رسم قاعة المحكمة ويظهر فيه الإرهابي ناثانيال فيلتمان (أقصى اليسار) وهو ينظر أمامه مباشرة فيما ينظر محامياه بيتر كتشيسون وكريستوفر هيكس إلى المدعية العامة سارة الشيخ وهي تخاطب هيئة المحلفين بواسطة تطبيق ’’زوم‘‘. الصورة: RADIO-CANADA / PAM DAVIES
بدأت يوم أمس في وندسور في مقاطعة أونتاريو جلسات الاستماع في محاكمة الإرهابي ناثانيال فيلتمان المتَّهم بالقتل العمد لأربعة أفراد من عائلة أفضال الباكستانية الأصل في 6 حزيران (يونيو) 2021 في مدينة لندن، في أونتاريو أيضاً، وبمحاولة القتل.
ويزعم الإدعاء العام أنّ ناثانيال فيلتمان البالغ حالياً من العمر 22 عاماً اختار عمداً قتل عائلة مسلمة بسبب معتقداته.
ووفقاً لاتهامات القتل العمد ومحاولة القتل، تشكّل أفعال فيلتمان المخطَّط لها والمتعمَّدة عملاً إرهابياً.
وفي البيانات الافتتاحية قالت المدعية العامة سارة الشيخ لهيئة المحلفين إنّ المُدَّعى عليه غادر شقته السكنية في وسط لندن على متن الشاحنة الصغيرة التي كان قد اشتراها قبل أسبوعيْن ’’قبل الساعة الثامنة مساءً بهدف محدد في ذهنه: العثور على مسلمين لقتلهم‘‘.
كان أفراد عائلة أفضال يتنزهون سيراً على الأقدام في الحيّ القريب من منزلهم وكانوا في طريق العودة من متنزَّهٍ قاموا بزيارته عندما صدمتهم سيارة يقودها المتَّهم.
’’وستكون هذه آخر رحلة لهم معاً، بسبب ناثانيال فيلتمان‘‘، قالت المدعية العامة.
ووصفت المدّعية العامة بعض الأدلة التي تعتزم تقديمها في الأسابيع المقبلة، ومن ضمنها إفادتا المتهم للشرطة في الساعات التي أعقبت الحادثة واعتقاله. وأقوال المتَّهم، وفقاً للإدعاء العام، ستكشف بوضوح عن الدافع الذي أدى إلى هذه الجريمة.
ومن بين الأدلة الأُخرى التي أشارت إليها المدّعية العامة محتوى حاسوب المتَّهم الذي يتضمّن بياناً كتبه بنفسه، ويبدأ بعبارة ’’هذه هي رؤيتي السياسية‘‘، ويصف فيه نفسه بأنه من أنصار سيادة العرق الأبيض.
وكانت القاضية رينيه بوميرانس من محكمة أونتاريو العليا قد أرسلت في وقت سابق تعليماتها إلى المحلفين الأربعة عشر الذين سيستمعون إلى المحاكمة، وذكّرتهم بأنّ المتهم يستفيد من قرينة البراءة وأنّ كلّاً منهم يجب أن يكون مقتنعاً بأنّ المتَّهم مذنب بما لا يدع مجالاً للشك لكي يُعتبر مذنباً بارتكاب الجرائم المزعومة.
وشدَّدت القاضية على أنه سيتعيّن على المحلَّفين وضع عواطفهم جانباً والاعتماد على الحقائق فقط. وذكّرتهم أيضاً بأنّ عليهم الانتظار حتى يستمعوا إلى كافة الأدلة قبل استخلاص النتائج.
وإذا تمكن المحلَّفون الأربعة عشر من البقاء في مناصبهم طوال مدة المحاكمة، يتمّ فصل اثنين منهم قبل بدء المداولات.
وثائق تكشف تأثر إرهابي لندن بإرهابي نيوزيلنداو
يذكر أن الشرطة الكندية عثرت على مواد و كتابات تظهر الإرهابي الذي قتل عائلة مسلمة في لندن أونتاريو بأنه تأثر بالإرهابي الذي قتل 51 شخصًا في مسجدين بنيوزيلندا عام 2019.
و أكدت مصادر مطلعة على التحقيق لـ Global News أنه تم ضبط كمية كبيرة من الكتابات الأيديولوجية كتب بعضها الإرهابي نفسه.
كما يُزعم أن المواد المكتوبة ، التي قالت المصادر أنه عثر عليها في شاحنة ومنزل وجهاز كمبيوتر الإرهابي ناثانيال فيلتمان ، أظهرت أنه كان من أتباع الإرهابي برينتون تارانت ، الذي فتح النار على المصلين في نيوزيلندا .
و تم العثور على جهاز كمبيوتر محمول في منزل الإرهابي المتهم بقتل أربعة أفراد من عائلة مسلمة ، و يحتوي جهاز الكمبيوتر على “مواد متعلقة بالكراهية” بالإضافة إلى متصفح خاص يستخدم للولوج إلى “الويب المظلم” ، وفقًا لوثائق المحكمة .
وأشار المحقق الذي فحص الكمبيوتر المحمول إلى أن إجراء بحث أكثر تعمقًا سيكون مناسبًا “نظرًا لوجود مستندات على الجهاز ويبدو أن بعضها يتعلق بمواد متعلقة بالكراهية وذات صلة بالجرائم المدرجة” .
و على إثر ذلك عثر الضابط على ما يُعرف باسم متصفح TOR ، والذي يمكن استخدامه للوصول إلى عالم “الويب المظلم” ، مع اختصارات لتشغيله على سطح المكتب .
وأشاروا المحقق إلى أن “الويب المظلم” هو مصطلح يشير إلى سلسلة من مواقع الويب المشفرة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال برامج متخصصة.
و في الغالب تحتوي هذه المواقع على مواد إباحية للأطفال ، وأسواق غير القانونية لبيع المخدرات والأسلحة ، بالإضافة إلى مواقع المجموعات الإرهابية و المتطرفين.
وبحسب الوثائق ، احتوى الكمبيوتر المحمول على 68 اسم حساب وكلمة مرور على الإنترنت , كما تم العثور أيضًا على ثلاثة أجهزة لتخزين البيانات في الشقة ولكن لم يتم فحصها في ذلك الوقت ، نظرًا لمحدودية أمر التفتيش.
ومع ذلك ، وجدت الشرطة أن اثنين من الأجهزة كانا متصلين بالحاسوب المحمول “قبل ساعات فقط” من حادثة الاعتداء ، وفصل أحدهما قبل دقائق فقط من مغادرة فيلتمان لمنزله.
هذا و تظل العديد من الوثائق قيد حظر النشر أو تم تنقيحها من أجل الحفاظ على حق فيلتمان في محاكمة عادلة , و تستمر اليوم المحاكمة للإستماع إلى الشهود.
To read the article in English press here