سيواجه الطلاب الدوليون الذين يتطلعون إلى التقدم بطلبات للحصول على تصاريح عمل في كندا قيودا جديدة بدءا من الشهر المقبل.
من جهتها، أعلنت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) أنها ستنفذ تغييرات على معايير الأهلية للحصول على تصاريح العمل بعد التخرج (PGWP) في الأول من نوفمبر.
ويحتاج الطلاب إلى تصريح عمل للعمل في كندا بعد التخرج، ومع ذلك، وفقا للتغييرات الجديدة، لن يكون الطلاب مؤهلين إلا إذا تخرجوا من قائمة البرامج المعتمدة.
كما يجب على أولئك الذين يتقدمون بطلباتهم في الأول من نوفمبر أو بعده تلبية متطلبات اللغة (حد أدنى من الكفاءة اللغوية في الفرنسية أو الإنجليزية).
وتتضمن القائمة 966 برنامجا معتمدا، ويمكن العثور عليها هنا، وتنقسم البرامج إلى خمس فئات: الزراعة والأغذية الزراعية، والرعاية الصحية، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والتجارة، والنقل.
وفي سبتمبر، ذكرت IRCC أنها تغير برنامج تصريح العمل “ليتوافق بشكل أفضل مع أهداف الهجرة واحتياجات سوق العمل”.
من جانبه، قال مارك ميلر، وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة: “يجب أن يحافظ نظام الهجرة لدينا على سلامته وأن يكون جيدا ومُدارا ومستداما، ومع تطلعنا إلى المستقبل، سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق هذا الهدف وإعداد الوافدين الجدد للنجاح”.
في المقابل، قالت ماركيتا إيفانز، رئيسة ومديرة كليات أونتاريو التنفيذية، إن الحد من قائمة البرامج المؤهلة للحصول على تصاريح العمل سيكون له “عواقب عميقة وبعيدة المدى على سكان أونتاريو”.
وأضافت أن المجتمعات الصغيرة التي تعتمد على السياحة “معرضة للخطر” مع عدم تضمين برامج السياحة والضيافة والطهي في قائمة البرامج المؤهلة.
وأردفت قائلة: “نشعر بخيبة أمل شديدة لأن هذه القرارات اتخذت دون مراعاة تأثيرها على الناس العاديين في جميع أنحاء أونتاريو ودون التشاور مع المقاطعة”.
منع الطلاب الدوليين من الالتحاق بكليات الطب في أونتاريو بدءاً من 2026
قال رئيس حكومة أونتاريو، دوغ فورد، إنّ مقاطعته لن تسمح للطلاب الدوليين بالالتحاق بكليات الطب فيها بدءاً من خريف عام 2026. وأضاف أنّ حكومته ستغطّي رسوم الدراسة لأكثر من 1.000 طالب يلتزمون بأن يصبحوا أطباء أُسرة يزاولون المهنة في أونتاريو.
وتهدف المقاطعة من خلال تشريع مقبل إلى حجز ما لا يقل عن 95% من الأماكن في كليات الطب لطلاب من أونتاريو والباقي لطلاب قادمين من سائر كندا.
’’كان هناك 18% من الطلاب من حول العالم يأخذون مقاعد أولادنا، ثم لا يبقون هنا حتى، فيعودون إلى بلدانهم، وهذا ليس أمراً سليماً‘‘، قال فورد في مؤتمر صحفي.
وبالتالي سيكون الطلاب ’’بنسبة 100% كنديين، وبنسبة 95% من أونتاريو‘‘، أضاف رئيس حكومة حزب المحافظين التقدميين.
وزيرة الصحة في حكومة أونتاريو، سيلفيا جونز، قالت هي الأُخرى إنّ الأولوية يجب أن تُعطى لطلاب من المقاطعة.
لكنّ مسؤولاً في وزارة الصحة قال إنّ التغيير لن يمثل سوى تحوّل طفيف في الالتحاق، فقرابة 88% من كافة الأماكن في كليات الطب في أونتاريو يشغلها طلاب من المقاطعة.
كما تُظهر البيانات أنّ 10 طلاب دوليين فقط كانوا يتابعون الدراسة في كليات الطب في أونتاريو في العام الدراسي 2023 – 2024 من أصل عدد إجمالي يبلغ 3.833 طالباً.
وهذا يعني أنّ الطلاب الأجانب يمثلون نسبة ضئيلة جداً تبلغ 0,26% فقط من إجمالي الطلّاب.
تحفيزات لأطباء الأسرة المستقبليين
وتعمل المقاطعة أيضاً على توسيع نطاق برنامج ’’تعلّم وابقَ‘‘ (Learn and Stay)، الذي يغطي رسوم الدراسة وتكاليف تعليم أُخرى، ليشمل الطلاب الذين يلتزمون بأن يصبحوا أطباء أُسرة يزاولون المهنة في أونتاريو.
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة برنامج المنح، الذي يبدأ أيضاً في عام 2026، قرابة 88 مليون دولار وأن يتّسع نطاقه ليشمل 1.360 طالباً جامعياً مؤهَّلاً.
وتتوقع سلطات أونتاريو أن يتيح البرنامج لـ1,36 مليون شخص من سكان المقاطعة الوصولَ إلى طبيب أُسرة.
وتقول جمعية أونتاريو لأطباء الأُسرة (OCFP) إنّ 2,5 مليون شخص من سكان المقاطعة ليس لديهم حالياً طبيب أُسرة. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد مرّتيْن تقريباً في السنوات المقبلة.
الناطق باسم الحزب الليبرالي في أونتاريو لشؤون الصحة، النائب عادل شامجي، وهو أيضاً طبيب طوارئ، قال إنّ عدد الطلاب الأجانب في كليات الطب في المقاطعة قليل جداً ولا يثير القلق.
’’تأمين مزيد من الأماكن في كليات الطب لطلاب من أونتاريو يُعد خطوة عادلة، وهو ما تقوم به مقاطعات أُخرى طوال الوقت‘‘، قال شامجي.
’’لكن هذا لن يضيف في الواقع أيّ طبيب أُسرة إلى القوة العاملة (في أونتاريو) لمدة ست سنوات. فأين كان (رئيس الحكومة دوغ فورد) مع هذه السياسة قبل عاميْن أو ثلاثة أو أربعة أعوام؟‘‘، تساءل شامجي منتقداً رئيس حكومة المحافظين.
CN24,