قال جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي (CSIS / SCRS) أمس إنه يحقق في تهديدات بالقتل موثوقة أصدرتها إيران ضد أشخاص مقيمين في كندا. ويأتي هذا بعد أسبوع من تصريحات مماثلة صادرة عن الحكومة البريطانية.
و قال المتحدث باسم الجهاز، إريك بَلسَم، لوكالة الصحافة الفرنسية :’’يحقق جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي بنشاط في عدة تهديدات بالقتل صادرة عن جمهورية إيران الإسلامية، استناداً إلى معلومات موثوقة‘‘.
و تابع إريك بَلسَم :” هذه الأنشطة العدائية والتدخلات الأجنبية تقوّض في النهاية أمن كندا والكنديين، وأيضاً قيمَنا الديمقراطية وسيادَتنا” ، وهذه التحقيقات التي لم يُعطِ المتحدث تفاصيل عنها، تجري بمساعدة شركاء دوليين لكندا.
وأضاف بَلسَم أنّ جهاز الاستخبارات الكندي يدرك أنّ إيران تقوم بمراقبة أشخاص في كندا وبترهيبهم، من ضمنهم أشخاص من الدياسبورا (الجالية) الإيرانية، من أجل ’’إسكات أولئك الذين يدينون بشكل علني‘‘ النظام الإيراني.
وقبل أسبوع اتهمت الحكومةُ البريطانية إيران بتوجيه تهديدات بالقتل إلى صحفيين مقيمين في المملكة المتحدة , و قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي:’’استدعيتُ القائم بالأعمال الإيراني اليوم بعد أن تلقى صحفيون يعملون في المملكة المتحدة تهديدات بالقتل مصدرها إيران‘‘.
وكانت قناة ’’إيران الدولية‘‘ التلفزيونية الناطقة بالفارسية والتي تتخذ من لندن مقراً لها قد ذكرت قبل بضعة أيام على ذلك أنّ اثنين من صحفييها العاملين في المملكة المتحدة قد تلقيا تهديدات بالقتل من ’’حرس الثورة الإسلامية‘‘، الجيش الإيديولوجي للنظام الإيراني.
ترودو غير راضي عن نتائج مؤتمر ’’كوب 27‘‘
تجنّب أمس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو، من تونس حيث شارك في قمة الفرنكوفونية، التعليق بشكل مباشر على الاتفاق النهائي الذي تمّ التوصل إليه فجر الأحد في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ لعام 2022، ’’مؤتمر الأطراف الـ27‘‘ (COP27)، في شرم الشيخ في مصر والذي تضمّن إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المتضررة من التغيّرات المناخية.
لكنّ ترودو، الذي لم يشارك في أعمال الـ’’كوب 27‘‘، كرّر بأنّ تسعير التلوث هو إجراء أساسي في مكافحة التغيرات المناخية وأنّ هناك ضرورة للقيام باستثمارات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
’’نحن بحاجة إلى أن تجعل شركات النفط والغاز أنشطتها أكثر نظافة، بينما لا تزال تستخدم النفط والغاز في اقتصادنا‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية مبرراً الإعانات الفدرالية الممنوحة لقطاع الوقود الأحفوري في كندا.
إلّأ أنه وعد بأنّ كندا ستوقف تقديم هذه الإعانات ’’ليس فقط في عام 2025، كما سبق أن وعدنا، ولكن في نهاية عام 2023‘‘، مؤكداً أنّ هذا التزامٌ ستحافظ كندا عليه.
ويعتقد ترودو أنّ ’’الاستثمارات التي نقوم بها (في كندا) في مجال إزالة الكربون وكذلك في تطوير تكنولوجيات وأساليب صناعية جديدة‘‘ ستجعل من الممكن الوصول إلى مرحلة صافي الانبعاثات الصفرية، وهذا أمر ’’ضروري‘‘ بنظره.
وتعترف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC / GIEC) والأمم المتحدة بأنّ شركات الطاقة يجب أن تلعب دوراً في إزالة الكربون. ومع ذلك، يؤكد رئيس الحكومة الكندية أنه يجب علينا الحفاظ على ’’سعر للتلوث‘‘ والاستثمار ’’بشكل مباشر‘‘ في احتجاز الكربون وتخزينه إذا أردنا بلوغ هدف الانبعاثات الصفرية ’’من خلال الاستمرار في دعم اقتصاد يفيد الجميع‘‘.
وأضاف ترودو أنه يأمل في أن يقوم حلفاء كندا أيضاً بفرض ضرائب أعلى على التلوث وأن ’’يدعموا المؤسسات التي تستثمر‘‘ في تكنولوجيات أكثر نظافة, ويعتقد ترودو أنّ زيادة سعر التلوث هي ’’وسيلة لوضع المزيد من المال في جيوب العائلات التي تحتاج إليه فيما نقوم بمكافحة التغيرات المناخية.‘‘
من جهته أشار وزير البيئة والتغيرات المناخية الكندي، ستيفن غيلبو، الذي ترأس الوفد الكندي إلى مؤتمر الـ’’كوب 27‘‘ إلى أنّ الوفد عمل ’’بجدّ وكدّ‘‘ لتحسين ’’النص النهائي‘‘ للاتفاق الذي أدّى إلى إنشاء صندوق للخسائر والأضرار.
وأضاف الوزير غيلبو أنّ الممثلين الكنديين في مؤتمر شرم الشيخ ’’قاتلوا أيضاً‘‘ لكي تتخلى دول العالم الأُخرى بشكل تدريجي عن دعم الوقود الأحفوري والفحم , كما تهدف كندا إلى تحرير نفسها من ’’الاعتماد على الوقود الأحفوري‘‘ أكّد الوزير غيلبو.
وكان وزير البيئة الكندي يود مناقشة حقوق الشعوب الأصلية خلال مؤتمر الـ’’كوب 27‘‘. ’’ستواصل كندا تعزيز أهمية نهج قائم على الحقوق في مكافحة التغيرات المناخية في جميع أنحاء العالم‘‘، قال غيلبو.
ويعتقد الوزير غيلبو أنّ مؤتمر الأطراف بنسخته السابعة والعشرين (كوب 27) لم يتعرض لانتكاسة فيما يتعلق بالتزامات دول العالم لحلّ أزمة المناخ، لكنه قال إنه كان يود رؤية مزيد من الالتزامات من جانب هذه الدول.
أمّا منظمة ’’إكيتير‘‘ (Équiterre) البيئية فقالت في بيان صحفي إنها ’’تأسف‘‘ لاتخاذ الدول المتقدمة، ومن بينها كندا، التزامات قليلة في مؤتمر شرم الشيخ من أجل ’’إزالة كافة أنواع الوقود الأحفوري من الباقة الطاقية العالمية‘‘ فيما هذه الدول هي في أساس أزمة المناخ.
كما أدانت ’’إكيتير‘‘ تأثير قطاع النفط والغاز في الـ’’كوب 27‘‘، وقالت إنّ كندا ’’اختارت أن تكون واجهةً لعرض الحلول الخاطئة المقدَّمة من شركات النفط والغاز‘‘ في شرم الشيخ.
يُشار إلى أنّ الوزير غيلبو، وهو خبير بيئي مرموق، كان من مؤسسي منظمة ’’إكيتير‘‘ غير الحكومية، الواقع مقرها الرئيسي في مونتريال، قبل دخوله المعترك السياسي.
(ICI,CTV)
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : لا إغلاق للمدارس … إليكم ما جاء في الإتفاق بين حكومة أونتاريو والعاملين في قطاع التعليم !