يواجه سكان مقاطعة أونتاريو أزمة إقتصادية كبيرة مدفوعة بالتضخم مما حد من قدرتهم على تحمل التكاليف المعيشية ، هذا و يظهر تقرير جديد إرتفاع بدل أيجار المنازل بشكل كبير .
ففي المدن الرئيسية مثل تورنتو باتت الأجور بالكاد تكفي لتسديد النفقات الشهرية الأساسية في ظل ارتفاع بدل الإيجار وارتفاع تكاليف المواد الغذائية .
هذا و أصدرت شركة Rent Panada تقريرها الشهري عن معدل الإيجارات الكندي لشهر أكتوبر 2022 وتفيد بأن المواطن العادي في تورنتو ينفق 118٪ من مدخوله على بدل الإيجار.
مما جعل السكان يبحثون عن حلول بديلة مثل رفقاء السكن ، أو فصل المنزل و تأجيره أو أن الأبناء و الأسرة بشكل عام يشاركون في تحمل التكاليف.
و تعتبر تورنتو ثاني أقل المدن التي يمكن تحمل تكاليفها حيث أن المواطن في مدينة فانكوفر ينفق 123٪ من مدخوله على بدل الإيجار.
لكن هذا الأمر لا يقف عند سكان المدن الكبرى فحتى الأشخاص الذين يعيشون خارج هذه المدن يشعرون بحرارة ارتفاع الإيجارات في المناطق التي كانت تعتبر أسعارها معقولة عبر التاريخ.
مثلا ينفق المواطنون من مدخولهم على بدل الإيجار في مدينة بيتربورو الآن 81٪ ، وبرانتفورد 80٪ ، ونياجرا وسانت كاثرين عند 79٪.
و بحسب “رينت باندا” فإن إرتفاع بدل الإيجار يرجع إلى إلى نقص المساكن ، بالإضافة إلى تخوف البعض من شراء المنازل في ظل إرتفاع سعر الفائدة و عدم اليقين في سوق الإسكان.
و بحسب التقرير فإذا كنت تتطلع إلى الانتقال إلى مدينة ميسورة التكلفة ، فإليك خمس مدن ذات أدنى معدل إيجار مقابل دخل الأفراد :
ثاندر باي 52٪
وندسور 54٪
سودبيري 55٪
سارنيا 57٪
سولت سانت ماري / لندن 61٪
خمس مدن ذات أدنى معدل إيجار مقابل دخل العائلات ( أي أن هذه نسبة ما تنفقه العائلة مجتمعة من دخلها على بدل الإيجار )
سولت سانت ماري / ثاندر باي 31٪
سودبيري / أوتاوا 36٪
وندسور 37٪
سارنيا 39٪
كينغستون ، 40٪
اللاجئون أكبر المتضررين
كشف العديد من اللاجئين عن مواجهة صعوبات كبيرة في إيجاد إيجار مناسب لإمكانياتهم حيث يطلب الملاك دفعة مسبقة لشهور.
وتقول اللاجئة الأوكرانيا جالينا دوريسفت أنها أمضت شهورا في البحث عن شقة مناسبة للإيجار في تورونتو الكبرى، حيث طلب منها أصحاب العقارات إيجارا مقدم يصل إلى 6 أشهر، وهي ممارسة محظورة بموجب قواعد المقاطعة.
و قالت دوريسفت البالغة من العمر 45 سنة ، في مقابلة: “لقد شعرت بالإحباط، سألوني عن دفعة مسبقة لمدة ستة أشهر… لقد أتيت بدون نقود”.
ووصلت دوريسفت إلى كندا مع ابنها البالغ من العمر 15 عاما في مارس، وأكدت إنها كانت تعاني كثيرا في التأقلم، حيث قالت: “أنا فقط أتقدم بطلب ولا أحد يختارني، أنا لا أبحث عن إيجار مجاني … سأدفع.”
وفي هذا الصدد، تقول منظمات إعادة التوطين إن عددا من الوافدين الجدد و بخاصة الأوكرانيين في أونتاريو غير قادرين على العثور على شقق لأن بعض أصحاب العقارات يطالبون بدفع إيجار مقدم يتراوح بين ستة أشهر وسنة واحدة ، وهي ممارسة محظورة بموجب قانون الإيجارات السكنية.
وقالت نادية جريليوك ، المديرة التنفيذية لرابطة الكنديين الأوكرانيين ، إن الوافدين الجدد يتعرضون للخطر لأنهم يبحثون عن شقق بدون تاريخ ائتماني وغالبا ما يكونون بدون عمل عند وصولهم.
و كان الوافدون الأوكرانيون الجدد يصلون بموجب برنامج فيدرالي خاص يسمح لهم بالعمل أو الدراسة في كندا لمدة ثلاث سنوات.
ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن بعض الذين لا يستطيعون العثور على شقق خلال فترة الإقامة الفندقية لمدة أسبوعين المقدمة لهم عند وصولهم يضطرون إلى العثور على سكن مؤقت ، بل وينتهي بهم الأمر في الملاجئ ومنهم من عاد إلى أوكرانيا.
وقالت جالينا دوريسفت إنها عثرت مؤخرا على شقة بغرفة نوم واحدة لنفسها دون الحاجة إلى إيداع مبلغ ضخم وتخطط للانتقال إليها في يناير.
من جهته، قال ريمي لاريفير ، المتحدث باسم دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية ، إن الحكومة الفيدرالية تبذل كل ما في وسعها لتهيئة الوافدين الجدد لتحقيق النجاح ، بما في ذلك توفير أكثر من 500 مليون دولار في ميزانية 2022 لمساعدة المجتمعات على مواجهة تحديات الإسكان التي يواجهها الوافدون الجدد.
وقال “سنواصل العمل مع منظمات الاستيطان والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء البلاد لدعم الأوكرانيين وأفراد أسرهم قبل وأثناء وبعد وصولهم إلى كندا”.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : خلاف بين حكومات المقاطعات و الحكومة الفدرالية ، و حاكم أونتاريو يتحدث عن إلزامية إرتداء الكمامات !