سجلت المدينة الملكة تورنتو في مقاطعة اونتاريو في وسط البلاد الصيف الماضي أرقاما قياسية في أعداد حوادث إطلاق النار وهي على ما يبدو كسرت حتى تاريخ اليوم هذا الرقم القياسي وتخطته على الرغم من وجود جائحة كوفيد-19 وقوانين الحجر السارية المفعول في أرجاء المدينة.
وأفادت شرطة مدينة تورنتو بأن عدد حوادث إطلاق النار فاق بنسبة 18% العدد الذي شهدته البلاد في مثل هذا التاريخ من العام الماضي.
ويتكرر الأمر ذاته في كل صيف في مدينة تورنتو ولا تشكل هذه السنة أي استثناء.
وقد أحصت الشرطة 6 حوادث إطلاق نار في المدينة خلال يومي 10 و11 تموز/يوليو الماضي وقد أسفرت إحدى الحوادث عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين بجروح.
يروي الناشط لويس مارش مؤسس حركة Zero Gun Violence، أي لا للعنف المسلح، بأن العنف المسلّح يصل إلى المزيد والمزيد من الناس، إلى أبعد من “الأحياء الساخنة” على حدِّ تعبيره مشيرا إلى أنه لا يرى ما يشير إلى إمكانية تراجع ذلك.
وتشير تقارير شرطة تورنتو إلى أنه منذ بداية هذه السنة وحتى تاريخ 12 تموز/يوليو الماضي سُجلت في مدينة تورنتو 234 حادثة إطلاق نار أسفرت عن مقتل 24 شخصا وإصابة 83 آخرين بجروح.
ويعرب الناشط الكندي عن دهشته من “عدم استجابة قادتنا السياسيين وعدم قدرتهم على إيجاد الحلول” على حد تعبيره، “ليس فقط للتعرّف على المشكلة ولكن لتوقعها”.
تجدر الإشارة إلى أنه قد يتبادر إلى الأذهان أن تدابير الحجر بسبب جائحة كوفيد-19 كان من شأنها أن تساهم في تباطؤ معين في الجرائم مثل حوادث إطلاق النار ويقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة تورنتو يوليوس هاج في هذا الإطار لمذياع هيئة الإذاعة الكندية:
“لا نعرف الكثير بعد عن آثار هذا الوباء على اتجاهات الجريمة، ولعل ما هو مؤكد هو أن المشاكل الاجتماعية والهيكلية الموجودة في تورنتو والتي تساهم في ارتفاع العنف المسلّح لم يتم تخفيفها أو حتى معالجتها خلال هذه الجائحة”.
من جهته ينعي مارسيل ويلسون وهو رجل عصابات سابق خضع للتقويم والإصلاح، إغلاق الخدمات الحيوية للشباب بسبب الجائحة ووقف برامج المساعدة للتعليم والعمل والإسكان.
وكان أسس ويلسون منذ عامين حركة One By One من أجل مساعدة الشباب على الخروج من دوامة الجريمة وهو يقول إنه في أوقات الحجر من المستحيل تعزيز منهجه الذي يقوم على اللقاءات المباشرة والزيارات في المنازل كما يصعب إقناع الشباب بتسجيل الدخول إلى اجتماعات Zoom عبر الانترنت.
“لم يُنظر إلى خدماتنا على أنها ضرورية خلال الجائحة وهو أمر غير مفهوم بالنسبة لي. كنا نعلم أنه من دون مدارس ومن دون مراكز استقبال خاطرنا بفقدان شبابنا الذين هم على شفير الهاوية” يقول ويلسون لهيئة الإذاعة الكندية.
تجدر الإشارة إلى أنه في هذا الوقت بدأ اللين في تدابير الصحة العامة مما يسمح بمحاولة مجموعات مثل حركة “وان باي وان” بإستعادة تدريجيا السيطرة على الأرض والتفاعل من جديد مع الشباب.
“إننا نحاول أن نكون مبدعين في ذهابنا إلى الأحياء المفروض عليها الحجر والتباعد الاجتماعي لدخولها بأقنعة وقفازات.” كما يقول مارسيل ويلسون الذي يؤكد أنه في زمن الوباء أو من دونه، لم يتغيّر الكثير في تورنتو منذ مواسم الصيف الأخيرة.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
إقرأ أيضا : آخر فصول الجريمة التي هزت كندا .. الشرطة تعثر على والد الضحيتين !