*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا
نشرت جريدة وندسور ستار “WINDSOR STAR” مقالا يتحدث عن تزايد عدد الناطقين باللغة العربية و باللغات الآسيوية و بخلاف معظم المقالات حاز هذا المقال على تفاعل كبير حصد مئات التعليقات.
و جاء في المقال و نقلا عن الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الإقليمية في Windsor-Essex ، راكيش نايدو الذي قال أن النمو السريع لأولئك الذين يتحدثون لغات جنوب آسيا واللغة العربية كلغتهم الأولى يخلق تنوعًا يثري المنطقة ، ليس فقط ثقافيًا ولكن أيضا إقتصاديا.
ووفقًا لتعداد عام 2021 ، كانت هناك زيادة بنسبة 73 في المائة في عدد الأشخاص الذين يتحدثون لغة من جنوب آسيا مثل البنجابية أو الهندية كلغة أولى في منطقة وندسور ، وزيادة بنسبة 23 في المائة في إدراج اللغة العربية على أنها لغتهم الأولى ( لغتهم الأم) .
ووفقا للتقرير زاد عدد الناطقين بلغات جنوب آسيا من 8،145 في عام 2016 إلى 14،185 في عام 2021 بينما زاد عدد الناطقين باللغة العربية لـ 18،150 مقارنة بـ 14،435 قبل خمس سنوات.
المقال بحد ذاته و إن كان يتحدث بإيجابية عن هذه الزيادة إلا أنه من خلال متابعتنا للتعليقات وجدنا تزايدا ملحوظا في عدد التعليقات التي توصف بأنها عنصرية و إليكم بعضها :
نيك ويلسون
يبدو الأمر منطقيًا مع الزيادة الكبيرة في حوادث السير
روب باب
لقد غادرت وندسور أفضل شيء فعلته على الإطلاق
فيرينك تشو
حقا ! من كان يظن أن تدفق المهاجرين سيؤدي إلى زيادة المتحدثين بلغات متعددة.
كيفن غراندي
والآن ترودو ( رئيس الوزراء ) يشكو وينزعج من اختفاء اللغة الفرنسية ، هذا ذنبه ، لقد سمح للناس بالقدوم ويقولون أنه من الصعب التحدث باللغة الإنجليزية ، في دول الأخرى إما تتعلم لغة البلد أو تغادرها . و في حال انتقلت إلى بلد آخر أتوقع منهم أن يخبروني أنه يجب عليك تعلم اللغة وإلا ستواجه مشاكل.
لورا درو
هذا يحدث بشكل يومي إما أن تتسامح و تتعايش معه أو تبغضه وتغادر أو تبني حاجزا لوقفه ، يمكنني المراهنة أنه سيزداد سوءًا.
آرون مون
لأنهم يأتون إلى هنا من تورنتو هذا ليس سيئًا ولكن يتم الاستيلاء علينا ببطء
هذه عينة من التعليقات التي رصدتها جريدة الفرقان و هناك أيضا تعليقات تناول جزء منها الخوف من أن الزيادة في عدد المهاجرين سيؤدي إلى تغيير ثقافة البلد بالطريقة الديمقراطية ، و في تعليق آخر جادل فيه أحد العنصرين أن الإمرأة الكندية ستكون أول المتضررين من هذه الزيادة حيث أنه و بحسب وصفه فإن القادمين الجدد سيقوضون حريتها كما يفعلون في بلدانهم الأم !
و رغم تزايد الناطقين بالعنصرية إلا أنه كان هناك عدد كبير من التعليقات التي رفضت بل وواجهت هؤلاء العنصرين كما كان هناك تعليقات رحبت بهذه الزيادة السكانية و منها من تحدث عن تجربتهم الإيجابيه مع المتحدثين بالعربية !
في الخلاصة إنه أمر مقلق أن نرى تزايد العنصرية خاصة مع الأحداث التي واجهتها الجالية المسلمة و العربية في السنوات الماضية ، و لكي نكون منصفين فهناك ثلاثة أسباب رئيسية تدفع مثل هؤلاء إلى التفوه بهذه السفاهة.
أولا أن يكون هذا العنصري متأثرا بالوضع الإقتصادي الصعب الذي تعيشه كندا و بالتالي يعتبر أن المهاجرين الجدد بشكل عام يشكلون عبئا إضافيا على الإقتصاد الأمر الذي يؤدي إلى تراجع معدل الرفاهية.
ثانيا أن يكون هذا العنصري متأثرا بالبروباغندا الإعلامية التي دأبت مثل هذه الوسائل الإعلامية على نشرها منذ سنوات لتشويه صورة العرب و المسلمين.
ثالثا أن يكون لهذا العنصري تجربة سيئة مع أحد أبناء الجالية العربية أو مع المهاجرين بشكل عام .
و هنا يأتي واجبنا كأفراد و جمعيات و منظمات بضرورة الإنخراط أكثر في المجتمع الكندي و بإيجابية ، و أن يكون كل واحد منا مثالا للأخلاق العالية في تعاملنا مع محيطنا الكندي و خاصة أصحاب المهن و هذه أفضل طريقة لمواجه العنصريين.
رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here