تعهد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، يوم أمس الثلاثاء، بمعاقبة “النظام المتعطش للدماء” في إيران، بعد يوم واحد من فرض الحكومة الفيدرالية عقوبات بعد وفاة مهسا أميني.
وقال ترودو في مؤتمر صحفي في نوفا سكوشيا، إن الحكومة الكندية ستحاسب إيران، ليس فقط على وفاة أميني التي أثارت غضبا عالميا، ولكن لعائلات ضحايا رحلة الطيران PS752 التي سقطت في يناير 2020.
وأضاف: “على مدى الألف يوم الماضية، كنا معهم في إدانة إسقاط إيران القاسي والمروع لطائرة ركاب مدنية” وقال : “تواصل إيران رفض قبول أي مسؤولية عن إسقاط PS752″.
وسقطت الرحلة PS752 في 8 يناير 2020 بعد إقلاعها من طهران بصاروخ، وكان على متنها 55 كنديا و30 من المقيمين الدائمين من بين الضحايا البالغ عددهم 176 شخصا.
وتابع ترودو :”يتعرض شعب إيران للقمع المستمر.. يعد هذا انتهاكا لحقوق الإنسان وقتلا ليس فقط النساء مثل مهسا أميني ولكن أيضا الطلاب والشباب والنساء الإيرانيات الذين يحتجون بشجاعة ضد هذا النظام الوحشي والمتعطش للدماء , و أردف : “النظام الذي أصبح غير شرعي بشكل متزايد في نظر الناس في جميع أنحاء العالم، وليس فقط الكنديين”.
تجدر الإشارة إلى أن مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، توفيت الشهر الماضي، أثناء احتجازها بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق الإيرانية في عاصمة البلاد طهران، بدعوى عدم الالتزام بقواعد الحجاب في البلاد , وبينما تقول الشرطة أن مهسا أميني أصيبت بنوبة قلبية ولم تتعرض لسوء المعاملة، شككت عائلتها في هذه الرواية.
كما قالت وزيرة الخارجية، ميلاني جولي، إن كندا ستعلن المزيد من العقوبات قريبا، قائلة إن الهدف هو ممارسة “أقصى ضغط على النظام الإيراني”.
كما قال ترودو : “الجالية الإيرانية والناس في جميع أنحاء العالم، يواصلون برعب مشاهدة ما يفعله هذا النظام لمواطنيه والطلاب والنساء المدافعات عن حقوقهن”.
وتابع: “مثل الكثيرين منكم، شعرت بالرعب بعد رؤية بعض مقاطع الفيديو من إيران في عطلة نهاية الأسبوع، لكنني أيضا تأثرت بعمق بشجاعة الأشخاص الذين يقفون ضد نظام وحشي من أجل مستقبل أفضل.. أستطيع أن أخبركم أن ، الكنديين وهذه الحكومة وجميع الأحزاب السياسية يقفون إلى جانب الشعب الإيراني ونحن ندافع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان في إيران وحول العالم”.
هذا و كشفت الحكومة الفدرالية أمس الأول عن قائمة تضم 9 كيانات و25 مسؤولاً إيرانياً مستهدفين حديثاً بالعقوبات الكندية , وفي هذا الإطار أعلنت وزيرة الخارجية ميلاني جولي عن تجميد أصولٍ في كندا عائدة لمسؤولين إيرانيين يقومون ’’بدور رئيسي في تنفيذ الإجراءات القمعية‘‘ و’’انتهاك حقوق الإنسان‘‘ في إيران ومنع هؤلاء من دخول الأراضي الكندية.
وتشمل القائمة قادة مهمين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، محمد حسين باقري , كما تضمّ القائمة كلاً من القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، حسين سلامي، وقائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة، اسماعيل قاآني، ووزير الاستخبارات، اسماعيل الخطيب.
كما أضافت الحكومة الكندية إلى قائمة الشخصيات والكيانات الإيرانية الخاضعة للعقوبات رئيسَ شرطة الأخلاق، محمد رستمي تشيشمة غاتشي، وسكرتير مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محمد صالح هاشمي كلبايكاني.
ومن بين الكيانات المستهدفة شرطة الأخلاق وسجن إيفين، شمال غرب العاصمة طهران، حيث يُحتجز السجناء السياسيون وتريد كندا، من خلال هذه العقوبات، الضغط على النظام الإيراني وإدانة ’’الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان‘‘ التي يرتكبها و’’ازدرائه الصارخ لأرواح البشر‘‘.
ومنذ وفاة مهسا أميني في 16 أيلول (سبتمبر) تهزّ إيران موجةٌ من الاحتجاجات تُواجَه بقمع دموي من قبل النظام الحاكم.
وسقط 92 قتيلاًَ على الأقل في التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت في أعقاب وفاتها، حسب المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان الواقع مقرّها في العاصمة النرويجية أوسلو، فيما تقول السلطات الإيرانية إنّ نحو 60 قتيلاً سقطوا في الاحتجاجات، من بينهم 12 عنصراً في قوات الأمن.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : هام : غداً يبدأ التصويت المبكر في وندسور وإليكم كيفية الإقتراع !