أثبت فحص أُجري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إصابته بفيروس كورونا المستجد اليوم، الخميس، وسيخضع للعزل لمدة 7 أيام، وفق ما أعلن قصر الإليزيه، فيما تعتزم أوروبا بدء التلقيح نهاية هذا الشهر، وسط تسجيل نسب إصابات قياسية بالولايات المتحدة.
وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إنه بعد التشخيص بناء على فحوص الكشف عن فيروس كورونا التي “أُجريت بعد ظهور أولى العوارض”، سيخضع رئيس الجمهورية “للعزل لمدة 7 أيام”؛ لكنه “سيواصل عمله، وأنشطته عن بعد”.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أنه من غير المعروف حاليا كيف أصيب ماكرون بالفيروس. وقال مسؤول بالإليزيه إن الرئيس ألغى كل رحلاته إلى الخارج، بما في ذلك زيارته المقررة للبنان.
من جانب آخر، قالت رئاسة الوزراء الفرنسية إن رئيس الوزراء جان كاستيكس يخضع للحجر بعد مخالطته ماكرون. وقالت مصادر إعلامية إن رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) ريتشارد فيرون دخل الحجر الصحي بدوره لمخالطته ماكرون.
ولم تظهر على بريجيت زوجة ماكرون أي أعراض لكي يتم التعامل معها كمخالطة. من جهته قرر رئيس المجلس الأوروبي الدخول في حجر ذاتي كإجراء احترازي بعد لقائه الرئيس الفرنسي.
تزامن ذلك مع إعلان فرنسا أنها ستتلقى حوالي 1.16 مليون جرعة بحلول نهاية العام، مع 2.3 مليون جرعة إضافية في الشهرين المقبلين، فيما تعهد الاتحاد الأوروبي ببدء التطعيم قبل نهاية العام. وتقترب أوروبا من عتبة 500 ألف وفاة جراء المرض.
وفي وقت دفع ارتفاع الإصابات بالمرض دولا عدة إلى تشديد القيود لاحتواء تفشي الجائحة، أعلنت ألمانيا أنها ستباشر حملة التلقيح في 27 الشهر الجاري، وهو موعد يُرجح أن يكون هو نفسه في كل أرجاء الاتحاد.
وسجلت ألمانيا، الأربعاء، عددا قياسيا من الوفيات بلغ 952 خلال الساعات الـ24 الأخيرة، فيما بلغ عدد الإصابات الجديدة 27 ألفا و728.
وشددت الدانمارك وفرنسا وهولندا وتركيا القيود، في وقت حذّر رئيس الوزراء الإسباني من ارتفاع عدد الإصابات في بلده. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي “من أجل الوصول إلى نهاية الوباء، سنحتاج إلى تلقيح 70% من السكان”.
وتزايدت الضغوط على الاتحاد الأوروبي منذ أن بدأت بريطانيا والولايات المتحدة حملات التلقيح. وأعلنت الحكومة البريطانية أن أكثر من 137 ألف شخص تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح في الأسبوع، الذي جاء بعد بدء التلقيح.
ومع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة أوصت منظمة الصحة العالمية بوضع الكمامة، خلال اللقاءات العائلية محذرة من “احتمال مرتفع” لموجة وبائية جديدة مطلع 2021 في أوروبا.
نسبة قياسية بأميركا
وسجلت الولايات المتحدة أعلى حصيلة يومية على الإطلاق للإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد بعد أن بدأت، الاثنين، حملة تلقيح واسعة النطاق.
ومنذ أسبوعين يواصل عدد الإصابات اليومية الجديدة بالجائحة تسجيل أرقام قياسية في الولايات المتحدة، كما يواصل عدد مرضى كوفيد-19، الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات، الارتفاع.
وأحصت الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا جراء الوباء في العالم (307 آلاف و76 وفاة) الأربعاء، وفاة أكثر من 3784 شخصا وإصابة أكثر من 250 ألفا آخرين بالفيروس خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية هي الأعلى على الإطلاق في هذا البلد، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وفي وقت تبذل الولايات المتحدة جهودها القصوى للسيطرة على الفيروس، أعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس مايك بنس وزوجته كارين سيتلقيان اللقاح الجمعة أمام الجمهور؛ “لتعزيز ثقة الأميركيين باللقاح، والتأكيد على سلامته وفعاليته”.
ويخضع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لحجر صحي بعد مخالطته شخصا مصابا بالمرض. وأوضحت وزارة الخارجية أن نتيجة الفحص الذي أُجري لبومبيو “جاءت سلبية”.
وأبدى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن استعداده لتلقي اللقاح قريبا أمام الرأي العام، وكذلك الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وقال متحدث باسم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إن هذا الأخير “منفتح جدا على تلقي اللقاح”، بعد أن أصيب بالمرض وتعافى منه منذ أشهر.