أم جموع المصلين اليوم الجمعة في مدينة وندسور وفي مسجد الهجرة تحديدا فضيلة الشيخ عبد الله حمود ، و كان عنوان الخطبة “الإستغفار من أسباب قبول الدعاء” .
و تحدث الشيخ حمود عن نماذج تظهر عكس الإستغفار و منها المجاهرة بالمعاصي و ذكر مثال عن هذه المجاهرة حين خرجت إحدى النساء في وندسور و خلعت حجابها على وسائل التواصل الإجتماعي معلنة أنها باتت الآن ” حرة ” وقال :”إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا “.
و قال أنه يعلم أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على شبابنا و بناتنا و أن هناك حرب شعواء تشن على الأخلاق و الأديان و قال أن هذه الحرب لا تشن على الإسلام فحسب بل على جميع الأديان السماوية.
و قال أن هذا البلد الذي كنا نعتز بالإقامة فيه لما فيه من حرية تتماشى مع أخلاقنا و ديننا أصبحت الأمور فيه تتفلت “ليصبح هذا البلد من أسوء بلاد العالم” في تحديه للأخلاق و لما فيه من تفلت وما يسميه ” المثلية”.
و قال أن أحد الآباء المسلمين سُجن لأنه رفض أن تعطى إبنته الهرمونات للتحول الجنسي ، و تسأل الشيخ حمود إلى أين نحن ذاهبون ؟ و قال يجب علينا أن نتمسك بديننا و بأخلاقنا و أن لا نخاف قول الحق مهما كان الباطل قويا.
يذكر أن كندا تشهد هذه الشهر ما يسمى “شهر الفخر” و هو شهر مخصص لدعم المثليين و لرفع علم الشذوذ ، و تم رفع علم “المثليين” على المؤسسات الحكومية و المدارس و حتى أن شرطة المدينة نشرت فيديو لرفعها علم المثليين.
و قال الشيخ حمود أن 90% من الكنديين غير المسلمين يقفون إلى جانب المسلمين في رفضهم لهذا الشذوذ و هذه الأمور غير الأخلاقية .
و بالفعل فقد نشرنا في مقال سابق عن دعوة نظمتها جمعية كندية دعت الأهالي إلى عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس يوم أمس الخميس و الذي صادف أول يوم من “شهر الفخر” الذي ترفع فيه أعلام الشذوذ على المدارس.
و قالت الجمعية أن ردود فعل الأهالي ضد رفع علم المثليين والمتحولين جنسياً لاقى نجاحًا كبيرًا!
حيث شارك الأهالي في وقفات إحتجاجية في ما لا يقل عن 6 مقاطعات كندية مع إبقاء أطفالهم في المنازل و عدم إرسالهم إلى المدارس احتجاجًا.
هذا و نشر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي على حسابه على تويتر تغريدة خص فيها المسلمين في كندا و كتب : ” إلى المسلمين في كندا..
أرجو من جميع الأخوة المسلمين والأخوات الاستماع جيدا وتعليم أبنائكم لتفاصيل الحوار بخصوص الشذوذ.
الجمله القانونية في كندا هي:
“انا مسلم ولي حقي الدستوري باتباع ديني وديني يحرم الشذوذ فأنا لا استطيع المشاركه.” لا يشرح ولا يكثر من الكلام ولا يغير. فقط هذه الجمله وانتهى”.
كما صدرت فتوى عبر بيان و لأول مرة عن أكثر من 200 عالم و داعية في كندا و أميركا حول الشذوذ الجنسي
و جاء في بيان العلماء : ” طرح الخطاب العام حول الجنسانية على مدى العقود القليلة الماضية تحديات للمجتمعات الدينية,و اليوم تتعارض الأخلاق الجنسية والجنسانية الإسلامية مع بعض الآراء المجتمعية الشائعة مؤخرًا ، مما يتسبب في توتر للمسلمين بين معتقداتهم الدينية والتوقعات المجتمعية”.
في الوقت نفسه ، يُقابل الرفض العلني لممارسات ومعتقدات مجتمع الميم LGBTQ ( الشاذين ) بالإتهام بالتعصب والاتهامات غير المبررة بالتعصب الأعمى. و الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هناك أشكال متزايدة للترويج لمجتمع الميم بين الأطفال من خلال التشريعات واللوائح ، وتجاهل موافقة الوالدين وحرمان الآباء والأطفال من فرصة التعبير عن الاستنكاف الضميري.
