قال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إنّ الصين تمارس ’’ألعاباً عدوانية‘‘ بحق الديمقراطيات والمؤسسات الكندية , وجاء كلام رئيس الحكومة الفدرالية أمس بعد نشر شبكة ’’غلوبال نيوز‘‘ الكندية تقريراً يتحدث عن تدخل أجنبي خلال انتخابات جرت في كندا.
وتحدثت هذه الشبكة الإخبارية الخاصة عن تمويل ’’شبكة سرية‘‘ من المرشحين في انتخابات جرت مؤخراً , كما أنّ كلام ترودو يأتي أيضاً بعد أيام من إعلان السلطات الكندية فتح تحقيق حول مراكز غير قانونية للشرطة الصينية في منطقة تورونتو الكبرى، أكبر تجمع حضري في كندا.
و قال رئيس الحكومة الليبرالية لوسائل الإعلام :” لقد اتخذنا إجراءات مهمة لتعزيز نزاهة عملياتنا الانتخابية وأنظمتنا” ، “سنواصل الاستثمار في مجال مكافحة التدخل الأجنبي في ديمقراطياتنا ومؤسساتنا‘‘.
و جاء ردّ بكين عن طريق جاو ليجيان، أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الصينية، بالقول إنّ ’’العلاقات بين الدول لا يمكن أن تُبنى إلّا على أساس الاحترام المتبادَل والمساواة والمنفعة المتبادَلة‘‘ وإنّ ’’العلاقات الصينية الكندية ليست استثناءً‘‘ ، و أضاف : ’’يجب أن تتوقف كندا عن قول كلام يضرّ بالعلاقات الصينية الكندية. الصين ليست مهتمة بشؤون كندا الداخلية‘‘.
يُذكر أنّ الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) أعلنت في تشرين الأول (أكتوبر) فتح تحقيق بشأن تقارير محتملة عن أنشطة غير قانونية ’’تتعلق بمراكز شرطة مزعومة‘‘ تشرف عليها الصين.
وكانت منظمة ’’المدافعون عن الإجراءات الوقائية‘‘ (Safeguard Defenders)، التي تنشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها العاصمة الإسبانية مدريد، قد كشفت الشهر الماضي عن وجود 54 مركز شرطة مماثلاً حول العالم، ثلاثة منها في منطقة تورونتو الكبرى.
من جهتها، نفت الصين هذه المعلومات أيضاً ووصفتها بأنها ’’كاذبة تماماً‘‘، وقالت إنّ تلك المراكز تقدّم، ببساطة، خدمات، مثل تجديد رخصة القيادة، للمواطنين الصينيين المقيمين في الخارج.
هذا و دعا حزب المحافظين الكندي الحكومة إلى وضع “خطة قوية” لمواجهة التدخل الصيني في كندا، في أعقاب تقرير جلوبال نيوز الذي حذر فيه مسؤولو المخابرات الكندية من نشاط سري من قبل بكين خلال الحملة الانتخابية لعام 2019.
وذكرت جلوبال نيوز أن مسؤولي المخابرات الكندية حذروا رئيس الوزراء جاستن ترودو من أن الصين تستهدف كندا بحملة واسعة من التدخل الأجنبي، بما في ذلك تمويل شبكة سرية من 11 مرشحا فيدراليا على الأقل خاضوا انتخابات عام 2019.
وكتب مايكل تشونغ، الناقد للشؤون الخارجية من حزب المحافظين : “مضى وقت طويل على أن تتقدم حكومة ترودو بخطة قوية لمواجهة عمليات التدخل الأجنبي لبكين هنا على الأراضي الكندية”.
وبحسب التقرير، فإن رئيس الوزراء والعديد من أعضاء مجلس الوزراء تلقوا سلسلة من الإحاطات والمذكرات لأول مرة في يناير، وتضمنت أمثلة مفصلة أخرى لجهود بكين لتعزيز نفوذها، وتخريب العملية الديمقراطية في كندا.
واستنادا إلى المعلومات الحديثة من جهاز الاستخبارات الأمني الكندي (CSIS)، يزعم أن هذه الجهود تنطوي على مدفوعات من خلال وسطاء لمرشحين ينتمون إلى الحزب الشيوعي الصيني (CCP)، ووضع عملاء في مكاتب النواب من أجل التأثير على السياسة، وشن حملات عدوانية لمعاقبة السياسيين الكنديين الذين تعتبرهم جمهورية الصين الشعبية (PRC) تهديدا لمصالحها.
وذكر CSIS: “الحزب الشيوعي الصيني يستخدم جميع عناصر سلطة الدولة للقيام بأنشطة تشكل تهديدا مباشرا لأمننا القومي وسيادتنا”.
وكتب تشونغ في بيانه: “من الواضح أن بكين نشرت معلومات مضللة في حملة الانتخابات الفيدرالية لعام 2021 من خلال وكلاء لها أثرت سلبا على حملات المحافظين في العديد من التجمعات”.
وتابع: “من الواضح أيضا في لوائح الاتهام التي كشف عنها في محكمة أمريكية أن عملاء بكين يعملون هنا على الأراضي الكندية، ويجبرون الناس على العودة إلى جمهورية الصين الشعبية من خلال تهديد أسرهم في الصين”.
وأضاف تشونغ: “في الآونة الأخيرة، كشفت التقارير عن وجود ثلاثة مراكز شرطة غير شرعية تابعة للصين تعمل في تورنتو والمناطق المحيطة بها” ، كما أكد أن أكبر ضحية لهذه التكتيكات هي الجالية الصينية.
وذكر: “لم تطرد الحكومة أي شخص بسبب عمليات التدخل هذه في كندا، ولم توجه أي اتهامات جنائية لأي شخص، ويجب على حكومة ترودو أن تفعل المزيد لحماية المجتمع الصيني من تهديدات جمهورية الصين الشعبية، ولحماية الديمقراطية الكندية”.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : بعد تحذير الخبراء أونتاريو تعتزم إستخدام “الحزام الأخضر” لمواجهة أزمة الإسكان !