حُكم على شقيقين مذنبين بتهمة الاعتداء الجسيم و الهجوم الوحشي على السيد محمد أبو مرزوق و هو من أبناء الجالية العربية يسكن مدينة ميسيسوجا ، يوم أمس الثلاثاء في محكمة برامبتون.
كما حُكم على الأخوين جانيس كورهامزيتش وآدم كورهامزيتش بالسجن لمدة عامين بتهمة الاعتداء على صديق أبو مرزوق الذي حاول التدخل لإبعاد المعتدين.
و ستكون السنتان سجن ضمن الحكم الأول مما يعني أن كل واحد من الشقيقين سيقضي ست سنوات لكلتا الإدانتين.
وأعيد الشقيقين إلى الحبس الاحتياطي عقب صدور الحكم.
يذكر أن محمد أبو مرزوق تعرض للضرب المبرح بعد مغادرته في نزهة صيفية مع أسرته بالقرب من مركز مجتمع وادي ميسيسوجا في 15 يوليو 2018.
وتحدث أبو مرزوق للصحفيين خارج قاعة المحكمة ، وشكر كل من دعمه و أسرته ووقف إلى جانبهم.
وقال “أنا سعيد لأن العدالة قد تحققت. إنه فصل في حياتي أحاول إغلاقه – إنه ليس بالأمر السهل” ، “لا أتمنى أن يمر أي شخص بما مررت به أنا وعائلتي”.
الاعتداء كان “معاد للعرب” وليس للمسلمين
يذكر أن القاضي وجد أن الشقيقان غير مذنبين بتهمة “محاولة القتل” او “الكراهية” ، واستند القاضي في قراره الى ان الهجوم كان ذو طبيعة بغيضة، ولكنه قال إنه يعتقد أن الاعتداء كان “معاد للعرب” وليس للمسلمين حيث أن أحد المعتدين كان يشتم العرب أثناء التهجم على أبو مرزوق
تفاصيل الحادثة
وبالعودة إلى أغسطس 2018، يستذكر أبو مرزوق تفاصيل الاعتداء الهمجي الذي هز أركان المجتمع الكندي بكل اطيافه لبشاعته، وأصدرت شرطة بيل بياناً في ذلك الوقت على انه يتم التحقيق بالاعتداء على أساس جريمة كراهية.
كما اصدرت عمدة مسيساجا في ذلك الوقت بيانا شجبت به هذا الاعتداء وقالت انه لا مكان للكراهية في مدينة ميسيساجا.
وكان الضحية في أحد المنتزهات مع عائلته في مدينة ميسيساجا، وعند ركوبهم سيارتهم، تفاجئ أبو مرزوق بأشخاص يقومون بالطرق على مؤخرة السيارة، وعند نزوله من السيارة لتفقد ما حصل فوجئ بشخصين يقومان بالتهجم عليه وضربه في الشارع دون سابق انذار وتوجيه عبارات عنصرية.
وحاولت زوجته طلب النجدة من رجل اخر من اصول تركية من أجل التدخل لتخليص الضحية من بين ايديهم، الا انهم انهالوا عليه بالضرب ايضاً.
و قالت الزوجة و هي تناشد أحد المعتدين “من فضلك لا تلمسه ، من فضلك لا تؤذي زوجي، لدي طفلتان صغيرتان ، من فضلك لا تؤذي زوجي”.
وأثناء استمرار الاعتداء والضرب سارعت زوجة الضحية الى دورية شرطة كانت متواجدة على مقربة من موقع الحادثة للاستنجاد بهم وتخليص زوجها والذين حضروا وكان الضحية ملقى على الأرض ومضرج بالدماء ولا يزال يتلقى الضربات.
وحاول ضابط الشرطة الذي حضر الى الموقع ايقاف المهاجمين الا انهما لم يتوقفا حتى قام بسحب مسدسه وامرهما بالتوقف.
