انتخب النواب الكنديون، أمس الثلاثاء، غريغ فيرغوس رئيسا لمجلس العموم، ليصبح بذلك أول رجل أسود في تاريخ اليلاد يتبوّأ هذا المنصب الذي شغر باستقالة أنتوني روتا إثر تكريمه محاربا قديما تبيّن لاحقا أنه نازي.
وصوّت أعضاء المجلس المكون من 338 مقعدًا لصالح فيرغوس في اقتراع سري.
وفي كلمة أمام مجلس العموم بعد انتخابه على رأس هذه المؤسسة، قال النائب الليبرالي إنه “لشرف عظيم” أن يتبوّأ هذا المنصب.
وتتمثّل مهمة فيرغوس بصفته رئيسا لمجلس العموم بإدارة المناقشات وإنفاذ القواعد مع الحفاظ على حياده وعدم التصويت إلا في حالة تعادل الأصوات.
وعملاً بالتقليد، رافق فيرغوس أثناء توجّهه إلى كرسي رئاسة المجلس لتسلّم مهام منصبه الجديد كلٌّ من رئيس الوزراء جاستن ترودو وزعيم المعارضة بيار بولييفر.
وهنّأ ترودو بحرارة فيرغوس على منصبه الجديد، مشيرا إلى أنه أول كندي أسود يصبح رئيسا لهذا المجلس.
وأضاف رئيس الوزراء أنّ فيرغوس مصدر إلهام لجميع الكنديين، وبخاصة للأجيال الشابة التي ترغب في الانخراط في السياسة
من جهته، قال مجلس العموم في بيان إنّ رئيسه الجديد “منخرط جدا في مجتمع السود”، مذكّرا بأنه انتخب نائبا للمرة الأولى في 2015 وأسّس وشارك لمدة 6 سنوات في رئاسة تجمّع البرلمانيين السود.
وعقب انتخابه، قال فيرغوس إنّ أولويته ستكون إرساء الاحترام في مجلس العموم.
’’دوري كرئيس هو أن أوكّد لكم أنّ القواعد ستكون متّبعة لكي تتمكنوا من المشاركة في نقاش صادق ومحترِم‘‘، قال الرئيس الجديد للمجلس.
الاحترام أساسي في عملنا. يجب أن نقدّم المثال للكنديين لأنه لا يمكن أن يكون هناك حوار دون احترام. (…) سأعمل بجد من أجل هذا الأمر وأحتاج إلى مساعدتكم لتحقيق ذلك.
وسبق لفيرغوس أن تبوأ منصب سكرتير برلماني لرئيس الحكومة ولرئيس مجلس الخزانة.
ويبلغ فيرغوس الرابعة والخمسين من عمره وهو من مواليد مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك. وهو حائز على بكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة كارلتون في أوتاوا ويتحدث لغتيْ كندا الرسميتيْن، الفرنسية والإنكليزية، بطلاقة.
ويمثّل فيرغوس في مجلس العموم دائرةَ ’’هول – أيلمر‘‘ (Hull–Aylmer) الواقعة في جنوب غرب كيبيك، المقاطعة الوحيدة في كندا ذات غالبية ناطقة بالفرنسية، لولاية ثالثة على التوالي.
فهو فاز بمقعد الدائرة للمرة الأولى في انتخابات عام 2015 التي أوصلت الحزب الليبرالي بقيادة جوستان ترودو إلى السلطة بعد نحو عشر سنوات متواصلة من حكم حزب المحافظين بقيادة ستيفن هاربر. وأُعيد انتخابه في الدائرة نفسها في انتخابات 2019 و2021 العامة.
خطأ فادح
وانتخب فيرغوس بعد أسبوع من استقالة سلفه أنتوني روتا بعدما أثار جدلاً واسعًا بتكريمه أحد قدامى المحاربين الأوكرانيين خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى كندا.
والمحارب القديم المكرّم يبلغ من العمر 98 عاما ويدعى ياروسلاف هونكا وقد تبيّن لاحقا أنه كان على ما يبدو عنصرا في “قوات الأمن الخاصة النازية” (إس إس).
ويومها وقف النواب من جميع الأحزاب ومعهم ترودو وأعضاء حكومته والرئيس الأوكراني لتحية هونكا الذي قال عنه رئيس مجلس العموم إنّه “محارب قديم أوكراني كندي من الحرب العالمية الثانية قاتل من أجل استقلال أوكرانيا ضد الروس ويُعتبر بطلاً أوكرانيًّا وبطلاً كنديًّا”.
لكن سرعان ما أعلنت جمعية الدفاع عن الجالية اليهودية في كندا أنّ هذا التكريم “يتجاهل خدمة هونكا في فرقة فافن غرينادير الـ14 التابعة لقوات الأمن الخاصة، وهي وحدة عسكرية نازية جرائمها ضد الإنسانية خلال المحرقة موثقة بشكل واسع”.
وإثر ذلك قدّم ترودو “خالص اعتذاره” عن “الخطأ الفادح” الذي تسبّب في “إحراج عميق لكندا”.
وبدوره، قدم روتا اعتذاره عن الواقعة وقال في بيان، “أقدم اعتذاري الصادق للجاليات اليهودية في جميع أنحاء كندا وحول العالم”، مضيفا “أنا المسؤول الوحيد عن هذه المبادرة وأتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك”.
والأزمة مع الهند تشتعل !
قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن حكومته لا تسعى إلى تصعيد الخلاف الدبلوماسي مع الهند، لكنه امتنع عن القول ما إذا كانت كندا ستقبل طلب الهند بسحب 41 دبلوماسيا كنديا أم لا.
وأدلى ترودو بهذه التعليقات وهو في طريقه إلى اجتماع الحزب الليبرالي في أوتاوا أمس الثلاثاء، بعد ساعات من إبلاغ الهند كندا بأنه يتعين عليها إعادة 41 دبلوماسيا إلى وطنهم بحلول 10 أكتوبر، وفقا خبر نشر لأول مرة في صحيفة فايننشال تايمز في وقت سابق من يوم أمس .
وقالت الصحيفة نقلا عن أشخاص مطلعين أن الهند هددت بإلغاء الحصانة الدبلوماسية للدبلوماسيين الذين طلب منهم المغادرة بحلول 10 أكتوبر.
وردا على سؤال عما إذا كانت حكومته ستوافق على طلب الهند بسحب دبلوماسييها أم لا، أصر ترودو على أن حكومته ستحاول مواصلة العمل مع نيودلهي.
وقال ترودو: “نحن لا نتطلع إلى التصعيد، وكما قلت، سنواصل العمل المهم بإقامة علاقات بناءة مع الهند خلال هذا الوقت العصيب للغاية”.
وتدهورت العلاقات بين الهند وكندا في الأسابيع الأخيرة، بعد أن أعلن ترودو أن هناك مزاعم موثوقة بتورط الهند في اغتيال الناشط السيخي هارديب سينغ نيجار، لكن الهند رفضت هذه الادعاءات ووصفتها بأنها سخيفة.
وكان نيجار “45 عاما”، مطلوبا في الهند لسنوات، وقُتل بالرصاص خارج معبد للسيخ في ساري ببريتش كولومبيا، في 18 يونيو.
To read the article in English press here