ارتفع معدل البطالة في كندا في آب (أغسطس) الفائت بمقدار 0,2 نقطة مئوية ليبلغ 6,6%، مسجلاً بالتالي أعلى مستوى له منذ أيار (مايو) 2017، باستثناء فترة جائحة كوفيد-19 في عاميْ 2020 و2021، وفقاً لبيانات وكالة الإحصاء الكندية الصادرة .
وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة في آب (أغسطس) الفائت لدى كافة الفئات العمرية مقارنة بالشهر نفسه من العام الفائت، إلّا أنّ الزيادة كانت أكثر وضوحاً لدى جيل الشباب.
لا يستطيع عدد متزايد من الوافدين الجدد إلى كندا العثور على عمل، حيث تقوم الشركات بالتوظيف بوتيرة أبطأ بينما يستمر عدد السكان في التضخم.
أفادت هيئة الإحصاء الكندية يوم الجمعة أن عدد الأشخاص في سن العمل في البلاد ارتفع بمقدار 96400 في أغسطس، نتيجة للنمو السكاني السريع في البلاد، والذي يعد من بين أسرع المعدلات في العالم، وقد انضم أكثر من 82 ألف شخص إلى قوة العمل في البلاد الشهر الماضي، ولكن صافي التوظيف ارتفع بمقدار 22100 وظيفة فقط.
وفي الأشهر الثلاثة الماضية، خلق اقتصاد كندا وظيفة جديدة لكل ستة عمال انضموا إلى قوة العمل الصافية، وهو أدنى معدل في أكثر من عام، وهو تباطؤ صارخ عن بداية العام، عندما كان عدد الوظائف ينمو في الواقع بشكل أسرع من عدد العمال المتاحين.
وفي حين كان نمو القوى العاملة مرتفعا في أغسطس، فإن الاتجاه الأطول يظهر حصة متزايدة من الوافدين الجدد – وكثير منهم طلاب.
وعلى مدار العام الماضي، ارتفع عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما بمقدار 1.1 مليون، وكان حوالي نصفهم يبحثون عن عمل، ولم يحصل سوى 54% منهم على وظيفة.
وعلى النقيض من ذلك، في العشرين عاما التي سبقت الوباء، أضافت كندا ما بين 200 ألف و500 ألف شخص إلى سكانها في سن العمل كل عام، حيث بحث ثلثاهم عن عمل، في المتوسط، ووجد جميعهم تقريبا وظائف.
وكانت سوق العمل الصيفية أكثر صعوبة بالنسبة للطلاب السود والصينيين والجنوب آسيويين، إذ واجهوا معدلات بطالة أعلى بكثير. فالطلّاب السود، مثلاً، واجهوا معدل بطالة قدره 29,5%، بزيادة 10,1 نقاط مئوية عن معدل البطالة لديهم في صيف 2023.
ولقد تباطأ سوق العمل في كندا بشكل كبير، فقد انخفضت الوظائف المعلن عنها على Indeed بنسبة 23% في أغسطس عن العام السابق، وتُظهر البيانات من إحصاءات كندا اتجاها مشابها.
وزاد التوظيف في خدمات التعليم والرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، وأيضاً في قطاع الخدمات المالية والتأمين والخدمات العقارية وخدمات التأجير.
وفي المقابل، انخفض التوظيف في الخدمات المهنية والعلمية والتقنية، في المرافق العامة والموارد الطبيعية.
وبشكل عام، نما عدد سكان كندا بنسبة 3.2% في العام الماضي، مدفوعا بزيادة كبيرة في الطلاب الأجانب والعمال المؤقتين، وهي السنة الثانية على التوالي التي أضافت فيها كندا أكثر من مليون شخص، مما دفع حكومة جاستن ترودو إلى اتخاذ خطوات للحد من نمو المقيمين الجدد.
ومن المؤكد أن النمو في عدد السكان في سن العمل لا يمكن أن يُعزى بالكامل إلى الهجرة، حيث يرجع جزء صغير إلى بلوغ المراهقين الكنديين سن الخامسة عشرة.
ولكن في أغسطس، بلغ معدل البطالة بين المهاجرين الذين وصلوا في السنوات الخمس الماضية 12.3%، وهذا أكثر من ضعف المعدل بين المولودين في كندا والمهاجرين الذين وصلوا قبل أكثر من 10 سنوات.
وكتب ديريك هولت، الخبير الاقتصادي في بنك نوفا سكوشا، في تقرير للمستثمرين: “لقد تجاوزت كندا حدودها في التعامل مع الهجرة بسرعة كبيرة مقارنة بقدرة سوق العمل والبنية الأساسية في البلاد على استيعاب هذا القدر، ولسوء الحظ، فإن هذا يخاطر بنتائج عكسية الآن وتحويله إلى قضية سياسية بسبب سوء إدارة الحكومة الفيدرالية لملفات الهجرة والإسكان”.
ويأتي الإعلان عن الارتفاع في معدل البطالة بعد يوميْن فقط من إعلان بنك كندا (المصرف المركزي) تخفيض معدل الفائدة الأساسي 0,25 نقطة مئوية إلى 4,25%، في تخفيض ثالث على التوالي وفي خطوة كان يتوقعها خبراء الاقتصاد على نطاق واسع.
وألمح حاكم بنك كندا، تيف ماكلِم، إلى أنه إذا استمر تباطؤ التضخم كما هو متوقع، فسيكون من الممكن إجراء المزيد من التخفيضات في معدل الفائدة الأساسي. يُذكر أنّ معدل التضخم السنوي في كندا انخفض إلى 2,5% في تموز (يوليو)، متراجعاً بمقدار 0,2 نقطة مئوية عن مستواه البالغ 2,7% في حزيران (يونيو).
وقال حاكم بنك كندا مراراً وتكراراً إنّ البنك يريد أن يرى عودة النمو الاقتصادي، معترفاً بأنّ سوق العمل قد تباطأت بشكل كبير.
وعلى صعيد الرواتب، ارتفع معدل الأجر في الساعة في آب (أغسطس) الفائت بنسبة 5% عن مستواه في الشهر نفسه من العام الفائت ليبلغ 36,15 دولاراً.
وكان معدّل البطالة في مقاطعات كندا العشر في آب (أغسطس) 2024، ومن شرق البلاد إلى غربها، كما يلي (معدّل البطالة في تموز/يوليو 2024 مذكور بين هلاليْن): نيوفاوندلاند ولابرادور 10,4% (9,6%)، نوفا سكوشا 6,7% (7,0%)، جزيرة الأمير إدوارد 8,2% (8,9%)، نيو/نوفو برونزويك 6,5% (7,2%)، كيبيك 5,7% (5,7%)، أونتاريو 7,1% (6,7%)، مانيتوبا 5,8% (5,7%)، ساسكاتشِوان 5,4% (5,4%)، ألبرتا 7,7% (7,1%)، وبريتيش كولومبيا 5,8% (5,5%).
RCI,CN24,CTV
To read the article in English click this link