قام رئيس الوزراء جاستن ترودو برحلة مفاجئة إلى أوكرانيا يوم أمس الأحد وسط الغزو الروسي المستمر، حيث التقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإظهار دعم كندا للبلاد وشعبها.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي، قال ترودو إن كندا ستقدم المزيد من المساعدة العسكرية أوكرانيا في شكل كاميرات الطائرات بدون طيار وصور الأقمار الصناعية والأسلحة الصغيرة والذخيرة وتمويل عمليات إزالة الألغام الأرضية.
كما أعلن رئيس الوزراء عن مزيد من العقوبات على 40 فردا روسيا وخمسة كيانات ، علاوة على ذلك، تقدم كندا 25 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي من أجل الأمن الغذائي في أوكرانيا وإلغاء التعريفات التجارية لجميع الواردات الأوكرانية إلى كندا، حسبما أعلن ترودو.
كما سيكون هناك أيضا تمويل جديد للمنظمات في أوكرانيا التي تدعم حقوق المرأة والمجتمع المدني وحقوق الإنسان ، ورافق ترودو في هذه الزيارة نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند ووزيرة الخارجية ميلاني جولي، حيث وصلا إلى أوكرانيا صباح الأحد، وبدأت جولتهما حول الدمار الذي لحق بضاحية كييف في إيربين، والتي تعرضت لقصف شديد قبل انسحاب القوات الروسية.
كما أعلن ترودو عن إعادة فتح السفارة الكندية في كييف، و بمناسبة إعادة الافتتاح، فقد شارك في حفل رفع العلم الكندي في السفارة إلى جانب فريلاند وجولي والسفيرة الكندية في أوكرانيا لاريسا جالادزا.
مقاتل كندي يصف الحرب بالجحيم !
عاش جندي كندي سابق “تطوّع” للقتال في أوكرانيا خلال 60 يوما على جبهة الحرب ما لم يعشه طيلة خدمته في الجيش الكندي.
و قال الجندي الكندي المعروف بالاسم الحركي (الظل) : “في كل يوم هناك ضحايا، في كل يوم تُزهق أرواح أحبة لك وأصدقاء”.
وقد أمضى المحارب الكندي من مدينة شيربروك في جنوب مقاطعة كيبيك الشهرين الماضيين في أوكرانيا في الصفوف الأمامية على الجبهات يقاتل ضد الغزو الروسي.
هذا الجندي الذي عرّض حياته للخطر أكثر من مرّة، وكان ينجو في كل مرة من الموت، قرر عدم العودة إلى الجبهة وخط النار, يروي (الظل) أنه قبل عشرة أيام ، تجنب الموت بصعوبة مرة أخرى. إلى جانب صديقه والي، القناص الكندي الذي تطوع أيضًا في أوكرانيا.
كان بمهمة مع صديقه والي بالإضافة إلى جنديين أوكرانيين آخرين وقد تم تكليفهم بتعقب دبابة روسية في منطقة دونباس في شرق البلاد , اعتقد المحاربون الأربعة أنه لم يتم رصدهم من قبل الجيش الروسي، ولكن ما هي إلا لحظات حتى بدأت دبابة روسية وبشكل مفاجىء بإطلاق النار باتجاههم.
سقطت القذيفة بين الجنديين الأوكرانيين اللذين كانا يدخنان في الخارج، وقد دفعت قوة الانفجار بالمحارب الكندي إلى داخل الخندق من دون أن يصاب بأذى، في حين مات الجنديان الأوكرانيان , كان على بعد بضعة أمتار مني، كان لا يزال يتنفس. نظرنا إلى بعضنا البعض وشاهدته يلفظ أنفاسه الأخيرة. لقد مات اثنان من أصدقائي أمام عينّي.
لم يكن أمام ’’الظلّ‘‘ وصديقه ’’والي‘‘ القناص، وهما غير مجّهزين تماما في مواجهة الأعداد الكبيرة من الجنود الروس، إلا أن لاذا بالفرار على وقع نيران الجيش الروسي على رؤوسهم , و قال ’’الظلّ‘‘ :” كانت آخر عملية لي على الجبهة الشرقية. لا أجد غير كلمة واحدة توصف ما عشته: إنه الجحيم”.
و أردف :”يسقط القتلى كل يوم وترى أصدقائك يموتون، يوما بعد يوم. لدي أصدقاء من قدامى البحرية الأميركية، هؤلاء كانت مهمتهم في أغلب الأحيان الذهاب لانتشال جثث أصدقائهم الذين سقطوا في القتال، هذه هي الحياة على الجبهة”.
شادو ووالي هما من بين آلاف المتطوعين من سائر أنحاء العالم الذين لبوا دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمساعدة في صدِّ العدوان الروسي.
منذ وصوله قبل نحو شهرين إلى أوكرانيا، شاهد الجندي الكندي غدر الحرب، وكيف يمكن أن تصبح كل لحظة صغيرة عادية مميتة فجأة.
’’الظلّ‘‘ لم يختبر الحرب خلال السنوات التي قضاها في صفوف القوات المسلحة الكندية، ليخوض في أوكرانيا أولى المعارك القتالية على الجبهة في حياته. كانت أول مهمة له في إيربين، بالقرب من كييف، وتولى مساعدة صديقه والي وحمل الذخيرة له.
يضيف ’’الظلّ‘‘ بأن الروس سرعان ما شنوا الهجوم عليهما وقصفوا المبنى الذي كانا يحتميان فيه.
:”أطلقت المدفعية الروسية نيرانها باتجاه المبنى الذي كنا بداخله، لكنها أخطأتنا ببضعة أمتار. بعد ذلك، بدأ الروس في إطلاق النار بأسلحة أخف، وخرجنا من مخابئنا وكانت معركة ضخمة بالنيران”.
ويتابع المقاتل الكندي في نقل تفاصيل الأحداث :”لقد كانت المرة الأولي لي، كان الروس على بعد حوالي 50 مترًا منا، وكان هناك رصاص يتطاير في كل مكان، في كل مكان. لم نستطع فعل أي شيء، كانوا يحاولون محاصرتنا”.
إلى أن ألقى جندي أوكراني في النهاية قنبلة يدوية، مما أعطى فريق ’’الظلّ‘‘ وقتًا للفرار. :”هذا الرجل أنقذ حياتنا”.
بعد العديد من التجارب التي عرّضت حياته للخطر، قرر الجندي الكندي عدم العودة إلى الجبهة. لكنه يقول إنه لا يمكنه مغادرة أوكرانيا وترك شعبها، لذا قرر ’’الظلّ‘‘ أن يبقى في مدينة لفيف ويشارك في المساعدة الانسانية.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : ضغوط لإعادة فرض إلزامية إرتداء الكمامات في أونتاريو !