الفاروق عمر رضي الله عنه هو وزير النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجرى الله الحق على لسانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كان محدثا بعدي لكان عمر”.
فهناك مواقف عديدة جمعت بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت أغلبها تؤكد علي الصلات القوية التي جمعت النبي وفاروق الأمة وكيف كان الأخير واحدا من مستشاري الرسول في المواقف والملمات التي جابهت الدعوة الإسلامية سواء في سنوات تثبيت أركان الدين أو خلال مرحلة نشأة الدولة الإسلامية وكلها مواقف تؤكد المنزلة العالية للخطاب في التاريخ الإسلامي .
حوار مثير:
وفي أحد الأيام التقي النبي مع الفاروق ودار حوار مثير بينهما سرده ابن الخطاب علي لسانه قائلا : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا بعض أصحابه، وأخذ رسول الله بيدي ومشى، يقول عمر: فوجدت نفسي أقول: والله يا رسول الله إني أحبك.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ‘ أكثر من ولدك يا عمر؟’ قلت: نعم، قال:’ أكثر من أهلك يا عمر؟ ‘ قلت نعم، قال: ‘ أكثر من مالك يا عمر؟’
فاروق الأمة تابع قائلا ، قال:’ أكثر من نفسك يا عمر؟’ قلت : لا، “لاحظ صدق الفاروق مع نفسه ومع النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يستطيع مجاملة النبي بالرد بالإيجاب”.
وهنا تدخل رسول الله قائلا: لا يا عمر، لا يكمل إيمانك حتى أكون أحب إليك من نفسك’ يقول عمر: فخرجت ففكرت ثم عدت أهتف بها: والله يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :’ الآن يا عمر الآن’. فقال عبد الله بن عمر: ماذا فعلت يا أبي لتعود بها؟
الفاروق رد علي ابنه قائلا: يا بني خرجت أسأل نفسي من أحتاج يوم القيامة أكثر، نفسي أم رسول الله ؟ فوجدت حاجتي إليه أكثر من حاجتي إلى نفسي، وتذكرت كيف كنت في الضلال وأنقذني الله به .
رقة وعطف نبوي:
تبادل الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أطراف الحديث مع والده فقال: يا أبت إن نسيت كل شيء عن رسول الله، فما هو الشيء الذي لا تنساه أبدا؟
قال عمر: إن نسيت ما نسيت فلا أنسى يوم ذهبت إليه أقول : ائذن لي أن اخرج إلى العمرة يا رسول الله، فقال لي: لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك ‘، فقال كلمة ما يسرّني أن لي بها الدنيا.