فضيلة الشيخ هشام يحيى خليفة
يتواجد فضيلة الشيخ هشام يحيى خليفة في وندسور و هو من علماء لبنان و هو إمام و خطيب مسجد و مقام الإمام الأوزاعي رضي الله عنه ، كما شغل فضيلته منصب المدير العام للأوقاف الإسلامية في الجمهورية اللبنانية بالإضافة إلى مهام دعوية أخرى في لبنان والخارج و بهذه المناسبة وصل إلى جريدة “الفرقان” من الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي المقال التالي :
الأوزاعي إمام العيش المشترك
*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا
1- ديننا الإسلامي الحنيف مجموعة من العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات، ولكل واحدة من هذه الموضوعات علماء متخصصون حفظوا شرائع الله تعالى فيها، واختص بالعبادات فقهاء اشتهر منهم أصحاب المذاهب الأربعة: مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة النعمان، ومنهم فقهاء كان لهم مذاهب لم تدون ولم تحفظ، أمثال الليث بن سعد في مصر، والاوزاعي في بيروت والشام.
2- الأوزاعي أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد من الأوزاع قبيلة يمنية من قحطان، فقيه ومحدث وأحد تابعي التابعين وإمام بيروت والشام. ولد سنة 88 للهجرة ( في بعلبك ) وتوفي سنة 157 للهجرة ( في بيروت ) ، أمضى فترة من طفولته في دمشق، وبعد وفاة والده انتقلت به أمه إلى بيروت، حيث أمضى فيها حياته حتى وفاته في حمام بيته، بعدما أوقدت له زوجته الفحم وأغلقت الباب خوفاً عليه من البرد (هو شيخ كبير ولم يقوَ على فتح الباب، فاستسلم لأمره وتوجّه إلى القبلة) ومات مختنقًا فاختنق بالغاز وفارق الحياة.
3- في اليمامة بالحجاز التقى الأوزاعي بيحيى بن أبي كثير وروى عنه، ثم ارتحل إلى البصرة رغبة في لقاء الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فحال بينه وبينهما الموت، فالتقى بعلماء البصرة، ثم ارتحل إلى مكة المكرمة فسمع من عطاء بن أبي رباح، وسمع من محمد الباقر في المدينة المنورة ثم عاد إلى الشام فأخذ عن مكحول وابن شهاب الزهري وشعبة والثوري.
4- له مؤلفات منها مسند الإمام الأوزاعي، والسنن في الفقه، وكتاب السير، وله كتابات في الحديث والفقه والتفسير، ومعظم كتاباته احترقت في زمن الرجفة وهي زلزلة عظيمة أصابت الشام سنة 130 للهجرة. وقد كانت أعماله موضع تقدير واحترام لدى أئمة زمانه، قال الشافعي: “ما رأيت أحداً أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي”، وقال مالك: “الأوزاعي إمام يقتدى به”.
طابع أصدرته الجمهورية اللبنانية تكريما للإمام الأوزاعي
5- عرف الأوزاعي بالورع والنزاهة والجرأة في قول الحق، شهد نهاية الدولة الأموية، فقد ولاه الخليفة يزيد بن الوليد مهمة القضاء، فجلس مجلساً واحداً ثم استعفى واعتذر، وشهد بداية الدولة العباسية، فاستدعاه الأمير عبد الله بن علي يوم استولى على الشام، فأبطأ 3 أيام ثم دخل عليه فسلم فلم يرد عليه السلام، ثم قال له: يا أوزاعي ماذا ترى فيما فعلنا من إزالة أولئك الظلمة؟ فأجابه قائلا: إنما الأعمال بالنيات، قال له: ما تقول في دماء بني أمية؟ قال: إنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة. قال له: فما تقول في أموالهم؟ قال: إن كانت في أيديهم حراماً فهي حرام عليك، قال له: أليست الخلافة وصية لنا من رسول الله (ص)؟ قال: لو كانت وصية لما قبل علي التحكيم. ثم عرض عليه تولي القضاء فاعتذر وانصرف.
6- الأوزاعي هو المعتمد في قضية التعامل مع غير المسلمين، وإمام العيش المشترك في لبنان. لقب بشفيع النصارى لموقفه الحازم في مواجهة والي الشام العباسي يوم تمردت جماعة منهم على الدولة العباسية، فأمر الخليفة بإجلائهم، فاستنكر الأوزاعي الأمر وأعلن أنه لا يؤخذ أهل الكتاب بتمرد فئة منهم وأنهم في ذمة المسلمين. فرجع الخليفة عن أمره وأقرهم في ديارهم.
7- في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر سنة 157 للهجرة توفي الأوزاعي، فشيعته جماهير المسلمين والنصارى واليهود إلى قرية حنتوس جنوب بيروت، وشيد على قبره مقام ومسجد، وهي اليوم جزء من بيروت الكبرى، ثم أنشئت باسمه كلية للدراسات الإسلامية، كما سميت باسمه ساحة سوق الطويلة.
8- اليوم في وندسور يحل عالم جليل من رواد الأوزاعي ( إمام و خطيب مسجد و مقام الإمام الأوزاعي رضي الله عنه ) هو: الشيخ هشام خليفة والد الأستاذ محمد هشام، فأهلاً به وسهلاً ونرجو له إقامة طيبة بين أهله ومريديه. ولقرائنا الكرام عيد مبارك وأيام سعيدة.
مسجد الإمام الأوزاعي
مقام الإمام الأوزاعي رضي الله عنه