بعد مرور أسبوع على الفيديو الشهير لرجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس السوري بشار الأسد رامي مخلوف والذي خاطب فيه لأول مرة ابن عمته طالباً منه الانتباه من الطاقم المحيط، لم يصدر أي تعليق من الأسد على كلام مخلوف فما يبدو أنه تخبط يعاني فيه القصر الجمهوري من احتمالية الرد المباشر خاصة في ظل غياب سلطة الأسد الفعلية في الحكم، والحديث عن تنامي دور أسماء الأسد بدعم روسي لإعادة هيكلة واجهة النظام، فضلاً عن سياسة النظام المعروفة بالتجاهل وعدم التنازل في الرد، لكن هل يصل الأمر بالأسد إلى اعتبار رامي خائناً بعد تهربه من دفع المليارات المطالب بها إلى خزينة الدولة. خيارات صعبة تواجه الأسد الذي يعاني أصلاً من عدم القدرة على اتخاذ القرار السياسي الفعلي، تزامن ذلك مع الاستمرار في حملات اعتقال مدراء في شركات رامي مخلوف من قبل الجهات الأمنية وتوسع ذلك إلى أكثر من مدينة في سوريا.
حيث علم من الأسماء التي تم اعتقالها بحسب مدير سابق في الشركة شخصيات قيادية مهمة في شركة سيرتيل، خاصة في أقسام المالية والمحاسبة. وشملت قائمة الذين داهمت مخابرات نظام الأسد منازلهم، نحو الساعة الثانية فجراً، كل من المدراء التنفيذيين في الشركة؛ سهيل صهيون من الجنسية اللبنانية ويشغل منصب مدير الموارد البشرية، وبشر مهنا ويشغل منصب مدير العلاقات الحكومية، وبسام حتاملة من الجنسية الأردنية ويشغل منصب المدير المالي العام. إلى ذلك، شملت حملة المداهمات والاعتقالات، مدراء في قسمي المحاسبة والمالية، بينهم محمد دوماني، ورضوان حداد، إضافة لمدير قسم الإعلام في الشركة، وهو علاء سلمور.
ولكن هل يصل بشار الأسد إلى قرار اعتقال مخلوف، لكن هناك مشكلة كبرى تواجهه، هي أن مخلوف لا يزال يحتفظ بدعم كبير داخل المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام، إذ لديه مجموعة من الشركات التي وفرت فرص عمل لعشرات الآلاف من السوريين وأقام مشاريع إنسانية خلقت المتعاطفين والموالين له. وبذلك يمكن حصر الخيارات التي تتوفر لدى الأسد وهي أن إخراج مخلوف بلا رحمة يخاطر بفقدان دعم مؤيديه، وإذا لم تسر الأمور وفقا لما هو مخطط لها، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة زعزعة استقرار البلاد. التحدي الآخر الذي يواجه الأسد، هو أنه إذا سقط مخلوف في المعركة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التمزق في نسيج المجتمع السوري.
أما في حالة القبض عليه فذلك لن يحل المشكلة أيضا لأنه سيبقى رمزاً لشخص يمكنه الدفاع عن نفسه والوقوف ضد الرئيس السوري مباشرة. وإذا أُصيب أو قُتل، فقد يتحول إلى رمز يتم تكريمه وقد يؤدي ذلك إلى حدوث صدوع لا يمكن إصلاحها. ويأتي كل هذا في وقت يعيش فيه 80 في المئة من السوريين تحت خط الفقر مع خطر انتشار فيروس كورونا والذي لوح به الأسد في آخر اجتماعاته مع الحكومة وبذلك فإن المخاطر التي تعاني منها سوريا كبيرة بسبب الصراع العلني في دوائر السلطة والذي لا يبدو أنه وليد اللحظة لكن هناك من أخرجه للعلن لبدء رسم خارطة مستقبل سوريا السياسي وموقع آل الأسد فيها.