دخلت الشرطة العسكرية الروسية إلى “درعا البلد”، يوم أمس الأربعاء، للبدء في تنفيذ بنود الاتفاق المبرم مع لجنة درعا المركزية الذي تم التوصل إليه يوم الثلاثاء.
وقال مراسل “زمان الوصل” إن الضباط الروس دخلوا إلى المناطق المحاصرة برفقة الفيلق الخامس الموالي لروسيا، مشيرا إلى أنهم التقوا مع لجنة درعا المركزية ووجهاء المدينة في “حي الأربعين”، حيث جرى “تسوية” أوضاع 34 شابا هناك.
وأضاف أن رئيس اللجنة الأمنية في نظام الأسد اللواء “حسام لوقا” ورئيس فرع المن العسكري العميد “لؤي العلي” دخلا مع الوفد الروسي، مؤكدا أن الأخيرين حاولا كل جهدهما إفشال أي اتفاق يحقن دماء المدنيين خصوصا وأنهما يمثلان العقلية الإيرانية المتعطشة لسفك الدماء ونشر الخراب وإبقاء حالة الحرب مستمرة لضمان تواجدها على الأرض السورية.
ودخل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين اللجنة المركزية الممثلة لـ”درعا البلد” ومنطقتي “طريق السد” و”المخيم”، حيز التنفيذ صباح الأربعاء، والذي نص على “الوقف الفوري لإطلاق النار، ودخول دورية للشرطة العسكرية الروسية وتمركزها في درعا البلد، وفتح مركز لتسوية أوضاع المطلوبين وأسلحتهم، ومعاينة هويات المتواجدين في درعا البلد لنفي وجود الغرباء”.
كما نص على “نشر 4 نقاط أمنية، وفك الطوق عن محيط مدينة درعا، وإعادة عناصر مخفر الشرطة، والبدء بإدخال الخدمات، العمل على إطلاق سراح المعتقلين وبيان مصير المفقودين بعد مضي 5 أيام على تطبيق هذا الاتفاق”.
*الاتفاق نصر للمحاصرين
عدَّ ناشطون في درعا الاتفاق نصرا لأنه منع الميليشيات الإيرانية الطائفية من دخول المنطقة، ولم ينص على التهجير القسري إلى الشمال السوري، كما قضى على أي خطة للنظام بالانتقال إلى بقية المناطق الخارجة عن سيطرته في شطري المحافظة.
الصحفي “محمد العويد” اعتبر أن “ليال للانتصار قادمة مع فتح المعابر الإنسانية، وكشف مدى وحشية نظام الأسد وحجم الحصار والتدمير الذي خلفه بدرعا البلد ولم ينال من عزيمتها”.
وقال لـ”زمان الوصل” إنه “حين يخذل الشارع المحلي والحكومات العربية والضمير العالمي مدينة بحجم درعا البلد ويتركها للركوع فتقاوم فهي تنتصر، وحين يحضر وزير دفاع الأسد للمرة الثانية لا ليسجل انتصاره بل ليوقع مفاوضه الذي لم يعترف به أصلا ووصفه بالإرهاب والخارج عن القانون فهذا انتصار”.
وأكد أن “الأهم حين فرملت درعا مشروع الملالي عبورا وسيطرة وتهجيرا للناس فهو ايضا انتصار”، مشددا على أن “حقن دماء شبابنا، ووقف التهجير وبقاءهم في أرضهم وبيوتهم هو انتصار أيضا”.
وأضاف: “ثمة تفاصيل فيما أعلن عنه كاتفاق، ليست ذات قيمة كبيرة أمام ما سبق وتحقق، ويمكن قراءتها كجزء من فاتورة ثورة السوريين التي ما زالت تقدم حتى اليوم بحثا عن الخلاص، ووصولا لحلمهم بدولة تصون كرامتهم وتحفظ حقوقهم ويبدو أن المشوار ما زال طويلا”.
وتابع: “علينا أن نتذكر أن أبناء حوران كانوا يفاوضون ليس نظام الأسد لوحده بل من خلفه الايراني، والروسي اقرب حلفا للاسد بتهديده حينا وضغطه مرات”.
وكان “أبو علي المحاميد” أحد وجهاء درعا البلد وعضو اللجنة المركزية قال: “لقد استطعنا بفضل الله أن نصمد أمام قوات وجحافل من المليشيات التابعة لإيران والنظام كانت تريد دخول درعا البلد والسد والمخيمات والتنكيل بأهلنا. تحملنا من القصف ما لم نشهده خلال العشر سنوات الماضية صبرنا على الحصار ما يزيد عن شهرين”.
وأضاف: “لكن الله كان معنا ولقد منعنا هذه المليشيات الطائفية المشحونة بالحقد الطائفي وأفشلنا خطة إيران بسيطرة على درعا. ولقد توصلنا إلى اتفاق يحفظ كرامتنا ويحقن دم شبابنا نحن مواطنون سوريون نعيش في سوريا وضمن الدولة السورية ونتعامل مع مؤسسات الدولة رغم اختلافنا السياسي مع النظام. وهذا لا يمنع أن نتعامل مع مؤسسات الدولة”.
وأكد على أن أهالي درعا ينبذون الإرهاب بكل أشكاله وأن “سوريا هي وطننا ولن نتخلى عنها وسندافع عنها لان الأوطان باقية”، مشددا على أن “الأنظمة زائلة مهما طال الزمن أو قصر”.
وختم بالقول: “نرجو من أهلنا في كافة المناطق السورية وفي بلاد اللجوء أن يلتمسوا لنا العذر فيما توصلنا إليه من اتفاق حتى لو كان لا يلبي مطالبنا كاملة ولن تتغير مواقفنا من الثورة السورية التي قدمنا فيها الدماء والأرواح حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة”.