طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من المدعي العام التمييزي إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات جريمة اغتيال الناشط والكاتب السياسي لقمان سليم، مشددا على ضرورة الإسراع في التحقيق لإجلاء ظروف الجريمة والجهات التي تقف وراءها.
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب إن جريمة اغتيال سليم النكراء، يجب أن لا تمر من دون محاسبة.
وشدد في بيان على أنه لا تهاون في متابعة هذه التحقيقات حتى النهاية، وأن الدولة ستقوم بواجباتها في هذا الصدد.
أما وزير الداخلية اللبناني، محمد فهمي، فاعتبر أن ما حصل اليوم (الخميس) إنما يشكل جريمة مروعة ومدانة.
وعُثر في وقت سابق اليوم الخميس، على سليم مقتولا داخل سيارته، بمنطقة العدوسية جنوبي البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية، أن جثمان الناشط مصاب بـ5 طلقات نارية، 4 في الرأس وواحدة في الظهر، في وقت تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة.
ويأتي الحادث عقب ساعات على اختفاء سليم، لدى عودته من زيارة منزل صديقه في إحدى قرى جنوب لبنان، وفق شقيقته رشا سليم عبر حسابها على فيسبوك.
إدانات حزبية
وأدان تيار المستقبل في لبنان اغتيال سليم، وحذر من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين في لبنان وطالب الجهات المختصة بالعمل على إجلاء الحقيقة في أسرع وقت.
بدوره، استنكر الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط، جريمة قتل سليم ودعا القوى والأجهزة الأمنية إلى التحقيق الفعلي والشفاف لكشف المرتكبين وسوقهم إلى القضاء.
كما أدان حزب القوات اللبنانية اغتيال سليم واعتبر أنه من غير المسموح به إطلاقا تصفية من وصفهم بالأحرار، بسبب مواقفهم السياسية وقناعاتهم وأفكارهم الوطنية.
إدانات دولية
خارجيا، عبر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، عن انزعاجه الشديد “من الخسارة المأساوية للقمان، والصوت المستقل الصادق الشجاع”.
وطالب كوبيتش، من السلطات اللبنانية التحقيق في هذه المأساة بشكل سريع وشفاف واستخلاص النتائج اللازمة.
أما سفير الاتحاد الأوروبي في بيروت، رالف طراف، فأدان في تغريدة ما وصفها بثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان التي تسمح بوقوع تلك الأعمال المشينة، مطالبا بالتحقيق في الحادث.
من جانبها، قالت السفيرة الفرنسية لدى بيروت، آن غريو، في تغريدة عبر تويتر، إنها تتقدم بأحرّ التعازي لعقيلته (الناشط سليم)، وأسرته وأقربائه.
من هو لقمان سليم؟
الناشط السياسي والاجتماعي لقمان سليم الذي عثر عليه مقتولا الخميس في سيارته بجنوب لبنان، باحث عمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتوعية بأهمية المواطنة والمساواة، في بلد يعاني من انقسامات وصراعات سياسية وطائفية عميقة.
ينتمي لقمان سليم (58 عاما) إلى الطائفة الشيعية، لكنه كان من أشد المنتقدين لحزب الله.
ولم يمنعه ذلك من تركيز كل عمله ونشاطه بمنزله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله حيث أقام مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق.
وإذا كان الكثير من مداخلاته التلفزيونية في الآونة الأخيرة تناولت حزب الله الذي كان سليم يعتبر أنه يأخذ لبنان رهينة لإيران، فإنه لم يتردد في انتقاد كل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والعجز في لبنان.
وصفه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الخميس بأنه “ناشط محترم” و”صوت مستقل وصادق”، معبرا عن حزنه “لخسارته المأساوية”.
وشهدت مختلف المدن اللبنانية، بينها بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة، الخميس، مظاهرات منددة باغتيال سليم، كما ندد كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعملية الاغتيال.
بالتزامن مع خبر مقتل الناشط لقمان سليم… جواد نصرالله يغرّد ثم يحذف
غرد جواد نصرالله نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر حسابه على تويتر قائلاً: خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب. وأرفق تغريدته بوسم “#بلا_أسف”.
وجاءت تغريدته بعد خبر مقتل الناشط اللبناني لقمان سليم والعثور على جثته في منطقة العدوسية – الزهراني.
وبعد التعليقات، نفى نصرالله بتغريدة أخرى أن تكون تغريدته تتعلق بالحادث، قائلاً: “مهلاً يا ٣ مليون كونان، التغريدة لا علاقة لها بما يحدث. شوية وعي”، ليعود لاحقا ويمسح التغريدة المشار إليها، ويوضح: “مسحت التغريدة التي يريد البعض فهمها على ذوقه، مع العلم اني كتبتها بمنأى عن اي خبر او حدث وهي شيء شخصي، منعاً للبس وللاستفراغ الاخلاقي لدى البعض الذي بات معروفاً بحقده وتفاهته في مقاربة الأمور”.