في الوقت الذي تشهد فيه مختلف المحافظات السورية ضمن مناطق نفوذ النظام أوضاعاً معيشية كارثية وفقرا مدقعا، تتواصل الحركة التجارية بين الإيرانيين والميليشيات التابعة لطهران في العراق.
يأتي هذا في وقت تستمر إيران العمل على ترسيخ وجودها داخل الأراضي السورية.
وتشهد المعابر الشرعية وغير الشرعية بين سوريا والعراق غرب الفرات دخول وخروج شاحنات محملة بخضار وفاكهة وسلع تجارية أخرى بشكل يومي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تعمل الميليشيات الإيرانية على استغلال هذه الحركة التجارية بكثير من الأحيان لإدخال شحنات أسلحة إلى مناطقها ضمن شاحنات الخضار والفاكهة.
حملة أمنية
يذكر أن المرصد كان أفاد الثلاثاء بأن أجهزة النظام الأمنية تواصل حملتها الأمنية في المدن الرئيسية وهي البوكمال والميادين وريفهما والمستمرة منذ 10 أيام، بغية سوق الشبان إلى “الخدمة الإلزامية”، حيث تقوم بنصب حواجز مؤقتة “طيارة” وتنفيذ مداهمات واعتقالات.
إلى ذلك اعتقلت أجهزة النظام الأمنية نحو 105 شبان خلال الأيام هذه.
ويحاول الشبان التواري عن الأنظار للتخلف عن “الخدمة الإلزامية” فيما قالت مصادر إن هدف هذه الحملة الرئيسي هو تحويل بوصلة الشبان ودفعهم للانخراط ضمن الميليشيات الموالية لإيران.
نحو 15 ألف مقاتل
يشار إلى أن الضفة الغربية لنهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق تُعد أبرز مناطق نفوذ إيران والميليشيات الموالية لها في سوريا، بينها ميليشيات عراقية.
كما يتركز تواجد الميليشيات الموالية لإيران في ريف دير الزور على الضفة الغربية من نهر الفرات. ويقدر المرصد وجود نحو 15 ألف مقاتل من الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في دير الزور وتحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية ودير الزور مروراً بالميادين.
الحرس الثوري وميليشيات عراقية
إلى ذلك ينتشر آلاف العناصر والمستشارين العسكريين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، لكن طهران تتحدث فقط عن مستشارين يعاونون قوات النظام السوري.
وتقاتل ميليشيات عراقية إلى جانب قوات النظام السوري بطلب إيراني. وينتشر هؤلاء اليوم بشكل رئيسي على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا منذ انتهاء العمليات ضد تنظيم “داعش” في العراق ثم سوريا. ويتخذون من مدينة البوكمال مقراً.
ومنذ انتشارها في منطقة دير الزور، أنشأت قوات النظام الإيراني والميليشيات الموالية لها مواقع وثكنات عسكرية. وعلى مر السنوات، تعرضت شاحنات كانت تقل أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك الميليشيات إلى ضربات جوية، خصوصاً في المنطقة الممتدة بين الميادين والبوكمال.