يُستَكمَل عرض الأدلة في محاكمة الإرهابي ناثانيال فيلتمان الذي دهس سلمان أفضال وعائلته في لندن، أنتاريو في السادس من حزيران/ يونيو من عام 2021، وقد شهد أمام المحكمة يومَ الإثنين مُتحرّيان جِنائيان كانا قد عاينا الضحايا في الموقع الذي استُهدِفوا فيه، بالإضافة إلى شقة فيلتمان .
حتى الآن أدلت سارة شيخ المدَّعية الرسمية على فلتمن ببيان الحقائق أمام المحكمة، الذي يُظهِر أن الحمض النووي من أجسام المغدورين علق بشاحنة فيلتمان ، بالإضافة إلى قطعٍ من ثيابهم. وقد عثر المحققون على مجموعة من السكاكين وسلاح ناري في شاحنته.
أيضاً شهد أمام المحكمة سائقُ سيارة أجرة تواجد في مكان الحادثة، أحد المُجيبين في مركز الطوارئ، شاهدٌ على الحادثة، متحرّيان استجوبا المعتدي، والشرطيون الذين هرعوا إلى موقع الاعتداء.
كما اختيرَت لجنة المحلَّفين، واتُّفِق على تقصير فترة المحاكمة بعد تفاوض جهة المحاماة مع القضاء.
الشرطيون الذين عاينوا الإرهابي (22 عاماً) في مكان الاعتداء وعندَ اعتقاله قالوا إنه كان “متحمساً ومبتهجاً بِما فعَلَه”. وقال فيلتمان لدى استجوابه إنه “ليس من العنصريين البِيض، بل من القوميين”، لِيَلوم “الحكومة” على ما فعله و”وسائل الإعلام والنظام التعليمي والمؤسسات الكبرى”.
وبالرغم من اعتراف فيلتمان بتعمده دهسَ العائلة، فهو قال للقضاء إنه “ليس مذنباً”، وهذا رداً على اتهامه بتعمد قتلِ الوالدين والإبنة والجدة ومحاولة قتلِ (الإبن)، ومضيفاً أنه قرر “تنفيذ هذا العمل الإرهابي ولومَ الحكومات الغربية بعد ذلك كونَه لم يحظَ بأي خيار آخر”..
وأضاف فلتمن أنه “تفاجأ بسهولةِ ارتكاب فِعلته، وأنه “يريد العالم أن يعرف لِما فعلها”.
هذا ما عثرت عليه الشرطة داخل منزل الإرهابي
واعترف فيلتمان في بيان متفق عليه، بأنه كان يقود شاحنته الصغيرة دودج رام التي صدمت عائلة أفضل بينما كانوا ينتظرون عبور الشارع عند تقاطع طريق Hyde Park وطريق South Carriage.
وكان قد تم تكليف المحقق Richard Veerman بالتقاط صور للجزء الداخلي من شاحنة فيلتمان بالإضافة إلى شقته في وسط المدينة.
وأطلع Veerman هيئة المحلفين على الصور التي التقطها لشقة فيلتمان .
ووفقا لما ذكره Veerman، فإنه على الرغم من أن الحمام والخزانة يبدو انهما منظمين، إلا أن الجزء الرئيسي من شقة الاستوديو كان فوضويا بالملابس “المتناثرة حول” الغرفة.
ولاحظت هيئة المحلفين أيضا أن معظم الأدراج في المطبخ وخزانة الملابس قد تم فتحها مع وجود أشياء بداخلها مكشوفة.
كما قامت الشرطة بتصوير جهاز كمبيوتر محمول ومحركات أقراص USB وجهاز راوتر وهاتف محمول على الشاحن.
وقام المحقق Veerman بتصوير الشاحنة الصغيرة، حيث تمكنت هيئة المحلفين من رؤية القماش الوردي والأخضر الذي يعود للضحايا “مثبتا” على غطاء المحرك.
وأخبر المحقق Chris Thomas هيئة المحلفين أنه التقط صورا لكل من مكان الاصطدام بالإضافة إلى الشاحنة الصغيرة المتضررة في ساحة انتظار السيارات في مركز التسوق حيث سلم فيلتمان نفسه إلى الشرطة.
وشاهدت هيئة المحلفين صورا لخط من المخاريط الزرقاء، يبدو أنه يشير إلى مسار الشاحنة عندما غادرت الطريق، وسارت على طول الرصيف والعشب، ثم عادت مرة أخرى إلى الشارع.
