*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا
1- مئة إصدار في مئة شهر خلال أكثر من ثماني سنوات وجريدة الفرقان تواصل رسالتها الإعلامية، عربية الأصل إسلامية النشأة كندية الانتماء. عرفتها يوم أعلنت براءتها من تهمة باطلة، بقرار قضائي مبرم. وشاركت فيها بمقالات شهرية بلغت 63 مقالاً في موضوعات تربوية ودينية واجتماعية وسياسية. وسوف أبقى مشاركاً لها في رسالتها الإعلامية التي تحملها بصدق واقتدار ومهنية واحتراف وتلك رسالة الإعلام.
2- كانت الجريدة وما تزال منبراً حراً شجاعاً لطرح القضايا الكندية والعربية والإسلامية والعالمية والإنسانية. وكانت الوحدة الوطنية في المجتمع الكندي متعدد الثقافات على رأس اهتماماتها، فقد حرصت على شجب التمييز العنصري، ودعت إلى إقامة العدالة والتنمية وحقوق الإنسان، واهتمت بشؤون المرأة والشيخ الكبير والطفل الصغير، وعملت على توعية الناخبين في اختيار ممثليهم في المؤسسات البرلمانية في كل دورة انتخابية، وكان لها دور في إصلاح المؤسسات التعليمية والثقافية، فكانت في جميع مساهماتها صوت الحق وعين الصواب.
3- في حديث مودة عن المقال والكتاب قال لي صديق: أراك تلتزم كتابة المقال، ألم يخطر ببالك أن تؤلف لنا كتاباً نقرأه؟ قلت للصديق: إن عصر السرعة لم يترك لنا وقتاً لكتاب نطالعه، فقد انصرف الناس عن زيارة المكتبات وقراءة الكتب، وتعددت الكتب في الموضوع الواحد، فتوجه طلاب المعرفة إلى تناولها من وسائل الإعلام في شريط مسجل أو حديث متلفز أو محاضرة في محفل أو مقال في جريدة، حتى أن بعض المؤلفين عمدوا إلى طرح كتبهم في مقالات حتى لا تبقى حبيسة الرفوف. فالكتاب مستودع النظرية وحين تطرح النظرية في مقالات تكون أكثر صلة بالواقع، تأخذ منه وتعطيه، فإذا اكتملت في مقالات فإنها تكون أصدق حديثاً وأيسر فهماً. ولقد أنزل القرآن الكريم على نبينا محمد (ص) نجوماً متفرقة تبعاً لأسباب النزول خلال عشرين سنة.
4- بقي لي كلام عن الصورة المرافقة للمقالات صورة ابن الأربعين لكاتب في الثمانين، يحسبها الناظر لرجل آخر يحمل الاسم نفسه، أقول: إنها صورة قدمتها للجريدة يوم بدأت الكتابة فيها، لم أجد لدي غيرها ولم تطلب الجريدة صورة غيرها، ولم أقدم لها صورة جديدة فأنا لا أهتم بالصور فلا يخطر في بال أحد أنى أفر من شيخوختي، فأنا أحبها كما أحببت شبابي أتمثل بقول الشاعر: خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا….. لفارقت شيبي موجع القلب باكيا.
5- إنني إذ أشكر جريدة الفرقان والعاملين فيها على جهودهم وأشكر قراءها على اختيارهم. أدعوا لكل من الفريقين بخير، ولا يفوتني أن أوجه الدعوة إلى إخواننا الناطقين باللغة العربية مسلمين ومسيحيين ليسهموا في دعم الجريدة ماديا ومعنويا، فذلك منهم تأكيد لوجودهم. ولتكن لنا أسوة بمغتربين لبنانيين، كي يثبتوا وجودهم أشادوا باللغة العربية، منهم جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة ومي زيادة، كما أشادوا بالحضارة الإسلامية منهم رياض المعلوف وإلياس فرحات وإلياس قنصل ورشيد سليم الخوري الشاعر القروي شاعر الهلال والصليب وهو القائل:
يا قوم هذا مسيحي يذكركم …. لا ينهض الشرق إلا حبنا الأخوي
فإن ذكرتم رسول الله مكرمة…. فبلغوه سلام الشاعر القروي
رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here