لم يكن التصعيد في خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله مساء أمس مفاجئاً، إلا أن اللافت في حديثه أنه صوّب بشكل مباشر على الرئيس الاميركي دونالد ترامب وأوحى بأن الرد العسكري المتوقّع على عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ينقسم الى قسمين.
وإذ ألمح السيد نصر الله في خطابه أن الردّ الايراني هو شأن داخلي، حيث لم يؤكده أو ينفه أو يدخل في تفاصيله على الاطلاق، غير أنه بالمقابل فتح باباً لرد موازٍ سيطال القوات الاميركية حصراً يقوده “حزب الله” بالتعاون مع القوى العسكرية الحليفة في المنطقة.
واعتبرت مصادر مطّلعة ان كلام نصر الله أوحى بأن إيران لن تتفرّد بالردّ، بل ستكون مدعومة بمجموعة من الردود، والتي من شأنها أن تؤدي الى تحقيق عنوان جديد في هذه المرحلة وهو انسحاب القوات العسكرية الاميركية من المنطقة. وأوضحت أن الأمين العام لم يأتِ على تحديد سوريا والعراق في حديثه، بل شمل المنطقة بأكملها ما يعني إستهداف القوات العسكرية في دول الخليج أيضا، وهنا تكمن حتماً خطورة التصعيد.
وكان واضحاً في خطاب أمس أن السيد نصر الله قد تبنّى قيادة المرحلة المقبلة على مستوى القوى الحليفة في المنطقة، متوجهاً اليها لبدء التحركات لاستهداف المصالح الاميركية العسكرية من افغانستان الى اليمن مرورا بسوريا والعراق، ما يعني حُكما ان “حزب الله” سوف يكون جزءاً اساسياً من هذه العمليات.
ولفتت المصادر الى أن خطاب نصر الله يعتبر خطاب حرب، لا سيما انه شمل البوارج الاميركية، بالاضافة الى جنود القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة، الامر الذي، وبحسب المصادر، يؤشر الى بداية مرحلة جديدة لن تكون مرتبطة بالرد الايراني بل تؤسس الى انطلاق مسار مختلف اعلن عنه نصر الله ودعا الجميع للانضمام اليه.
وعلى المستوى السياسي، فقد حاول نصر الله ابراز تماسك جبهة المحور الايراني، مؤكدا ان ما حصل لن يزعزع قواعده أو يضعف قوته على الاطلاق، وسعى الى اختيار عبارات محشوة بالمعنويات، مفنّدا القراءة السياسية وراء اغتيال شخصية كبيرة كسليماني في هذا التوقيت بالذات.