و تقوض مثل هذه السياسات قدرة الآباء المسلمين على تعليم أطفالهم الأخلاق الجنسية القائمة على أسس دينية ، وتنتهك حقهم الدستوري في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية ، وتساهم في خلق جو من التعصب تجاه المجتمعات الدينية.
نحن علماء وخطباء مسلمون نمثل مجموعة متنوعة من المدارس اللاهوتية. فيما يلي توضيحنا الجماعي غير الحزبي لموقف الإسلام من الأخلاق الجنسية والجنسانية. بصفتنا أقلية دينية تعاني كثيرًا من التعصب والإقصاء ، فإننا نرفض فكرة أن الخلاف الأخلاقي يرقى إلى عدم التسامح أو التحريض على العنف. نؤكد حقنا في التعبير عن معتقداتنا مع الاعتراف في الوقت نفسه بالتزامنا الدستوري بالعيش بسلام مع أولئك الذين تختلف معتقداتهم عن معتقداتنا”.
و طرح البيان الأحكام الشرعية التي يتبعها المسلم في هذه المسائل مستشهدين بآيات قرآنية و أحاديث نبوية و قال البيان أن العلماء يدركون أن بعض الجماعات الدينية أعادت تفسير أو مراجعة العقيدة الدينية لتشمل أيديولوجية مجتمع الميم. و أن المجتمع المسلم ليس بمنأى عن مثل هذه الضغوط.
و أن هناك من حاول إعادة تفسير النصوص الإسلامية لصالح مجموعات LGBTQ.و قال العلماء أنهم يرفضون بشكل قاطع مثل هذه التفسيرات التي لا تستند إلى أي مبادئ إسلامية ولا تتناسب مع النصوص غير القابلة للتغيير.
حقنا الدستوري في التمسك بآرائنا
و جاء في البيان :” نحن ندرك أن أخلاقنا تتعارض مع أهداف مجموعات LGBTQ. كما نعترف بحقهم الدستوري في العيش في سلام وخالٍ من سوء المعاملة. ومع ذلك ، فإننا نؤكد على حقوقنا الدستورية التي وهبنا إياها الله في التمسك بمعتقداتنا الدينية والعيش بها وتعزيزها بأفضل طريقة دون الخوف من الانتقام القانوني أو التهميش المنهجي.
التعايش السلمي لا يستلزم الموافقة أو القبول أو التأكيد أو الترويج أو الاحتفال. نحن نرفض الاختيار الخاطئ بين الخضوع للضغوط الاجتماعية لتبني آراء مخالفة لمعتقداتنا أو مواجهة تهم لا أساس لها من الصحة .
إن مثل هذه الإنذارات القسرية تقوض احتمالات التعايش بسلام , ندعو صانعي السياسة إلى حماية حقنا الدستوري في ممارسة معتقداتنا الدينية بحرية ، دون خوف من المضايقات ، ومعارضة أي تشريع يسعى إلى خنق الحريات الدينية للمجتمعات الدينية. تماشياً مع ادعائنا بعدم التحيز ، نحن ملتزمون بالعمل مع الأفراد من جميع الانتماءات الدينية والسياسية لحماية الحق الدستوري للمجتمعات الدينية في العيش وفقًا لمعتقداتهم الدينية ودعم العدالة للجميع.
وجاء في ختام البيان:
لأولئك ( المسلمين ) الذين يعانون من الرغبات التي تقع خارج الحدود التي وضعها الله: اعلموا أنه حتى أكثر الصالحين يمكن أن يرتكبوا الذنوب وأن كل مسلم ، بغض النظر عن مدى خطيته ، لديه القدرة على طلب المغفرة .
و تعتبر ممارسة ضبط النفس ماردت لله أمرًا بطوليًا. تزداد مكافأته الروحية بشكل يتناسب مع مستوى النضال الذي ينطوي عليه الأمر.
هدفنا النهائي هو إعطاء الأولوية للإخلاص لله على رغباتنا وعدم التضحية بإيماننا. نسأل الله أن يمنحنا القوة اللازمة والالتزام الراسخ لنرتقي إلى مُثُلنا. نرجو أن نجد السلام الداخلي والرضا من خلال الخضوع بحب إلى الله و لكي يحتسبنا الله من المؤمنين وهذا أشرف الألقاب”.