لم يكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مجرد إنسان لكنه بشر يوحي إليه وهذا الوحي جعله يتمسك بقوة علوية يستمد منها قوته وعلمه ويقينه ويبنى عليها قوله وعمله .
والملاحظ لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بما لا يدع مجالا للشك أن لم يكن يعيش لنفسه ولو اصلاح نفسه فقط فهذا يتعارض مع مفهوم الرسالة لكنه جاء لتعمير الكون وبناء الانسان بناء قويما وتغيبر نظرته الحياة.
يظهر هذا فى توجيهه للصحابة بتقويم سلوكهم وتأسيسهم على فهم العقيدة السليمة ومكارم اخلاق غربة رجالا لا يزال حتى أن وسيظلون مضرب المثل فى طيب الاخلاق وسماحة الطباع وغزارة العلم وحسن فهم نصوص الشرع وتطبيقها تطبيقا عمليا.
نماذج من تربيته:
كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: “يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»، وهذا نبينا يدخل عليه عبدالله بن عمر -رضى الله عنهما- وهو في بيت أخته -حفصة-، فيسأل من بالدار؟ فتقول: ابن عمر!! وأراد النبي -- أن يربيه على حب التعبد، وما زال غلامًا، وإليك القصة بأكملها؛ لترى كيف كانت التربية بالتحفيز والتشجيع والدَّفْع نحو الهمة العالية، بعكس كثير ممن يربون أبناءهم على همة سافلة في الثرى لا في الثريا -كما كان الكرام الأوائل-
فهذا سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، يحكي عن أبيه ابن عمر، فيقول: قال أبي: كان الرجل في حياة النبي ، إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله فتمنيت أن أرى رؤيا، فأقصها على رسول الله ، وكنت غلاما شابا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر فقال لي: لم ترع، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله فقال الرسول: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل» يقول سالم: «فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا»
ومن نماذج تربيته الفذة للأبناء على الخُلُق الفاضل ونبذ الخُلُق السيئ، ما ورد عن عبد الله بن عامر، أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطك، فقال لها رسول الله : “وما أردت أن تعطيه؟” قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله : “أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة”. {رواه أبو داود في سننه، وقال عنه الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب والترهيب: «حسن لغيره»} وذلك درس في تحفيز أولياء الأمور على الصدق الدائم مع الأبناء.