنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط، وائتلاف المنظمات الفلسطينية الكندية – إلى أن اعتراف الحكومة الكندية من شأنه أن يمهد الطريق لإنهاء الصراع، ويساعد كندا على إنهاء ما يعتبرونه تواطؤا مع الاحتلال الإسرائيلي.
“مهرجان العالم العربي في مونتريال”: غزة.. أنتِ لستِ وحدكِ
وسط أخبار الحزن اليومي القادمة من فلسطين ولبنان، يأتي “مهرجان العالم العربي في مونتريال” Festival du Monde Arabeكضوء عابر من فوق الرماد، مثل مسكّن للألم، يأخذنا بعيدًا ثم يقرّبنا في برمجة أرادها رئيس المهرجان المهندس جوزيف نخلة أن تكون متلاصقة مع يوميات غزة، في الوقت الذي كان مقرّرًا الاحتفال بالعيد الـ25 للمهرجان هذا العام، استبدل نخلة البرمجة من احتفالية ربع قرن إلى صدى أصوات فلسطين، بألمها وأملها المتواصل بالحياة، و”إفساح المجال للأعمال والفنانين الذين يتشاركون معنا شعورنا بخيبة الأمل، فهذه الذكرى لا تشبه أي ذكرى أخرى” كما جاء في بيانالمهرجان الذي حمل شعار “سوء فهم: 25 سنة من الأحلام الملوّنة” Méprises, 25 ans de rêves en couleurs. انطلق المهرجان في 25 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر ويستمر حتى 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
ويذكر القيّمون على المهرجان في البيان لهذا العام: “في ذلك الوقت، كان الهدف من مهرجان العالم العربي في مونتريال العثور على الآخر داخل أنفسنا – وهي المهمة التي لا تزال تحدّدنا اليوم. منذ تأسيسه، كان المهرجان يبني جسورًا بين المجتمعات والثقافات”..
“هذا العام، نجد أنه من المستحيل أن نحتفل بإنجازاتنا ونربّت على أكتافنا بينما نتجاهل غزة. في عام 2023، وفي ظل الأحداث التي وقعت في الخارج، كرّسنا المهرجان بأثر رجعي للأرواح البريئة التي فقدت في فلسطين. وبعد مرور عام واحد، بدلًا من إطفاء شموع عيد ميلادنا، نظل في قبضة خيبة الأمل، حيث يتردد صدى ضجيج الحرب المتواصل بلا هوادة في آذاننا”.
ويتابع البيان:
“ولكن كيف يستجيب العالم لهذا الدمار الوحشي؟ ألا يرى ما يحدث، يومًا بعد يوم، هذه الكارثة المستمرة، هذا المشهد المأساوي من الرعب الذي لا ينتهي؟ القنابل، والطائرات بدون طيار، والجثث المشوهة، والأجساد المشوهة، ودموع الألم على أحبائهم الذين فقدناهم إلى الأبد. والاستجابة لهذه الصور – للصرخات اليائسة، وصراخ الحزن والحداد – هي صمت رهيب يصم الآذان. هل هو اللامبالاة؟ العمى المتعمد؟ أم الخوف من وحشية إنسانيتنا؟ وفي الوقت نفسه، يستمر الغبار المتصاعد من الأنقاض في تغطية المقابر الجماعية للضحايا المجهولين، مثل رغوة موجة عنيفة تضربهم. هل لن يحيي أحد ذكرى خسارتهم؟”
اختار المهرجان شخصية حنظلة لتمثّل روح المهرجان هذا العام، وعن ذلك يذكر البيان:
“لقد كنا نحلم بالألوان لمدة 25 عامًا، فقط لندرك أخيرًا أننا وقعنا فريسة لوهم. لقد أعمتنا بريق العالمية والرؤية الطوباوية للتنوير، والتي تلاشت مثل سراب الصحراء. لقد تصدعت الواجهة، وتراجع العالم المتحضر المزعوم إلى صمت خانق. خيبة الأمل. فقط حنظلة الصغير، شخصية ناجي العلي البريئة، بقي واقفًا وسط الدمار، ظهره إلى الخلف. إنه الرمز النهائي للأمل، لأن الأمر يتطلب روح طفل لمواصلة البحث عن الجمال وخلق الفن بينما تنهار جدران العقل من حولنا”.
ويشعر القيّمون على المهرجان بالخيبة من شعارات حقوق الإنسان التي استثنت غزة من إنسانيتها “في عالم حيث لم تكن الحاجة إلى الوحدة والعدالة والعقل والإنسانية أكبر من أي وقت مضى، اليوم، تعرّضت هذه المبادئ المزعومة لهجوم عنيف، وتم التلاعب بها بلا مبالاة قاتمة واستنزاف معناها. إن هذه الأصنام الباهتة، هذه الكلمات التي كانت في يوم من الأيام مصدر إلهام ورفع من معنويات كل من تمسّك بها، أصبحت الآن مجرد أدوات قمع، يتم استغلالها والتلاعب بها في خدمة القسوة العشوائية للجغرافيا السياسية. هل خُدِعنا جميعًا؟ أم أننا كنا نخدع أنفسنا؟”.
يتضمن المهرجان ندوات حول التاريخ والعنف والهويات الممزقة في فلسطين والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، وفعاليات فنية وموسيقية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفلسطين، ومن الفنانين المشاركين أميمة الخليل ونصير شمة، هي برمجة تقول لفلسطين ما قاله الروائي راسل بانكز للشعب الفلسطيني إثر زيارته مخيم جنين في 26 آذار/ مارس 2002: “أنتم لستم وحدكم”.
تتناول إحدى حلقات النقاش بعنوان “غزة، الواقع المتغيّر” كيف “يكشف العنف المستمر في غزة عن التحالفات الحقيقية التي تشكل السياسات الغربية، وهي التحالفات التي تتناقض بشكل مباشر مع المبادئ المعلنة لاحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان”. ويسلط الأكاديمي الجامعي في جامعة كيبيك في مونتريال رشاد أنطونيوس الضوء على قضية رئيسية في الصراع: استيلاء الحركة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية. ويقدّم أحد مؤسسي منظمة الأصوات اليهودية المستقلة في كندا فابيان برينسي تحليلًا نقديًا للصهيونية والسياسات الإسرائيلية. ويتأمل عالم الأنثروبولوجيا جيل بيبو، مؤلف كتاب “أنساب العنف: الإرهاب: فخ الفكر”، في قضية العنف.
كما ويقدّم ميلود الشنوفي، أستاذ العلاقات الدولية ومدير الدراسات العليا في كلية القوات الكندية في تورونتو، محاضرة بعنوان “دولة فلسطين: قضية عالمية”.
وتجمع حلقة نقاش بعنوان “وسائل الإعلام، حرة ومستقلة” الكاتب والصحافي غيوم لافالي، والصحافي رامي أبو جاموس، والروائية والصحافية أنييس جرودا.
SO,CN24