يجوب عشرات المسلحين الفلسطينيين شوارع وأزقة مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، ويقولون إنهم يستعدون لصد أي عدوان إسرائيلي محتمل، إذ لا تزال سلطات الاحتلال تبحث عن اثنين من الأسرى الذين هربوا من سجن جلبوع شديد الحراسة قبل 10 أيام.
ولمواجهة أي اقتحام محتمل للجيش الإسرائيلي، شكلت الفصائل الفلسطينية ما سمته غرفة العمليات المشتركة في المخيم، وتضم للمرة الأولى منذ سنوات، الأجنحة العسكرية لكل من حركة التحرير الوطني (فتح،) والمقاومة الإسلامية (حماس)، والجهاد الإسلامي.
وكانت سلطات الاحتلال أعادت يومي الجمعة والسبت الماضيين اعتقال 4 من الأسرى الفلسطينيين الستة الذين فروا من سجن جبلوع، وجميعهم من محافظة جنين.
وقال المحاميان رسلان وخالد محاجنة من مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني بعد لقائهما الأسيرين محمود ومحمد عارضة، أمس الأربعاء في سجن “الجلمة” قرب حيفا، إن الخطة الأساسية للأسرى الستة كانت الهروب من سجن جلبوع إلى الضفة الغربية، والوصول إلى مخيم جنين.
الفصائل تتوحد
وتحدث مراسل وكالة الأناضول داخل مخيم جنين مع مسلحين يخفون وجوههم بأقنعة تحمل شعارات الفصائل التي ينتمون إليها، إذ قال مقاتل يضع شعار كتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح “لا مجال للحديث (مع إسرائيل) سوى الرصاص”، مضيفا وهو يحمل بندقية من نوع إم-16 (M-16) “مستعدون للقتال، لن نتراجع”.
وقال مسلح آخر مقنع أيضا وينتمي لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد إن النفير العام أعلن في مخيم جنين، مضيفا أن عشرات المقاتلين على استعداد لصد أي اعتداء للجيش الإسرائيلي.
ويضيف المسلح أن المقاتلين هم شباب تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاما، وهم من أسر مناضلة، منهم من فقد والده أو شقيقه شهيدا، ومنهم ابن أسير، مشيرا إلى أن مقاومين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية وصلوا إلى مخيم جنين استعدادا لأي معركة.
مسيرات ومواجهات
وعقب إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الأربعة، ينظم أهالي مخيم جنين مسيرات ووقفات، ويرشقون حاجز الجلمة العسكري القريب من جنين بالحجارة والعبوات الحارقة، وقالت وكالة الأناضول إن مصورا رصد استهداف شبان من المخيم للحاجز العسكري الإسرائيلي بالرصاص الحي كما ألقوا عبوة متفجرة محلية الصنع.
وقبل حادثة فرار الأسرى، قتلت إسرائيل 4 مقاومين خلال اقتحام نفذته في المخيم يوم 16 أغسطس/آب الماضي، ومنذ ذلك الوقت يشهد المخيم حالة غضب واستنفار، استعدادا لصد أي اقتحام.
بالمقابل، لم يستبعد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي شن عملية عسكرية في جنين أو قطاع غزة، وقال في مقابلة للقناة الإسرائيلية 12 إن “الخطط موجودة، إذا تكررت الأحداث، فسنشن عملية كلما احتجنا إلى ذلك”.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق لجيش الاحتلال أن دخل مدينة جنين ومخيمها في أبريل/نيسان 2002، وقتل خلال 10 أيام ما لا يقل عن 52 فلسطينيا، نصفهم تقريبا من المدنيين؛ ودمر قرابة 150 بناية كليا، والعشرات جزئيا، وشرد حوالي 435 عائلة، كما قُتل خلال الاشتباكات 23 جنديا إسرائيليا على يد المقاومين.