يقول الخبراء إن المخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع تكلفة السلع من المتوقع أن تهيمن على مسار الحملة الانتخابية، والزمع إجرائها في شهر يونيو القادم.
و قالت هيئة الإحصاء الكندية الشهر الماضي إن معدل التضخم في كندا بلغ 6.7 في المائة في مارس، حيث ارتفعت تكلفة البنزين ومحلات البقالة وغيرها من السلع بأسرع وتيرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
و تعد أسعار المساكن في أونتاريو من بين أعلى المعدلات في البلاد، حيث يتجاوز متوسط أسعار المنازل الآن مليون دولار في بعض المناطق، وفقا لجمعية العقارات الكندية.
كما تقترب أسعار الغاز في المقاطعة من دولارين للتر بعد تجاوز الرقم القياسي على الإطلاق – الذي تم بلوغه في مارس .
يشير استطلاع حديث للرأي إلى أن التكلفة المتصاعدة للسلع اليومية هي قضية رئيسية بالنسبة للناخبين في أونتاريو، فقد قال 62 في المائة من سكان أونتاريو الذين أجابوا على دراسة استقصائية أجرتها شركة Abacus Data في أبريل إن دخل أسرهم يقل عن تكاليف المعيشة.
وأشار الإستطلاع إلى أن القضية الأساسية بالنسبة للناخبين في أونتاريو الذين يتجهون إلى الانتخابات هي خفض تكلفة المعيشة، يتبعها تحسين القدرة على تحمل تكاليف السكن وإمكانية الوصول إليه.
لكن الخبراء يقولون إن العوامل التي تدفع الأسعار للارتفاع، مثل الحرب في أوكرانيا، وقضايا سلسلة التوريد والطلب القوي على المساكن ، كلها خارج نطاق سيطرة المقاطعة.
هذا ما حدث في أول مناظرة لقادة الأحزاب !
تساءلت المحللة السياسية في هيئة الإذاعة الكندية ناتاشا ماكدونالد دوبوي في مقالها المنشور صباح امس و وتقول إنه في المناظرة الأولى لقادة الأحزاب في أونتاريو كانت هناك ’’شرارات‘‘ وإنما لم يكن هناك فائز أول.
و قالت : ” من فاز بالمناظرة الأولى لقادة الأحزاب في مقاطعة أونتاريو ؟ ربما لا أحد. أو ربما دوغ فورد، ولكن فقط لأنه لم يرتكب خطأً”.
ترى الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية أنه بعد أربع سنوات، يمتلك دوغ فورد إنجازات وصورة جديدة يجب أن يحافظ عليهما. إنه المرشح الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي، ويتم تصويب حملته وفقًا لذلك: إحاطاته الصحفية قصيرة وقليلة. لا عجب أنه غادر بعد المناظرة حيث أجاب خصومه على أسئلة وسائل الإعلام.
خلال السجال، حافظ فورد على هدوئه معظم الوقت. وعندما هاجم القادة الآخرون بعضهم البعض، ’’تلاشى تمامًا وأحيانًا أغلق عينيه!‘‘ متمسكا بشعاراته ورسائله الرئيسية حول ميزانيته.
أوجز دوغ فورد في جمل بسيطة، كقوله ’’ لسنا بحاجة إلى المزيد من الضرائب، نحن بحاجة إلى المزيد من الأشخاص الذين يدفعون الضرائب‘‘.
ومع ذلك، أبدى قادة الأحزاب في المناظرة السخرية من كلامه، وكان حري بهم ’’أن يستغلوا حقيقة أنه لا يبدو أنه يتقن كل ملفاته بعمق. إذ كان يقرأ بعض الإجابات على الأسئلة التي تطرح عليه عبر قراءتها على ورقة أمامه كلمة بكلمة‘‘.
زعيم الحزب الليبرالي ستيفن ديل دوكا ظهر واثق الخطى
ارتفعت اللهجة بين دوغ فورد والزعيم الليبرالي ستيفن ديل دوكا عدة مرات. فقد اتهم ديل دوكا، على سبيل المثال، دوغ فورد، بأرقام داعمة، بتضليل سكان أونتاريو بقوله إنه أنشأ المزيد من الوظائف في قطاع التصنيع. ورد فورد بالإشارة إلى افتقار التأهب لمكافحة الوباء من قبل الحكومة الليبرالية السابقة.
حاولت زعيمة حزب المعارضة الرسمية في الحكومة الخارجة الحزب الديمقراطي الجديد أندريا حوروث أن تتدخل بينهما وتأخذ الكلام. ولكن ديل دوكا لم يعرها سوى القليل من الاهتمام، مفضلاً توجيه السهام فقط إلى دوغ فورد. وهو بلا شك يحاول أن يثبت نفسه على أنه خصمه الوحيد والحقيقي، على حد تعبير المحللة السياسية.
أندريا هوروث بدت أكثر سلاسة وكثيراً ما كانت تتوجه بالحديث مباشرة إلى سكان نورث باي. علما أن الحزب الديمقراطي الجديد في أونتاريو فاز بغالبية المقاعد النيابية في شمال أونتاريو في الانتخابات الأخيرة.
حاول Del Duca بطريقة ما التخلص من إرث السيدة Wynne، وتقديم حزبه كحزب ليبرالي جديد. وقد اتهمه دوغ فورد بأنه مهتم فقط بالتصويت في المناطق الحضرية.
في الآونة الأخيرة، تخلص ستيفن ديل دوكا من نظارته السوداء الضخمة في محاولة لإضفاء الليونة والنعومة إلى صورته. خلال المناظرة، ’’شاهدنا تقلبات في مستويات طاقته. كانت ابتسامته لطيفة، وكانت حججه متقنة. من الصعب قول ما سيفكر فيه الناخبون الذين يكتشفونه لأول مرة‘‘.
نجم المناظرة
نجم المناظرة، إذا كان هناك من أحد، فهو زعيم حزب الخضر مايك شراينر، على حد تعبير الصحافية.
على غرار ستيفن ديل دوكا، كانت تلك المناظرة الأولى لشراينر. هذا الأخير أصبح أول عضو لحزب الخضر في البرلمان في تاريخ أونتاريو، في عام 2018. كان الوحيد الذي تحدث عن البيئة، بعبارات دقيقة وبسيطة الفهم. فرصة أضاعها بقية زعماء الأحزاب السياسية في المناظرة أمس.
ربما يكون كايك شراينر أفضل متحدث في المجموعة. إن إتقانه للقضايا المعقدة الأخرى، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية، وخاصة الإسكان، يمكن أن يساعد في دحض النظرة السائدة بأن حزب الخضر هو حزب ذو قضية واحدة. هذا ولم يتردد زعيم الخضر في توجيه أسئلة محددة إلى دوغ فورد ، وهو أسلوب لم يستخدمه خصومه الآخرون.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : تخوف من استمرار الارتفاع المطّرد لسعر البنزين !