تنظر محكمة “لاهاي” في قضية سوري قام بتنفيذ “الإعدام الميداني” في سوريا بناء على مقطع “يوتيوب”.
وجاء في تقرير لمؤسسة الإذاعة الهولندية (NOS) ترجمت “زمان الوصل” فحواه أن المشتبه به طالب لجوء سوري يبلغ من العمر (49) عاماً، ويقال إنه ارتكب جرائم حرب في بلده الأصلي، قبل رحلته إلى هولندا، وإنه كان قائدًا في “جبهة النصرة الإرهابية” السورية، وهي فرع محلي لـ”القاعدة” يشتبه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إرهابية، بما في ذلك الإعدام.
وظهر المتهم في الفيديو وهو يقول للضحية “هذا مصير كل خائن، كل قاتل، كل مجرم يقتل مدنيين أبرياء قام بقصف منازل المدنيين”.
*نشط باسم (أبو خضر)
وتشهد هولندا لأول مرة محاكمة حول قضية تتعلق بالإعدام الميداني، وبحسب الإذاعة الهولندية، يلعب المشتبه به “أحمد.ك” دوراً قيادياً داخل الجماعة التي ارتكبت “جريمة القتل” شرق سوريا.
فبعد فترة وجيزة من تنفيذه الإعدام لضابط من “جيش النظام” برتبة مقدم، أجرى مقابلة مع صحيفة “غارديان” البريطانية، وتكلم في المقابلة كيف أصيب برصاصة قناص، وكيف قاتل في البداية مع “الجيش السوري الحر”. ولأنه شعر أن هؤلاء الثوار لم يفعلوا الكثير ضد نظام “الأسد”، فقد تحول إلى “جبهة النصرة”، حيث وجد الهيكل والانضباط الذي كان ينقصه الجيش السوري الحر بين المقاتلين المتدينين.
وباسم (أبو خضر) أصبح قائدا لإحدى الكتائب في “جبهة النصرة” عمل بخبرتهم في إعداد متفجرات محلية الصنع وسيارات مفخخة.
* الإعدام
في صيف عام 2012، تم وضع مقطع فيديو على موقع “يوتيوب” يُظهر “مقدم أسير من القوات الجوية السورية، ورغم استسلامه، اقتيد الضابط إلى ضفة الفرات وأطلق المتهم عليه الرصاص هناك.
في عام 2014 هرب (أحمد) إلى هولندا بزعم البحث عن العلاج لابنته المريضة، وانتهى به المطاف في بلدة “كابيل” مع عائلته.
وقامت الشرطة الهولندية بتعقب (أبو خضر) بعد تلقيها معلومة من ألمانيا، حيث كان هناك تحقيق أيضاً مع أعضاء آخرين من كتيبته.
وكانت الشرطة الألمانية قد حصلت على إفادات شهود ضد المشتبه به، ثم تابعت هولندا القضية.
*الإفصاح عن عمل سري
وتقول الإذاعة إن إحدى السمات الخاصة لهذا التحقيق هي قيام “عميل سري” بنشر اعترافات لـ(أحمد) يقر فيها لذلك “العميل” أن الصوت الظاهر في الفيديو يعود له، وهذا ما كشفه لاحقا تحقيق تحليل الصوت.
كما أصبح لدى النيابة العامة الآن شريط فيديو آخر يظهر فيه المتهم بنفسه، سيتم عرض مقاطع الفيديو في المحكمة في وقت لاحق من المحاكمة.
ميزة خاصة أخرى للقضية هي أن المحكمة أجرت مقابلة مع شخص عبر WhatsApp لأول مرة، حيث يتعلق الأمر بشاهد في سوريا لم يكن يرغب أن يتحدث بصفته الشخصية.
*مقايضة بدل أخيه
وفقا للسلطة القضائية، أدى التحقيق الذي أجراه فريق الجرائم الدولية إلى قدر كبير من الأدلة ضد اللاجئ، وعرضت النيابة العامة في الشريط كيف أن الضابط “الضجية” تفاوض مع (أحمد. ك) على فدية، حيث ظهر صوته في الفيديو يعرض “15 مليون ليرة” تعادل الآن (حوالي 10000 يورو)، مقابل إطلاق سراحه على ما يبدو، إلا أن (أحمد) رد بأن “هذه لا تساوي قطرة دم من الأطفال الذين قتلوا في دير الزور أو حمص أو الحولة”، في إشارة إلى أماكن قتل فيها عدد كبير من المدنيين بقصف قوات الأسد الذي يعتبر الضابط أحد عناصرها.
والمتهم لديه قصة مختلفة، يقول إنه كان يحاول تجنب الإعدام، و إنه كان يتفاوض من أجل شقيقه الذي سجنه نظام الأسد وسيتعرض للتعذيب في السجن. كان من الممكن أن يقايض الضابط بأخيه. هذا لم ينجح ولهذا السبب أُجبر على المشاركة في فرقة الإعدام، وقال إن مقابلة “غارديان” كانت بمثابة تفاخر لضمان عدم تعرضه لمضايقات من قبل الجهاديين في منطقته.
اعتبارًا من اليوم، سيتم التعامل مع الدعوى بشكل موضوعي من قبل محكمة “لاهاي”، والتي لها اختصاص للنظر في الجرائم الدولية، جلسة الاستماع في غرفة إضافية مؤمنة في “روتردام”.
ومن المتوقع صدور حكم في أوائل تموز يوليو القادم.
حسن قدور – زمان الوصل