كما قرأت المدعية العامة الفيدرالية سارة الشيخ بيانين جديدين متفق عليهما للحقائق أمام هيئة المحلفين.
البيان الأول يربط بعض أفراد عائلة أفضل بالشاحنة الصغيرة.
وقالت سارة الشيخ إنه تم التعرف على الحمض النووي لطلعت وسلمان على غطاء الشاحنة بينما تم التعرف على الحمض النووي لمديحة على الواجهة الأمامية للشاحنة.
كما اتفق الطرفان على أن مديحة وطلعت كانا يرتديان ملابس مطابقة لقطع القماش التي عثر عليها مثبتة في غطاء الشاحنة.
وفي بيان ثان، اتفق الطرفان على ما تم الحصول عليه من داخل شاحنة فيلتمان : مسدس أسود، وسكين مسنن مقاس 6 بوصات، وسكين مسنن له انحناءة مقاس 2 بوصة، ومنجل مقاس 12 بوصة.
شهود عيان
كان الضابط Michael Olszowy – الذي انتقل حديثا إلى دائرة شرطة لندن – في مناوبته وكان يدربه الضابط Brock Dease، عندما تم إرسالهم إلى مكان الحادث.
وفي الشهادة التي كان من الصعب أحيانا على الضابط شرحها وعلى الأسرة في قاعة المحكمة سماعها، وصف الضابط Dease إصابات الضحايا الذين عثر عليهم.
وقال لهيئة المحلفين إن أول شخص رآه كان امرأة مسنة مستلقية على ظهرها في الشارع، ويعتقد الضابط Dease أنها كانت تعاني من كسور في ساقيها وذراعيها، وإصابات في بطنها ووجهها.
وشهد قائلا: “كان المواطنون يصرخون بأن صبيا صغيرا قد أصيب”، فترك المرأة في رعاية ضابط آخر وذهب للعثور على الصبي.
وأوضح الضابط Dease أن الصبي كان “يبكي ويطرح الأسئلة” مع وجود جروح في يديه، ومرة أخرى أخبره المواطنون أن هناك ضحية أخرى.
ووصف هذه الضحية بأنها مراهقة، وقال إنها كانت مستلقية تحت لافتة وعينيها مفتوحتين وكانت تحرك رأسها، لكن لا يبدو أنها قادرة على تحريك جسدها، وفي تلك الأثناء وصل مسعف لرعايتها.
وقال الضابط Dease إنه عاد إلى المرأة المسنة حيث أخبره الضابط الآخر بأنه توقف عن إجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
وعندها لاحظ أن حشدا كبيرا قد تجمع، فطلب منهم الرجوع إلى الخلف، وقام الضابط بتغيير موضع سيارته لعرقلة حركة المرور.
وأخبر الضابط Dease هيئة المحلفين أنه رأى أيضا آثار الإطارات في العشب.
وفي الوقت نفسه، أدلى الضابط Olszowy بشهادته حول رؤية امرأة ملقاة على الأرض.
أما الضابط الثالث الذي أدلى بشهادته فهي الضابطة Patti Leavoy-Costa، التي كانت في طريقها إلى مكان الحادث عندما تم إرسالها إلى مركز تجاري قريب للقبض على أحد المشتبه بهم.
وأدلت الضابطة Leavoy-Costa بشهادتها قائلة: “عندما دخلت إلى موقف السيارات، فإن أول ما لفت انتباهي هو الخوذة (التي كان يرتديها المشتبه به)”.
وكانت قد استمعت هيئة المحلفين في السابق إلى أن الإرهابي ناثانيال فيلتمان كان يرتدي خوذة عسكرية وسترة مضادة للرصاص وقت اعتقاله.
وأوقفت الضابطة Leavoy-Costa سيارتها أمام شاحنة الإرهابي ولاحظت أنها كانت لا تزال تعمل، فقامت بإطفاء المحرك وأخرجت المفتاح لأن المركبة كانت تصدر دخانا.
وبعد أن وضعت الإرهابي في سيارتها، قامت الضابطة Leavoy-Costa بتفتيش شاحنة المشتبه به وعثرت على منجل في درج الباب الأمامي بجانب السائق وسكين جيب.
ووصفت الإرهابي بأنه “سريع الانفعال” وأخبرت هيئة المحلفين أنه كان “يصرخ باستمرار”، لكنه “يبدو أنه يبتسم” أيضا.
To read the article in English press here