قال الجيش الألماني إن جندياً أفغانياً قتل و3 آخرين جرحوا في اشتباكات مع مسلحين مجهولين قرب مطار كابل صباح اليوم الاثنين، ومن جانبها أعلنت حركة طالبان استعادة 3 مديريات بولاية بغلان ومحاصرة ولاية بانشير (شمال شرق) معقل أحمد شاه مسعود.
وأضاف -في تغريدة له على تويتر- أن معركة بالأسلحة النارية اندلعت بين قوات الأمن الحكومية الموجودة بالمطار مدعومة بقوات أميركية وألمانية، وبين مسلحين مجهولين عند بوابة المطار الشمالية.
وأكد وزير القوات المسلحة البريطانية وقوع الاشتباكات، وقال إنها وقعت في الجانب الآخر من المطار وإن قواته لم تشارك فيها.
وكان الملا فاتح مسؤول الأمن عن حركة طالبان في مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، قال إنه يتوقع “فتح المطار أمام الملاحة المدنية في غضون أيام”.
وأضاف في تصريح للجزيرة أن الأميركيين “هم من يمنعون الناس من الدخول للمطار، وهم الذين يقولون لنا دوما لا تسمحوا لأحد بالدخول حتى من يحمل جوازات وتأشيرة عبور”.
وأكد الملا فاتح أنه يتألم عندما يرى نساءً وأطفالا يفترشون الأرض ويسقطون في التدافع.
وفي سياق متصل، قال مسؤول في الحركة لرويترز اليوم إن القوات الأجنبية في أفغانستان لم تسع لتمديد المهلة التي حددتها لمغادرة البلاد، والتي تنتهي في 31 أغسطس/آب الجاري.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال الأسبوع الماضي إن قواته قد تبقى في أفغانستان بعد الموعد النهائي المحدد للانسحاب في 31 أغسطس/آب لإجلاء الأميركيين.
محاصرة بانشير
وفي تطور آخر، قال المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن قوات الحركة استعادت السيطرة على 3 مديريات في ولاية بغلان كانت قوات موالية للحكومة المنصرفة قد استعادتها قبل أسبوع.
وأضاف ذبيح الله -في تغريدة على تويتر- أن مسلحي الحركة يحاصرون ولاية بانشير شمال شرق البلاد بعد رفض عدد من القيادات العسكرية المناوئة لطالبان تسليمها. وأوضح أن طالبان تحاول حل الوضع بالولاية عبر التفاوض، حسب قوله.
ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر في حركة طالبان أن مسلحيها تمكنوا من دخول وادي بانشير، وينتظرون توجيهات قادة عسكريين لشن الهجوم على مقر الولاية.
وكان المراسل قد نقل عن مصدر في الحركة أنها فتحت قنوات اتصال مع أحمد مسعود (نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدة عام 2001) لتسليم بانشير سلميا، وأن المفاوضات ما تزال مستمرة.
وقال المصدر إن طالبان سترسل قريبا وفدا لبحث الأمر عن قرب، وتقديم الضمانات اللازمة التي طلبها أحمد مسعود.
وقد تشكل جيب مقاومة في وادي بانشير شمال شرق كابل، حيث تجمعت فلول القوات الحكومية وجماعات من مليشيات أخرى.
وولاية بانشير معقل لمعارضي طالبان في الأساس، ويقود “جبهة المقاومة الوطنية” هذه أحمد مسعود.
ولم تسيطر حركة طالبان على بانشير خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين عامي 1996 و2001.
وصرح الناطق باسم الجبهة علي ميسم نظري لوكالة الأنباء الفرنسية بأن “جبهة المقاومة الوطنية مستعدة لصراع طويل الأمد” لكنها ما زالت تسعى للتفاوض مع طالبان حول حكومة شاملة.
ويقول مقربون من أحمد مسعود إن ما يزيد على 6 آلاف مقاتل، من فلول وحدات الجيش والقوات الخاصة وكذلك مجموعات من المليشيات المحلية، تجمعوا في الوادي، ومعهم بعض المروحيات والمركبات العسكرية، وإنهم أصلحوا بعض المركبات المدرعة التي خلفها السوفيات.
وعبر دبلوماسيون غربيون وآخرون عن شكوكهم بشأن قدرة الجماعات المتجمعة هناك على شن مقاومة فعالة، في ظل الافتقار إلى الدعم الخارجي والحاجة إلى إصلاح الأسلحة وصيانتها.