ينتظر الكنديون و كلهم أمل في أن يحقق المنتخب الوطني الكندي نتيجة إيجابية أمام نظيره البلجيكي ظهر هذا اليوم و هذه أولى مبارايات منتخبنا الوطني في كأس العالم الذي تستضيفه دولة قطر .
و يكبر التفاؤل لدى الكنديين من أصول عربية حيث أن المنتخبات العربية أعطت أمل كبير للمنتخبات الصغيرة و صنعت المفاجئات حتى هذا اليوم .
فبعد الانتصار الكبير الذي حققه المنخب السعودي على أحد أبرز المرشحين للفوز بالبطولة برزت النتائج الإيجابية رغم التعادل السلبي للمنتخبين التونسي و المغربي.
الحلم يتحقق!
أخيرا جاءت اللحظة التي ينتظرها عشاق كرة القدم في كندا لمشاهدة منتخبهم الوطني يشارك في أكبر حدث رياضي وذلك بعد غياب لمدة ٣٦ عاما عن بطولات كأس العالم لكرة القدم.
المرة الأولى والوحيدة كانت في مونديال المكسيك عام ١٩٨٦. وحينها خسرت كندا مبارياتها الثلاث بدون تسجيل أي هدف ومن هنا تأتي رغبة الكنديين في إثبات وجودهم على خريطة الكرة العالمية خصوصا بعد الأداء الرائع والمذهل خلال التصفيات المؤهلة للمونديال (منطقة الكونكاكاف).
كأس العالم لكرة القدم
في بلد تحتل فيه لعبة الهوكي على الجليد والبيسبول وكرة السلة والقدم الأمريكية صدارة المشهد الرياضي في البلاد. لم يكن من السهل أن تتطور فيه لعبة كرة القدم خلال السنوات الأخيرة لولا بروز تلك المواهب الشابة واليافعة على الساحة مثل الفونسو ديفيز وجوناثان ديفيد وسايل لارين وتوجان بوكانان وغيرهم , ومع استلام المدرب جون هيردمان المهام التدريبية للفريق عام ٢٠١٨ بدأت مرحلة جديدة لكرة القدم على صعيد المنتخب الوطني للرجال.
واجه المنتخب الكندي أثناء المرحلة التحضيرية لكأس العالم صعوبات عديدة أبرزها الخلافات التي وقعت بين لاعبي المنتخب أنفسهم والاتحاد الكندي للعبة على خلفية حصص اللاعبين من الجنسين (الرجال والسيدات) من المكافآت المالية المقدمة من الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم). وأيضا مسألة عقود رعاية المنتخبات الوطنية.
ولكن الأمر تم تداركه لاحقا للتركيز والعمل على إنجاح تجربة المشاركة في مونديال قطر ٢٠٢٢ على الرغم من قلة المباريات الاستعدادية التي خاضها الفريق في الأشهر الماضية والإصابات التي لحقت ببعض اللاعبين المؤثرين بالفريق.
كندا تواجه منتخب بلجيكا في مباراتها الافتتاحية
و بالعودة إلى مواجهة اليوم وقعت كندا في المجموعة السادسة لقرعة كأس العالم والتي تضم أيضا بلجيكا(مصنفة رقم 2). وكرواتيا (مصنفة رقم ١٢) والمغرب (مصنفة رقم ٢٢).
ويدرك المدرب واللاعبين صعوبة تلك المجموعة وقوتها. وأن المنافسة شديدة واللعب في كأس العالم يختلف بدرجة كبيرة عن منافسات الكونكاكاف (منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) ، ولكن المدرب هيردمان واثق من قدرات وإمكانيات الفريق في ترك بصمة مؤثرة في هذا المحفل الكروي الهام.
عندما تكون لديك الثقة ويكون الناس واضحين بشأن ما يجب عليهم فعله على أرض الملعب، فإن التناغم يتشكل “. “هذا هو المكان الذي يكون فيه الناس على استعداد لإخفاء نقاط ضعف بعضهم البعض. وإبراز نقاط القوة لدى بعضهم البعض. إنهم على استعداد لفعل أشياء تجعلك تبدو جيدا.”
هذا ما صرح به مدرب المنتخب الكندي هيردمان منذ سنوات عندما شكك الكثيرون حينها بامكانية تأهل كندا لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٢. ولكن العمل الجماعي والمثابرة والإصرار وروح التحدي جعلت من الحلم واقعا. وقد تكون الأيام القادمة إشراقة جديدة في مستقبل كرة القدم في كندا.