و استمعت المحكمة أيضًا إلى ضابط الشرطة الذي قال إنه يتذكر الحادثة كما لو كانت بالأمس. بعد أربع سنوات ونصف ، حيث قال أن الاعتداء كان “الحدث الأكثر شناعة” الذي شهده على الإطلاق.
وشهد الضابط أيضًا بأنه سحب مسدسه لأنه اعتقد أن الركل بهذه الطريقة كاد أن يؤدي إلى قتل أبو مرزوق وأن المهاجمين لم يستجيبا لأوامره .
واستمعت المحكمة إلى أن أبو مرزوق تعرض للركل بشكل متكرر على رأسه فيما وصفه أحد الشهود بأنه عمل كراهية.
كيف تم تصنيف الاعتداء على أنه “معاد للعرب” وليس للمسلمين ؟
و كان الناشط أشرف العريض المتابع لقضية أبو مرزوق قد نشر عبر حسابه على فيسبوك بعض تفاصيل المحاكمة حيث قال أنه في إحدى الجلسات حضرت قريبة المعتدين و هي ترتدي الحجاب لنفي تهمة أن الهجوم جاء بدافع الكراهية تجاه المسلمين.
و في منشور آخر للعريض قال فيه :” بعد خروجنا من قاعة المحكمة في الطابق الرابع توجهت نحو والد ووالدة الشابان المتهمان اللذان قاما بالاعتداء على الاخ ابو مرزوق وقمت بمواساتهما للجريمة التي ارتكبها ولديهما ..
والدهما والذي يبدو انه من جمهورية البوسنة بدوره اعترف بجريمة ابناءه وطلب مني توجيه الاعتذار لابو مرزوق وعائلته نيابة عنه وعن عائلته وشعورا منه بعظم المصيبة وحجم المأساة التي نالت من العائلة والمجتمع العربي في المدينة” .
هذا و نشرت صفحة البيت الفلسطيني في تورنتو صورة جمعت رئيس البيت الفلسطيني-تورنتومع أبو مرزوق خارج قاعة المحكمة و كتب التعليق التالي :”
اليوم كانت محكمة و البث النهائي في قضية الاخ محمد ابو مرزوق و الذي تعرض لهجوم عنصري و تعرض لجروح بليغة و دخوله العناية الفائقة و فقدان الوعي و ذلك كان عام ٢٠١٨.
اليوم القاضي اصدر الحكم النهائي بحق المعتدين و هو السجن لمدة ٦ سنوات.
و طبعا القاضي سرد القضية بكل تفاصيلها و كذلك سرد رود فعل الجالية المسلمة و العربية و الفلسطينية و كذلك سرد قصص عن بعض الحوادث المشابه و كيف تم الحكم عليها و كان اقصى الاحكام ١٤ عام و اقلها ٢ سنتين .
و طبعا القاضي اخذ قرار الادانة و حكم ٦ سنوات على المعتدين بعد ان اخذ بكل الدلائل و الشهود .اللهم
طبعا اليوم كنت بجانب الاخ محمد ابو مرزوق و حضرة المحكمة بصفتي رئيس البيت الفلسطيني-تورنتو و ممثلا عن الجالية الفلسطينية و طبعا الاخ محمد ابو مرزوق في معرض سؤالي له هل راضي على قرار المحكمة ، قال لي نعم راضي على القرار . لكن طبعا هناك امور التعويض هذا الامر يحتاج الى جهد اخر و محكمة من نوع آخر ولكن كله يتوقف على قرار الاخ محمد ابو مرزوق.
نحن لم و لن نتخلى عن ابناء الجالية في هذه المواقف الصعبة و نكون معهم حيث يتطلب الواجب .
و الحمد لله على سلامة الاخ محمد ابو مرزوق و مبروك له و لعائلته و للجالية . و دائما ثقتنا لا تتزعزع بالقضاء الكندي .
To read the article in English press here
إقرأ أيضا: إليكم آلية زيادة الأجور في كندا و كيف يمكنكم المطالبة بها !