واصل سوق الإسكان الكندي تباطؤه الشهر الماضي، مع انخفاض حجم مبيعات المنازل بأكثر من الثلث مقارنة بأوقات الازدهار في العام الماضي – وانخفضت الأسعار بنحو 10 في المئة منذ ذلك الحين .
و قالت جمعية الوسطاء العقاريين في بيان صدر أمس الأول إن متوسط سعر بيع المنازل في كندا في أكتوبر بلغ 644643 دولارا، و ذلك يشكل انخفاضا بنسبة 9.9 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، وانخفض بنسبة أكبر عن الذروة البالغة 816720 دولارا في فبراير 2022.
وكان ذلك قبل أن يبدأ بنك كندا برفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، فقد رفع البنك المركزي سعر الفائدة القياسي 6 مرات منذ ذلك الحين، وكان التأثير على سوق الإسكان كبيرا.
وانخفض متوسط أسعار البيع بأكثر من 20 في المئة منذ فبراير وتبين جمعية الوسطاء العقاريين أن متوسط سعر البيع يمكن أن يكون مضللا نظرا للتفاوت الكبير في الأسواق العقارية الكبيرة الباهظة الثمن مثل تورنتو وفانكوفر.
لذلك فإن مؤشر أسعار المنازل HPI والذي يعتبر مقياسا أفضل للسوق بشكل عام يقول أن متوسط أسعار المنازل وصل إلى 756200 دولار في أكتوبر، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 1.2 في المئة خلال الشهر، وهو ما تعتبره النقابة بأقل انخفاض منذ يونيو، لكنه انخفض أيضا بنسبة 8.2 في المئة مقارنة بما كان عليه قبل ستة أشهر.
ورغم أن أسعار المنازل انخفضت عن وقت الذروة بكثير إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة لم يجعل شرائها أقل تكلفة لأنها باتت تكلف الآن مرتين إلى ثلاثة مرات أكثر عن الوقت السابق من هذا العام.
و قد عاش “سيد جوشي” هذا التجربة عن كثب حيث اشترى منزلًا ريفيًا في منطقة Stittsville ، إحدى ضواحي أوتاوا ، في فبراير مقابل حوالي 400000 دولار.
ولو أنه اشتراه قبل الوباء لربما حصل عليه بحوالي 300 ألف دولار فقط ، لكنه قرر الشراء في تلك المرحلة كما أنه كان بإمكانه تحمل مدفوعات الرهن العقاري.
و قال: “عندما اشتريت المنزل ، كانت أسعار الفائدة 1.2 في المائة ، لذلك كانت مدفوعاتي الشهرية لا تزال حوالي 1400 دولار شهريًا” , لكن القرض الذي وافق عليه كان بسعر متغير وفي غضون أسابيع ، بدأت مدفوعاته في الارتفاع مع كل إرتفاع لسعر الفائدة من بنك كندا.
و قال إنه يدفع الآن أكثر من 2100 دولار شهريًا أي بزيادة 700$ والأسوأ من ذلك بالنسبة له أنه يعتقد أن سعر منزله قد يهبط إلى 360 ألف دولار بناءً على أرقام المبيعات الأخيرة ، وقال “إنه أمر محبط للغاية “.
و في غضون بضعة أشهر فقط ، تقول لورين جيلبرت إن مدفوعات الرهن العقاري الشهرية المتغيرة قد زادت بنحو 1000 دولار بعد سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة التي فرضها بنك كندا.
حيث اشترت جيلبرت وشريكها أول منزل لهما في مدينة Pitt Meadows في مقاطعة بريتيش كولومبيا العام الماضي و بحلول مارس 2022 بلغت مدفوعاتهم الشهرية حوالي 2400 دولار.
و بعد عدة ارتفاعات في سعر الفائدة ما في ذلك زيادة بنسبة 1٪ في يوليو ، شهد جيلبرت ارتفاع فاتورتها الشهرية إلى حوالي 3300 دولار بنهاية سبتمبر.
و قالت جيلبرت في 3 نوفمبر: “بات الأمر مخيفا لقد تجاوزت الدفعة الشهرية ميزانيتنا. الشيء المهم حقًا بالنسبة لنا هو [تكوين] عائلة ولكن عندما تفكر في خسارة 1000 دولار شهريا و على مدار سنوات عديدة ، من الصعب جدًا ابتلاعها “.
و قال بارينجتون ويليامز ، وهو أب لثلاثة أطفال ، إنه حصل على وظيفة أخرى في يونيو ليتمكن من سداد أقساط الرهن العقاري و بعد العمل كمدير مشروع خلال النهار ينتقل مباشرة إلى وظيفته بدوام جزئي كسائق مستودع في المساء.
يبلغ ويليامز من العمر 43 عامًا و لديه رهن عقاري متغير وقال إن الزيادات في أسعار الفائدة أدت إلى زيادة مدفوعات الرهن العقاري الشهرية من حوالي 2400 دولار إلى 3600 دولار.
يذكر أن الإتحاد العمالي المعروف بإسم ’’يونيفور‘‘ قال إن الزيادات المتتالية التي يقوم بها بنك كندا يعتبر ’’إعلان حرب طبقية في بلادنا‘‘.
و بالعودة إلى أسعار المنازل تقول جمعية الوسطاء العقاريين CREA أن هذا التراجع في السوق بات خلفنا و قال شون كاثكارت الخبير الاقتصادي في CREA: “لقد قدم شهر أكتوبر بيانات شهرية أخرى تشير إلى أن التباطؤ في أسواق الإسكان الكندية قد انتهى”. و أردف :”ارتفعت المبيعات فعليًا من سبتمبر إلى أكتوبر ، و تقلص انخفاض الأسعار على أساس شهري للشهر الرابع على التوالي”.
و إليكم جدول يقارن بين أسعار المنازل في العام الماضي و هذا العام في أهم المدن الكندية :
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : وندسور : تحرير أكثر من 4300 مخالفة رصدتها كاميرات مراقبة الإشارة الحمراء ، فأين تتواجد هذه الكاميرات ؟