أعتقد أن مشجعي كرة القدم الحقيقيين في كندا يفهمون حقيقة وأهمية تواجد كندا في هذه اللحظة من الزمن”. “لدينا فريق جيد. لدينا لاعبون جيدون. وسيكون هناك الكثير من خبرات التعلم للاعبين والإداريين على حد سواء”…. “أعتقد أن الجزء المهم هو معرفة أنه في عام 2026، سيكون هناك الكثير من المعرفة التنظيمية التي سيتم الاحتفاظ بها من إعداد هذا الفريق. وتجارب اللعبة، وتجربة البطولة هذا ما صرح به هيردمان منذ أيام قبيل انطلاق البطولة. وطبعا هو يشير إلى مدى أهمية العمل الحالي للوصول إلى أفضل مستوى كروي عندما تستضيف كندا إلى جانب جيرانها أمريكا، والمكسيك بطولة كأس العالم القادمة عام ٢٠٢٦.
مواجهه كروية التي لا تخلو من الضغوط السياسية
يذكر أن عضو مجلس العموم الكندي أليكسي برونيل دوسيب، الذي يمثّل حزب الكتلة الكيبيكية (BQ)، كان قد حثّ الحكومةَ الكندية على عدم إرسال وفد إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر.
و جاء ذلك لتعكر صفو هذا الحدث الرياضي التاريخي و قال أنه لم يكن يجدر بقطر مطلقاً أن تنظّم هذا الحدث العالمي و ذلك بسبب دعم النائب الإنفصالي “للمثليين” ! ففي نظر برونيل دوسيب ينبغي لكندا أن تقاطع مونديال قطر، فترسل بذلك رسالة واضحة إلى هذه الدولة العربية كما إلى العالم أجمع: ’’نحن لن نذهب إلى قطر لأنّ أفراد مجتمع المثليين، على سبيل المثال، يُرسلون فيها إلى السجن، ولأنّ العمّأل الأجانب هناك يموتون، بكلّ صراحة‘‘.
و في ما يتعلق بالعمال الأجانب و اضطهادهم برزت فضيحة مفادها تقاضي عمال مورّدي ’’كناديان تاير‘‘ في بنغلاديش أجور بخسة حيث قدّمت مجموعات عمالية كندية شكوى إلى هيئة رقابة فدرالية تدعي أنّ شركة ’’كناديان تاير‘‘ (Canadian Tire) لم تحرص على ضمان حصول العمال في مصانع مورّديها في جنوب آسيا على أجر لائق.
وقدّم ’’مؤتمر العمل الكندي‘‘ (CLC / CTC) ونقابة ’’عمال الصلب المتحدون‘‘ (USW / SM) الشكوى أمس إلى أمين المظالم الكندي للمؤسسة المسؤولة. وجاء في الشكوى أنّ العمال في مصانع الألبسة في بنغلاديش التي تزوّد شركة ’’ماركس‘‘ (Mark’s) (في كيبيك: ’’ليكيبور‘‘ l’Équipeur) التابعة لـ’’كناديان تاير‘‘ بملابس تُباع تحت أسماء تجارية مثل ’’وايند ريفر‘‘ و’’دنفر هايز‘‘ و’’داكوتا‘‘ و’’هيلي هانسن‘‘ يتقاضون أجوراً عند مستوى الفقر.
وفيما مورّدو الشركة قد يدفعون أكثر قليلاً من الحد الأدنى القانوني للأجور في بنغلاديش، لا يزال عمال الملابس يكسبون أقل من دولار واحد في الساعة كمعدل، قالت كالبونا أكتر، المدير التنفيذية لـ’’مركز بنغلاديش للتضامن مع العمال‘‘.
ويقيم العمال في مساكن مزدحمة ويكافحون لكي يتمكنوا من إطعام أسرهم، على الرغم من أنهم يعملون ستة أيام في الأسبوع و12 ساعة في اليوم، أكّدت أكتر.
وأضافت أنّ عمّال الملابس يتقاضون أجوراً منخفضة لدرجة أنهم لا يستطيعون معها الإفلات من الفقر ويعيشون ’’على بعد خطوة واحدة من الفقر المدقع‘‘.
موعد مباراة كندا وبلجيكا
ستنطلق مباراة كندا وبلجيكا الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت الشرقي لكندا اليوم الأربعاء وهي منقولة محليا على قنوات شبكة TSN وأيضا CTV والطبع قنوات بي ان سبورت القطرية.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : ثلث الكنديين سينفق أقل في موسم الأعياد … والحكومة تطالب 240 ألف شخص برد مساعدات كورونا !